13- حَالِمُ اليَقَظة⚖

19 1 0
                                    

"بهدوء هيا" أمسك يدها وأحاط كتفها بذراعه الأخرى لتمشي ببطء متكئة على شقيقها "ما زلت مصرّاً أن الأمر يحتمل التأجيل" ابتسمت بهدوء دون النظر لوجهه وتقول "هم أفراد قبيلتي وأهلي تايهيونغ ليسوا فقط أناسٌ عاديين يعيشون تحت قيادتي, يجب أن يروا أن قائدتهم فعلاً بخير"

رفع الحارس الستارة عن طريق القائدة وشقيقها لتخرج للعلن أمام جميع أفراد قبيلتها وتوقفت أعلى الدرج أمام خيمتها, باللحظة التي رآها الجميع هتفوا عالياً لها, سنوات عاشوا بها تحت قيادتها وكانت من أفضل أسياد هذه القبيلة وحبهم لها لم يولد البارحة بل هي خلفت حب الشعب لها أيضاً من والدها

عصراً حيث الشمس تصبح ذهبية ويختلط لون البرتقال والتوت وسط السماء الزرقاء لتصبح أجمل من لوحة أمهر فنان عرفه التاريخ, الساعة الذهبية تلك عكست ضوء الشمس عليها لتصبح منيرة كالنجم المشتعل...شعبها, محاربيها, شقيقها وجلالته, جميعهم أمامها ينتظرون كلمتها

"أنت عظيم لكنك تنتظر شيئاً يثبت ذلك أو ينفيه, عبارة لطالما همس لي بها والدي الراحل قائدنا العظيم, حملت عنه حِمل الدفاع عن قضيتنا الأبدية, لكنكم كنتم خلف كلمتي دائماً, كنتم أشجع شعب عرفته دولتنا العظيمة, نحن دوماً في حالة حرب, ولن نتوقف حتى يذهب العدو عنا, إني وإن كنت قد سقطت جريحة أثناء الحرب إلا أنكم لم تجلسوا مكتوفي الأيدي بانتظار رأي أحد, بل فطرتكم دفعتكم للقتال والدفاع عن أرضكم, دفاعنا عن أراضينا وحقوقنا سيستمر للأبد, ومهما اسمتد بهم الأمر لحصارنا وقتلنا أو اشعال نيران الفتنة بيننا إلا أننا سنكون أقوى من كل هذا, سنقاتل بكل ما لدينا, من سيوف دامية, من شجاعة وجسارة كاسرة, من قوة عظيمة, من إيمانٍ نقي ومن قيادةٍ عادلة"

"نحن لا نتبع فقط كلمة الحق, بل لدينا ما يكفي من الحب لنتمسك ببعضنا البعض, نحن وفي هذه الأوقات العصيبة علينا التمسك بقضيتنا, علينا أن نؤمن أن لدينا قائداً عادلاً لا ينسى أفراد شعبه أبداً, مهما أتى قادة قلاعٍ ظلّام فلا تدعوهم يهزوا ثقتكم بجلالته, هو خير حاكمٍ لنا وهو لن يتركنا وحدنا وسط هذه النيران, في أوقات الحرب هذه لا مجال للشعور بالألم, إما أن ننتصر أو الموت بكرامتنا"

"عاشت القائدة بيرين!" رددها مراراً وتكراراً الأهالي والمحاربين, رأت حب شعبها لها وحماسهم بعد خطابها لهم "أعلم أني أردت راحتك ولكن هذا الخطاب جعلني أنسى الهجوم علينا منذ أيام" همس لها شقيقها لتبتسم بالكاد بهدوء وهي تنظر للمحاربين يرفعون سيوفهم عالياً يهتفون لها

"قيادتك تأتي من ثقة وحب شعبك لك, الحماس في دمائهم أكثر ما أحتاجه الآن" صحيح أن الذي يقفون أمامها كُثر والأصوات صاخبة إلا أنها تراه من بين الجميع ولا يسعها قطع ذلك التواصل البصري, تشعر أن شيئاً يربط عيناهما معاً باللحظة التي يتقابلان

|القبيلة ⚖ |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن