الفصل الرابع

183 15 5
                                    

وصلت ميرام وعهد الحارة ، سارن بخطوات بطيئة تتحدث عهد وميرام لا تسمعها، فبالها مشغول بتلك البناية الواضح أنها مشبوهة ...
رفعت ميرام رأسها بشرود، ألقت نظرة على عهد ثم حولت بصرها لطريق ، وقع نظرها على شخص يرتدي ملابس رثة وبالية وقبعة قديمة جدا، ينظر إليها بقوة، ارتعش جسدها لا شعوريا، وبصعوبة بالغة استطاعت سحب نظرها عنه، وقفت أمام بيتها تودع عهد بتعثر، وعهد بصرها متعلق ب رجل المافيا الأول ، الذي ينظر بقوة وتفكير ب ميرام ، بدأ قلب عهد يغلي ، تقول بقرارة نفسها: بس ميكونش الي بالي صح، يارب ميكون حط عينو منك ي ميرام ، هتروحي برجلين ، مش قلتلو يجي الساعة ٥ ايه الي جابو بدري بس .

****
دخلت ميرام شقتها ، وجدت أمها جالسة بحزن ، ردت السلام منتزعة حجابها بحزن : أكلتي يما
_ لا بستناكي ي ميرام ، كيف عم عهد كويس
_ اها كويس ، ثواني واحط أكل هشان نتغدى سوا ي حاجة هناء .
****
كانت البضاعة بيد نادر ، فتح الحقيبة يتفقد محتوياتها، وجدها مليئة بقطع الحشيش ، اقفل الحقيبة باحكام ، رفع بصره لعهد التي تنتظر بدورها نصيبها من تلك العملية قائلة : طمنت ع البضاعة يا باشا ، ايدك ع فلوسي بقى .
أخرج من جيبة مبلغ وقدره من المال بظرف قديم : خدي مش خسارة ، البنت الي معاكي دي ، قلتي اسمها ايه ؟!
ردت بتعثر : ميرام ي بيه .
_ مممم حلو الاسم والبنت حلوة كمان ، دي الي شفتها قبل ماجي عندك بالعربية .
_ اهاا متفكرش بيها كثير ي بيه، هي غلبانة، ملهاش بحد ولا بتطلع من بيتها ابدا ، ملهاش حد الا امها .
_ عمرها كام ي عهد
_ ٢٠ سنة ي بيه ، صغنونة لسا .
_ مممممم دخلت دماغي ، اخلص بس الشغل الي بايدي، بعد م ارجع من ايطاليا هيكون ليا كلام ثاني
س سلام ي حلوة
رددت عهد بداخلها : الله يحميكي منو يا ميرام ده حاطك بدماغو خلاص .
**********
بعد مرور اسبوع

أخذت تجوب أرجاء منزلها بملل شديد، كل يوم على هذا الحال ، وحيدة فترة النهار ، ف أمها مشغولة بعملها ، لا تعود الا مساء بعد العصر ، وهي تشعر بخوف شديد لوحدها ، صحيح أن جيرانها لطفاء وان طلبتهم لمساعدة لا يتأخرون عنها أبدا ، فكرت بملل شديد: هروح عند عهد شوية اشرب عندها قهوة أصلو زهقت كثير لحالي .
ارتدت حجابها الاسود مع فستانها الأسود، فهي غالبا لا ترتدي الا اللون الأسود حدادا على والدها الحبيب،
طرقت باب عهد بملل، انتفضت عهد بشدة نظرت لنادر : اعمل ايه دلوقت افرض كان سيد جوزي ، رحنا ف داهية
رد ببرود شديد وهو ينفخ دخان السيجار خاصته: أنا نادر الي بيترعش منو أقوى ظابط بمصر ، اخاف من سيد جوزك؟!! هههههه افتحي الباب ي عهد.
سارت بارتعاش شديد ، فتحت الباب بخوف أشد ، طالعتها نظرات ميرام القائلة بملل: سنة عشان تفتحي ي عهد شو هذا
_ تفضلي ي ميرام
دخلت ميرام ليقع نظرها بصدمة على شخص يجلس بكل أريحية على مقعد خشبي قديم ، واضعا قدما على قدم مرتديا ملابس باهظة الثمن ، وبثغره سيقار من أغلى أنواع السجائر . تذكرته صاحب السيارة السوداء...........
حولت بصرها لعهد الواقفة بخوف وريبة مما سيحدث الآن ، تراجعت ميرام خطوات بطيئة قائلة بصوت خرج مرتعشا رغما عنها : هاجي وقت ثاني ي عهد .
_ خليكي عندك
وقفت برعب من هذا الصوت المخيف ،الجهوري ، أخذ قلبها يدق بقوة مفرطة اعتقدت انهم سمعوا دقاته العنيفة ، استدارت بارتعاش تنظر له بخوف: نعم!!
_ خليكي عندك ي ميرام ، مش هتروحي بيتك النهاردة هتيجي معي ، اعملك ايه دخلتي دماغي !!!!!!!!!!!!!!

لا تحلمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن