الفَصل الوَاحِد والثَّلاَثُون

697 50 42
                                    

╭──────༺31༻──────╮

سَيِّدَةُ الأحمَر.

[أربَعةُ أيَّامَ قَبلَ المِهرَجَان]، قَصرُ الإمبرَاطُويَّةِ فِيغَاستِيَا.

طُرِقَ بابُ الغُرفَةِ ليُقاطِعَ حَدِيثَ الثَّلاَثَة، كَانَت الدُّوقَةُ ستِيفَانِي مُجتَمِعةً بِإبنَتَيهَا وتُذكِّرُهمَا بالآدَابِ ومَا علَى النَّبيلَةِ أن تَكُونَه، إستَدَارَت نَحوَ البَابِ وقالَت :" فلتَدخُل."
عِندَهَا وَلجَت الخَادِمَةُ رُوز نَاكِسةً برأسِهَا ويدَاهَا مُتشَابِكَتَانِ للأسفَل، نَاظَرَتهَا الدُّوقَةُ بتَرقُّب، بينَمَا لَم تُعِرهَا هِيتش بالاً ووَاصَلت صُنعَ نَسيجٍ منَ الصُّوفِ بإستِخدَامِ العِيدَان، كَانَت وَسيلَتهَا الخَاصَّةَ لقَضَاءِ الوَقتِ فِي هذَا القَصرِ المُمِل، فبَعدَ كُلِّ شَيءٍ لقَد تَحطَّمَت أحلاَمُهَا فِي رُؤيَةِ وَليِّ العَهدِ كُلَّ يَوم، الحُبُّ لاَ يَكفِي لتَخلِيصِهِ منَ المَهَامِ المُترَاكِمَة، كُلُّ مَا كَانَت تَملِكُه هِيتش فِي هَذهِ الحَالَةِ هُوَ الإيمَانُ بالمُستَقبلِ المُشرِقِ مَعَه، كَزَوجَتِهِ قَريبًا فسَتتَمكَّنُ مِن رُؤيَتِهِ والخَوضِ فِي غِمَارِ عَينَيهِ وأحضَانِهِ كُلَّ لَيلَة.. مَا أوقَفَهَا عنِ التَّذمُّرِ حتَّى فِي نَفسِهَا، كَانَت تُعدُّ نَفسَهَا إمرَأةً مَحظُوظَةً فِي الوَاقِع.

-" سيِّدَتِي الدُّوقَة، السَّيدُ فَالِينِييه يَعتَذرُ مِنكِ بشِدَّة، يقُولُ أنَّهُ لَن يَستَطِيعُ تَلبِيةَ طَلَبكِ هذَا اليَوم، فقَد أمَرَتهُ الأمِيرَةُ بالقُدُومِ إلَى غُرفَتهَا بالفِعل ولَن يتَمَكَّنَ منَ الرَّفض." لدَى رُوز نَبرَةٌ بارِدَةٌ تمَامًا، وكَذلِكَ عُيونُ جُثَّة.. شعَرَت الدُّوقَةُ بخَيبةٍ لاَ تُوصَف ولعَنَت فِي نَفسِهَا.
-" ألَم تَجِد الأمِيرَةُ يَومًا آخَر؟ لمَا هيَ مُتأخَّرَةٌ جدًا علَى أيَّةِ حَال؟ كَانَ علَيهَا تَجهِيزُ فُستَانِهَا مُنذُ فَترَة."

علَى السَّريرِ الثَّانِي وفِي الزَّاوِيةِ عِندَ الإطَارِ كَانَت لاَريسَا جَالِسَةً بِصَمتٍ وتَعابِيرُهَا مُرهَقَة، لَيسَت تَبتَسمُ ولَا تَلمَعُ عَينَاهَا.. لقَد تَبَّنَت علَى نَحوٍ مُفاجِئٍ حَالَةً لاَ تُشبِهِهَا، رمَقَتهَا والِدَتهَا بعَينٍ حَزينَةٍ وقَالَت لَهَا :" لاَ تَقلَقِي، إنَّهُ لَيسَ المُصَمِّمَ الوَحَيدَ لاَريسَا عَزَيزَتِي، سأجعَلُهُم يُخِييطُونَ مِن أجلِكِ أجمَلَ فُستَانٍ فِي الحَفلَة." قَالَت ستِيفَانِي فِي ظِنٍ مِنهَا بأنَّ هَذَا مَا يُحزِنُ إبنتَهَا ويُثبِّطُ نَشاطَهَا، لَم تَرفَع لاَريسَا عَينَيهَا حتَّى، وأجابَت بخُفُوت :" لاَ أحتَاجُه.. "

-" .... ؟ " تَعكَّرَ تَعبيرُ والِدَتهَا بإستِغرَاب، لاَ أحتَاجُه؟ لَن تَقُولَ لاَريسَا هذَا أبدًا.
بنَظَراتٍ مُحتَارةٍ رمَقت إبنَتهَا الثَّانِيَّةَ هِيتش، فهَزَّت حاجِبَيهَا وكَأنَّهَا تقُول 'لاَ عِلمَ لِي، لاَ شأنَ لِي' لَقَد وَعدَت شَقيقَتهَا بأنَّهَا لَن تُخبِرَ أمَّهُمَا بمَا حدَثَ بَينَهَا وبَين الأمِير.. تَنهَّدَت الدُّوقَةُ وقامَت بَعدَ أن وَضعَت الدَّفتَرَ الَّذِي رُسمَت بهِ مِجموعَةُ فَساتِينَ جَانِبًا، كَوالِدَتهَا فهِيَ قَلقَةٌ علَيهَا، وكَوالِدَتهَا الدُّوقَة فَهِي لَيسَت رَاضيَةً بمَا هِيَ عَليه.. جَلسَت قَريبًا ودَنَت مِنهَا فَأغمَضَت لاَريسَا عَينَيهَا لتَفادِي النَّظَر، لكَنَّ والِدَتهَا أمرَتهَا بصَرَامَة :" أنظُرِي إلَيّ."

Majestic Eclipseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن