ملجأ القلب (٥)

662 28 5
                                    


( ه )

وكأنكِ لعنة و أصابتني
لا البعد ينفع ولا القرب جائز
( الشيماء)

*****************
الصمت .. هو المسيطر بعد الحديث الذى قاله عمر .. كانت أنظار الجميع تنتقل تارةً إلى عمر وتارةً لتلك القواقفة بجانبه ..
أول من قطع هذا الصمت كان جاد حينما قال بجمود :
_ انت بتهرز يا عمر
_ بابا أنا هفهمك .. هو ..
قاطعه جاد بغضب وصراخ :
_ تفهمني ايه .. ايه الجنان الي بتقوله دا مين البت دي وعرفتها إمتى علشان تجوز .. واتجوزتها ازاي من غير إذني .. ايه كبرت وملكاش كبير ولا ايه

اقتربت ألمى من جاد محاولة تهدئته وقالت:
_ جاد أهدى و..
قاطعها صارخآ
_ أهدى ايه يا ألمى .. انتي مش سامعة ابنك بقول ايه  .. ابنك مبقاش عامل ليا اعتبار وبتصرف ع مزاجه .. جايبلي وحدة وبقلي انها مراته دا اتجنن خالص
_ أنكل اعطيه فرصة يشرح ويقول
_ يشرح ايه يا غيث .. مخلاص كل حاجة وضحت .. البيه كبر وبقا راجل وبتخذ قرارات بنفسه .. يعني لغى وجودي من حياته نهائي

اقترب عمر من أبيه وبسرعة وقال بلطف :
_ ما عاش الي يلغي وجودك يا بابا ... انت كبير البيت ده ربنا يديك العمر كله وتفضل كبيره على طول .. انت مسبتنيش اشرحلك واقلك الأسباب الي خلتني اعمل كدا ..

هدأ غضب جاد قليلا وقال :
_ مفيش اي عذر يعطيك الحق انك تتصرف التصرف دا من غير رأي
_ بابا أنا كنت مجبور .. ولو مكنتش عملت كدا فرح كانت هتكون بخطر

تنهد عمر بقوة ثم بدأ بسرد سببه الذى ألفه  عله يخمد  ثورة غضب والده :
_ فرح يتمية وملهاش حد .. جوز والدتها كان عاوز يجوزها لواحد كبير مقابل مبلغ كبير وهي لجأتلي ومكانش في حل قدامي غير اني اتجوزها

عم الصمت قليلا ليقول بعدها جاد :
_ وانت تعرفها منين علشان تلجألك
_ بالصدفة .. كنت هدهسها بعربيتي لو لا اخر لحظة قدرت اوقف العربية .. كانت حالتها صعبة وودتها المستشفى وهناك عرفت كل حاجة
ابتسم جاد باستخفاف وقال :
_ لا براڤوا ... اي القصة الهايلة دي ... دي ولا الأفلام الهندية..  ويا ترى يا حضرة الضابط انت صدقت على طول مش كدا .. لا براڤوا  بجد.. انت النهاردة اثبتلي انك غبي... ويا ترى حضرتك عرفت ازاي انها بتقول الحقيقة مش يمكن بتكذب عليك .. أو  يكون حد مسلطها عليك
_ متقلقش يا بابا انت اتأكدت من كل حاجة .. وعرفت كل حاجة عنها ..  أنا مش غبي لدرجادي
_ لنفرض انه القصة كدا ... مخدتش رأي ليه متصلتش بيا ليه كنا لقينا حل تاني غير جوازك منها

صمت عمر ولم يعلق بعد حديث والده .. نظر جاد باتجاه الفتاة .. كانت تنظر لأسفل وتفرك يديها من التوتر .. بنية جسدها توحي بصغر سنها .. جميلة .. كل من ينظر لها يقول انها جميلة وخصوصا خصلات شعرها الذهبية .. توقف عن النظر إليها ثم قال :
_ مبروك

قال حديثه ثم غادر المكان متجهآ لمكتبه .. دخله وأقفل الباب من ورائه بقوة انتفض منها الجميع

ملجأ القلب ... حلقات خاصة من أية الغيث❤️❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن