الفَصل الخَامِس والثَّلاَثِين

970 49 93
                                    

╭──────༺35༻──────╮

صَفقَةٌ خَاسرَة، الجُزء الأخِير.
حُفرَةٌ فِي الجِدَار.

تَنبيه : الفصل غير مكتمل، رح تنزل التكملة في غضون أيام.

«العَالمُ أصغَرُ بكَثيرٍ ممَا تتَوقَّعِين، وأكبَرُ بكَثِيرٍ ممَا قَد تَرغَبِين.» كَانَ طِفلاً أيضًا عِندَمَا قالَ لهَا هذِهِ الكَلمَات، لَم تَنسَى مِيكَاسَا أبدًا، لكِنَّهَا لَم تَفهَم بَعدُ مَا كَانَ يَقصِدُه، فالعَالَمُ بأسرِهِ مَازَالَ مَجهُولاً فِي نَظَرِهَا، حَتَّى تَتَمكَّنَ يَومًا مَا مِن فَتحِ عَينَيهَا لتَرَى حَولَهَا، يَجبُ أن تَختَارَ الذِّرَاعَ المُنَاسبَةَ لتَتمَسَّكَ بِهَا.

-

[   «لاَ أحدَ بلاَ ظِلّ، ولاَ أحدَ بلاَ إنعِكَاس.. لاَ تَخَف مِن ظِلِّك، فَهوَ يعنِي أنَّ النُّورَ آتٍ خَلفَك، كُلُّ مَا عَلَيكَ فِعلهُ أن تَستَدِير. ولاَ تُفكِّر كَثيرًا فِي إنعِكَاسِك، عَكِّرهُ وإروِي حَلقَك، تِلكَ المِياهُ الـَتِي أرَتكَ وَجهَك، هِيَ مِلكٌ لكَ وَحدَك.» صَوتُهُ الدَّاخلِيُّ قَرأهَا، كَانَت قِطعَةً مِن كِتابٍ كَثيرَةٌ صَفحَاتُهُ وكَانَ يُوشِكُ النِّهَايَة، ويبدُو أنَّهُ لَم يُعجَب كَثيرًا بمَا قَرأهُ فإستَوقفهُ عَقلهُ لثَوانٍ أمَامَ تِلكَ العِبارَةِ الغَرِيبَة، بتَعبيرٍ صَامِتٍ يَرفعُ أحدَ حَاجِبَيهِ ويُميلُ شَفتَيه.. ثمَّ عَلَّقَ مُحادثًا نَفسَه :" مَاذَا يَقصِد.. مِلكٌ لِي؟ هذِهِ أكثَرُ عبارَةٍ فَوضَوِيَّةٍ فِي الكِتَاب." كَانَ الأمِيرُ إيرِين شَغُوفًا بالقِرَاءَةٍ مُنذُ سنِّهِ الصَّغِيرَة، حَتَّى وسنُّهُ مَازَالَ فِي حدُودِ الثَّانِيةِ عَشرَ، كِتَابٌ بتَعقِيدٍ يَفكُّهُ عَقلٌ خَبيرٌ لَم يُشكِّل أمَامَهُ أيَّ عَقَبَة.

-" هَا أنتَ ذَا." جَاءَ صَوتٌ يَافعٌ مِن خَلفِه، ولأنَّهُ لَم يُواجِه صعُوبةً فِي التَّعرُّفِ علَى صَاحِبهِ لَم يَستَدِر نَحوَهُ ولَم يُزح عَينَيهِ الخَضرَاوَينِ عَن الكِتَاب، لكِنَّ تَعبيرَهُ الضَّجرَ الَّذِي أرخَى حَاجَبيهِ وجَفنَيهِ أفشَى كَلمَةً فِي سرِّه، الرَّحمَة.

-" لَم أبحَث كَثيرًا هذِهِ المَرَّة، يَالَهَا مِن مَكتَبةٍ عَجِيبَة، أشعُرُ أحيَانًا أنَهَا لاَ تَنتَهَي." أضافَ باترِيك الشَّاب وإتَّكَأ بكَتفِهِ علَى أحدِ الخِزانَاتِ المَفتُوحَةِ والِّتِي دُجِّجَت رُفوفُهَا بالكُتُب، وأجابَهُ شَقيقُهُ بنَبرَتهِ الهَادِئة :" إنَّهَا كَذَلِك."

-" ..مَاذَا تَقرَأ؟ " سألَهُ بَعدَ أن سَادَ الصَّمتُ لبَعضِ اللَّحظَات.

-" كِتَابٌ عَن مَاشكَا الثَّانِي، سَيرَةٌ ذاتِيَّة." أغلَقهُ وأضَاف :" كُنتُ مُعجَبًا بهذَا الرَّجُل، لَا أظنُّ أنَّنِي كَذَلكَ الآن. "

Majestic Eclipseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن