ملجأ القلب (٦)

766 48 19
                                    

( ٦ )

وما انت يا سيدى سوى نوراً أضاء ظُلمت حياتي ... فأمسك بيدى ولا تتركها فلا أمانٌ ولا حياة بِبُعدك عني 💔💔
( الشيماء )

_________________________

جالساً بصمت ممسكاً الهاتف يتصل بابنه مراراً تكراراً عله يجيب ولكن لا فائدة .. وكلما مر الوقت غضبه يتزايد وصبره ينفذ
على مسافةٍ قريبة تقف ألمى تراقبه بصمت منذ مجيئه وهو يحاول الاتصال بعمر ويبدوا أنه غاضب ... لم يتحدث اي حديث وحينما سألته قال لها  .. ليأتي ابنك لتعرفي مصيبته .. بعد حديثه بدأ القلق يراودها وخصوصاً أن ابنها لا يجيب وجاد لا يتحدث ...ولا تعلم لماذا تشعر بالقلق الشديد على ابنها .. يخبرها حدسها أن ابنها واقعاً بمصيبةٍ ما.. ومن المؤكد زواجه من تلك الفتاة هو المشكلة أو بالأحرى المصيبة التى يتحدث عنها زوجها

اقتربت منه  بعدما نفذ صبرها وقالت بقلق:
_ جاد انت بتقلقني بتصرفاتك دي  ..هي ايه الحكاية وبتتصل على عمر ليه .. ومتقليش لما  يجي عمر هتعرّفي .. أنا قلبي وجعني ومش عارف السبب حاسة أنه بمشكلة ومش عارف يتصرف

نظر لها جاد بصمت ولم يتحدث .. عاود الاتصال بابنه ولكن لا فائدة ... اقتربت منه ألمى وسحبت منه الهاتف بغضب وقالت :
_ كفاية بقا .. هو في ايه قلي ايه الحكاية أنا مش قادرة استحمل

نهض جاد بغضب وصرخ بوجهها وقال :
_ عاوزاني اقلك ايه هاا.. اقلك أنه ابنك المحروس متزوج وحدة شمال و جايبها من بيت مشبوه .. والله أعلم عرف البنت دي ازاي علشان يخرجها من السجن بعد ما قبضوا عليها ويروح حضرته يتجوزها
حديثه كان بمثابة صاعقة ما الذى يقول .. عمر .. لا لا يمكن
نظرت له  بدموع وتيه وقالت:
_ انت بتقول ايه يا جاد
_ الي سمعتيه يا ألمى ... أنا لغاية دلوقتي مش مصدق ازاي .. عمر .. عمر ابني يعمل كدا وليه .. ازاي يتجوز وحدة بالشكل دا... أنا دماغي هتنفجر من التفكير  ومش عارف اعمل ايه مش عارف
_ انت أكيد فاهم الحكاية خطأ يا جاد أكيد ...
قاطعها بتعب وحزن:
_ ياريت يا ألمى ياريت .. بس دا الي حصل ولولا زميله خالد الي كان شاهد على جوازه وجه قلي مكنتش عرفت حاجة .. خالد حاول يمنعه ومقدرش فجه وقالي على كل حاجة علشان اقدر أساعد ابنك لو كان موقع نفسه بمشكلة ...

جلست ألمى على المقعد الذى خلفها بارهاق وقالت بألم :
_ البنت صُغيرة يا جاد ومش باين انها كدا .. اكيد في حاجة خطأ بالموضوع أنا مش مصدقة ... طيب هو عرفها ازاي  ومن إمتى ..هيكون عرفها منين هو...

توقفت عن إكمال حديثها حينما خيل لها بأن يكون عمر قد يذهب الي تلك الأماكن ..
قالت ببكاء وانهيار :
_ لا لا أنا ابني متربي كويس وعارف دينه كويس مش ممكن يعمل كدا مش ممكن
علم جاد مقصدها  هو أيضآ لا يصدق هذا عن ابنه  انحنى  لمستواها وأمسك يدها وقال بهدوء عله يطمئنها:
_ ألمى حبيبتي اهدي  .. عمر هيجي وهنفهم منه كل حاجة وأكيد الحكاية مش كدا أكيد في لبس بالموضوع .. عمر ابننا ملوش بالخبص لانه زي ما قلتي متربي وعارف دينه كويس .. أهدى بقا علشان خاطري

ملجأ القلب ... حلقات خاصة من أية الغيث❤️❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن