3) السكتة الأولي

472 45 27
                                    

كانت قطعان الذئاب تؤمن بالقدر، يعلمون أن القدر قام بكتابة العديد من الأشياء الجميلة و المؤلمة أيضًا لكنهم كانوا يؤمنون أن الألم كان بالتأكيد لسببٍ سيعرفوه لاحقًا.

من الأشياء التي قام القدر بكتابتها هي الرفقة.

الرفيق هو الحبيب والشريك والزوج المُقدر الروحي، اثنان كُتب عليهم أن يحبون بعضهم منذ الأزل تقريبًا، لا أحد يعلم إن كان الرفقاء يحبون بعضهم قبل ولادتهم ام أنهم فعلوا ذلك منذ اللحظة التي شعروا فيها برباطٍ خفي يجمعهم، أو أنه الإيمان الشديد بالقدر أو الرغبة في أن يحبك أحدهم.

يبدأ الأمر في مرحلة بلوغ الذئب وخروجه من عنان الجسد، سن الثامنة عشر، قد تجد رفيقك في القطيع لو كنت محظوظ، قد تجده في القطعان المجاورة، قد تجده في مرحلة عمرية ما من حياتك مقدمًا، قيل أن هناك أشخاص لم يكتب لهم القدر الرفقة وهناك أشخاص مات رفيقهم قبل أن يروه، بالتأكيد هناك تفسير لمن لا يحظون برفيقٍ أبدًا.

كان هناك نوعين من الرفقاء، الشخص الذي حينما يشعر بك يتقبلك لأنه كان ينتظرك طويلًا ويتعفف عن كل شيء لأجلك، وهناك الشخص الذي يرفضك لعدة اسباب.

الرفيق المرفوض يشعر بالألم يغزو قلبه كما سكتة أبدية لا تنتهي، بعضهم يتخطي ويبحث عن شخص آخر لا رفيق له أو بشر أو يكمل حياته دون حُب حقيقي، وبعضهم فقط يمر عليه الوقت إلي اللحظة التي يسقط فيها الجسد ويعلوه التراب، لأنه لم يتحمل الرفض، لأنه لم يتحمل العيش دون رفيق.

أو أنهم يصبحون من المنفيون وهؤلاء فقدوا المعني الأساسي لحياتهم وأصبحوا ذئاب برية شبقة للدم نسيت أنها في يومٍ من الأيام كانت تستطيع أن تحب لكن فقدان الحب ذاته هو ما جعلهم يفقدون كل شيء.

يمر الرفيق المرفوض بعدة مراحل في الحقيقة أشبه بالسكتات التي تأتي في القلب، أشبه بمراحل الحزن الخمسة بأضافات أخري لكن الألم يغزوها جميعها إلي المرحلة الأخيرة التي أحيانًا ما تكون القبول واحيانًا في أخري متقدمة، تكون الموت.

في تلك اللحظة حينما نظر جيمين إلي يونغي عرفه من فوره، تراجعت خطواته إلي الوراء وهو يلاحظ نظرات الأخر إليه ولا أحد سواه، عيناه الناعسة الهادئة، ذاتها القديمة لكن هذه بنظرة اعمق، لقد أصبح الفتي الصغير رجلًا.

شعر جيمين برائحته التي أسكرته واعيته دون رحمةٍ بهِ، شعر بقدميه تتراجع وهو يهرب والأخر يقترب بخطوات حذرة وقلبٍ تتضخم فيه النبضات العازفة، نبضة تليها نبضة في قلبٍ نسي كيف هو الشعور.

توقف العديد من الأشخاص أمام يونغي وبالصدارة كان هناك الألفا بارك تشانيول، الذي ينظر له بغضبٍ وتساؤل، قال يونغي وهو ينظر في عيناه بصدقٍ وسرعة.

شغف | YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن