P/32

1.9K 53 12
                                    

-

اخذ سهيل الفنجال وارتشف منه وهو يناظر مصعب بنظرة باردة وكأنه يثبت له بهالنظرة احتقاره وعدم اهتمامه لأي ألم وجرح سبّبه لمصعب بهاللحظة ، عمّ الصمت بالغرفة لعدّة ثواني والأنظار كلها مصوّبه على مصعب اللي شدّ بقبضة يده على الدلّة بيده اللي ترتجف ويده اللي اخذ منها سهيل الفنجال معلّقه بالفراغ شدّ على قبضتها ونزلها والتفّ ونزّل الدلّة على الطاولة ، غمّض عيونه بتصبّر وجسمه يرتجف من كبته للغضب وردود الفعل الثائرة اللي يكبتها هاللحظه ، مدّ يده يبعد راكان اللي وقف وقرّب له وطلع من الغرفة بخطوات سريعه وهو يداري نفسه ودموعه لاينفجر ..
سهيل اللي يرتشف من قهوته وعينه تلاحق مصعب لين اختفى ، نزّل الفنجال وهو يحاول مايبين توتره وقلبه اللي بدأ يفضحه بتصرفات جسده اللي بدأ يتلاشى منها جليد جبروته ومكابرته وقسوته ،
راكان عجز يتحمل والتفت وبعصبيه لسهيل وهو يوقف قدامه :ماتعرف تثمّن كلامك ؟.
سهيل رفع راسه لراكان اللي واقف قدامه وناظره بثبات ورفع حاجبه :تؤ.
راكان زاد غضبه من برود سهيل وردّه المُستفز عجز يتحمّل ونطق بنبرة شديدة: سهيل ! .
سهيل ارتشف اخر قطرات قهوته داخل فنجاله ومدّه لراكان وببرود : صبّ لي دام الدلّة وراك .
راكان اشتطّ غضبه اكثر واكثر وسحب سهيل من ياقته وهو يوقفه،
راشد عدّل جلسته ونزّل فنجاله على الطاولة ووقف وهو يقول : ياشباب اذكروا الله ، زياد عيونه تتنقل مابين راكان وسهيل اللي يناظر راكان بابتسامه بارده خفيفه ونظراته هاديه غير مبالي براكان اللي شادّ على ياقته واللي نطق بعصبية وقهر : وش هالقلب اللي بين ضلوعك يا سهيل هاه !! لهالدرجة قسى ماتثمّن كلامك انت !.
سهيل مرتخي مابين قبضة راكان وماقاوم ابدًا ضحك ضحكة صغيره وميل شفته وهو يقول ببرود : اذا الكلام له ثمن على كذا ديون مصعب واجد .
شدّ راكان على ياقة سهيل بقوّة والقهر والغضب طاغين عليه بقوّة بسبب برود سهيل وكلامه وكلمته لمصعب ، راشد بعّدهم عن بعض ونطق سهيل بأبتسامه مستفزه وهو رافع حاجبه : اووه البطل وصل
راشد التفت له وبعصبيه :انت اسكت ! ، التفت لراكان اللي يتنفّس بقهر ونطق وهو يبعده بهدوء : راكان اهدأ هالمجنون ذا خله علي انت شوف عن مصعب لا يجيه شي .
سهيل ميّل شفته وهو يقول بصوت عالي لراكان اللي يطلع من الغرفة : لاتخاف يقولون راعي الشر عمره طويل .
ماحسّ الأ بدفّة راشد له على الجدار وهو يصرخ بقوّة : سهههييل !
سهيل كشّر من صرخة راشد وغمّض عيونه لكن ثواني وفتحها وهو يبتسم باستفزاز : اوكي اسف انا الشرير بس اقلها عمري طويل .
راشد توسّعت عيونه بغضب شديد وغطّى فمّ سهيل بيده وهو يصرخ بقهر ويرتجف من غضبه: ااسسكككتتت اسسككتت اسكككتت ! ، نزّل يده وهو يصرخ بقهر : اذبحك مكانك يعني ! ماكفاك ضربي اليوم ! بفهم وش هالجنون اللي براسك وش هالمبزره ؟؟ استح على وجهك تراك طولتها وهي قصيرة! اهتمام واهتم فيك وامشي وراك واوكلك علاجك بيدي واوديك واجيبك وقلبي يطيح وقت مايضرك شي وتجرحني واسكت واقرّب وتصدني خسرت كرامتي الف مره ولازلت معك واقف بس ماحشمتني لا انا ولاهم ! ، صرخ بوجه سهيل اللي غمّض عيونه : علمممننني وش تبي اكثر وش المطلوب وش المطللوووب ! .
سهيل اللي صادّ ومغمّض عيونه وكامش ملامحه ويرتجف بخفّه ورافع يده على وجهه لا ارادي ، نزلت دموعه وارتجفت شفتيه من كلام راشد اللي هدّم جدران كبريائه وتمثيله ، راشد اللي سكت وماينسمع غير اصوات تنفّسه السريع واللي يوضح منه مدى قهره، سحب يد سهيل من على وجهه وارتخت نظراته من شاف عيون سهيل اللي على وشك البكاء وخشمه اللي بدأ يرعف بخفيف ، سهيل سحب يده من راشد وهو يتصدّد ويبعد عن راشد عن طريقه لكن عارضه راشد اللي وقف قدامه من جديد وهو يسحب منديل من على الطاولة ويقرّب لسهيل ويرفع راسه ويمسّح الدمّ من تحت خشمه ، طاحت عيونه بعيون سهيل اللي يناظره وعجز يتحمّل وأقترب لراشد وهو يحتضنه بقوة وعضّ سهيل على شفته بقوّة وهو يحاول يمسك نفسه لايبكي من جديد ، راشد غمّض عيونه وهو يحاول يضبط مشاعره ومايحنّ قلبه ونطق بشدّه وقلبه مايطاوعه يبعد سهيل عنه : سهيل بعّد عني ، هزّ سهيل رأسه بالنفي وشدّ على راشد وهو عاجز حتى انه ينطق كلمة وحدة كان بأعلى مراحل اضطرابه وشتات مشاعره ، مو عارف يتحكم بنفسه ولا بتصرفاته بسبب اضطرابه الشديد مو قادر يحدد مشاعره مع اي شخص فيهم ، شدّ على راشد وهو يرخي راسه على كتف راشد اللي مابادله ، قوّى راشد قلبه وبعّد عن سهيل وهو يحاول يتحكّم بنظرة عينه لاتلين قدام وجه سهيل وملامحه ، نطق راشد وهو يتدارك دمعة سهيل اللي نزلت ويمسّحها : الدمعة ذي ماتنزل مني ولا علي يا سهيل فاهم ؟ انا مااحتاج دموعك ، وبقهر بان بنبرة صوته : انا احتاج سهيل جنبي واللي قدامي الان مو سهيل ولا له اي علاقه فيه ، التفّ ومسك يد زياد اللي وقف ونطق راشد وعينه على سهيل : فكّر مع نفسك شوي وفتّح عيونك وشوف اللي حولك واستوعب قيمته ، اقترب لسهيل ونطق بقهر وهو يقرّب له : تونا قبل دقايق جالسين نضحك وبكلمه وحدة منك قلب حالنا كلنّا ، ثمّن كلامك يا سهيل ..

وصارت كل أسئلتي لِماذا ؟..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن