"الصداقة لا تنتهي حتى بعد رحيل الأحباب، فهي تترك بصمات جميلة في قلوبنا تحمل ذكريات لا تنسى."
علاء كان فتى يعيش في حي صغير في ضواحي المدينة، وكان دائماً يشعر بالوحدة لأنه كان الطفل الوحيد في الحي الذي لا يملك أصدقاء. كان يقضي معظم وقته يقرأ الكتب والألعاب الإلكترونية.
وفي يومٍ من الأيام، قدمت عائلة جيران جدد إلى الحي. كان لديهم ابنة صغيرة تبلغ من العمر 11 عامًا اسمها شمس، كانت تبدو لطيفة وودودة. حين رأى علاء شمس لأول مرة، شعر بالخجل ولكنه تعرف عليها بسرعة.
بدأ علاء وشمس باللعب معاً في الحديقة وفي الشارع، وقد أصبحا أفضل الأصدقاء في وقتٍ قصير. كان علاء يشعر بالسعادة الكبيرة لأنه أصبح لديه صديقة حقيقية وكان يشعر بالراحة بالتحدث إليها عن كل شيء.
علاء وشمس قضيا الكثير من الوقت معاً، وكانا يتحدثان عن أحلامهم وطموحاتهم ومشاكلهم. بدأ علاء يشعر بالثقة بالنفس وأصبح أكثر انفتاحاً واجتماعياً بفضل صداقته مع شمس.
في النهاية، أصبح علاء شخصاً جديداً بسبب صداقته مع شمس. لم يعد يشعر بالوحدة بعد الآن، بل كان لديه أفضل صديقة للتحدث إليها واللعب معها. كانت هذه الصداقة أمراً مهماً جداً بالنسبة لعلاء، فقد أتاحت له الفرصة لتجربة أشياء جديدة وتطوير شخصيته بشكل إيجابي.
في يومٍ مشمس، حدث الأمر الذي لم يتوقعه أحد. توفيت شمس بشكلٍ مفاجئ بسبب مرض خطير. كان علاء محطم القلب ولا يمكنه تصور حياته دون صديقته الوحيدة.
كانت فترة الحزن والصدمة صعبة بالنسبة لعلاء، لقد فقد أفضل صديق لديه. كان يشعر بالوحدة والحزن والألم، وكان يفتقد صوتها وضحكتها وأحاديثهما الممتعة.
في الأيام الأولى، لم يكن لديه الرغبة في الخروج من المنزل أو الحديث مع أي شخص، فكان يحتفظ بحزنه وألمه في قلبه. لكن بمرور الوقت، أدرك علاء أن شمس لم تمت بل تركت له ذكريات جميلة تستحق الاحتفاظ بها.
بدأ علاء بتذكر ما قالته له شمس والأوقات التي قضاها معها، وعرف أن الصداقة ليست مجرد وجود بدني بل هي وجود الذكريات والأوقات الجميلة التي قضيتها مع الشخص الذي تحبه. تعلم أنه يجب عليه مواصلة حياته والمضي قدماً، وأنه يحتاج إلى تذكر ما جعله سعيداً فيما مضى.
ومنذ ذلك الحين، أصبح علاء أكثر قوةً واستقراراً عقليًا، وبدأ بالخروج للتعرف على أشخاص جدد وتكوين صداقات جديدة. لكنه لم ينسى شمس أبداً، فكان يتحدث معها بصوتٍ خفيضٍ في أوقات الهدوء ويتذكر كل الأوقات الجميلة التي قضوها معًا.