في زمنٍ كانت الأيامُ فيه طويلةً، والحياة بسيطةً، كان هناك رجلٌ في العراق، يدعى علي، كان يعيش في بيتٍ بسيطٍ في قرية صغيرة. كان يعمل في الحقول القريبة من بيته، حيث كان يحصد الحنطة والشعير ويزرع الخضروات والفواكه.
كان علي رجلاً صالحاً وكريماً، كان يحب مساعدة الجيران والأقارب، ولم يتردد أبدًا في مدَّ يد المساعدة لأي شخصٍ يحتاجه. وكانت لديه ابنة واحدة اسمها ليلى، كانت جميلة جداً ولطيفة الطباع.
وفي يومٍ من الأيام، اختفت ليلى، لم يكن أحدٌ يعرف أين ذهبت، وعندما علم علي بأمر اختفائها، شعر بالحزن الشديد والقلق. بحث علي عنها في كل مكان، ولكن لم يجدها. وفي النهاية، قرر علي زيارة الجدَّة، التي كانت تعيش في مدينة قريبة، لطلب المساعدة في البحث عن ابنته.
وبعد الوصول إلى المدينة، التقى علي بجدَّته، وشرح لها ما حدث. وبعد التفكير للحظات، قالت له جدَّته: "ربما تكون ابنتك قد خرجت للبحث عن شيءٍ هامٍ لها، لم تريد إخبارك به. فلماذا لا تقوم بترك باب البيت مفتوحًا لها، لتستطيع العودة إليك بسهولة".
وبعد أيامٍ من الانتظار، عادت ليلى إلى المنزل،
وعندما رأت ليلى والدها على عتبة الباب، ركضت نحوه وأخبرته عن مغامرتها في الغابة المجاورة. وكانت ليلى قد توهجت من الفرحة لأن والدها لم يغضب منها، بل بالعكس، شكرها على أنها عادت إلى المنزل بأمان.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت ليلى أكثر حذراً فيما يتعلق بمغامراتها، وتأكدت دائماً من إخبار والدها عن أي مكان تريد الذهاب إليه. واستمرت حياة علي وليلى وجدتهما البسيطة في العراق، وكانا دائماً يعيشان بسعادة ورضا.
وهذه هي القصة البسيطة، التي تظهر مدى أهمية العائلة والتفاهم والثقة في بناء حياة سعيدة. وهي قيم تحتاج إلى الحفاظ عليها، لأنها تجعل الحياة أكثر جمالاً ومتعة.