- 3 -
وأهم فترة في تاريخ الإسلام السياسي هي الفترة التي عاشها الامام الحسين (ع) فقد حفلت بأحداث رهيبة
تغيرت بها مجرى الحياة الإسلامية
وأمتحن المسلمون بها أمتحاناً عسيراً،
وأرهقوا أرهاقاً شديداً، قد أخلت لهم الفتن والمصاعب، وجرت لهم الخطوب والكوارث وألقتهم في شر عظيم
ومن أفجع تلك الأحداث وأخلدها كارثة كربلاء
التي هي أخطر كارثة في التاريخ الإنساني،
وهي لا تزال قائمة في قلوب المسلمين
وعواطفهم تثير في نفوسهم الحزن واللوعة...
ولم تكن هذه الحادثة الخطيرة وليدة المصادفة
أو المفاجأة وإنما جاءت نتيجة حتمية لتلك الأحداث المفزعة
التي أخمدت الوعي الإسلامي، وأماتت الشعور بالمسؤولية وجعلت المسلمين أشباحاً مبهمة، وأعصاباً رخوة خالية
من الحياة والأحساس، قد سادت فيهم روح التخاذل والأنهزامية، ولم تعد فيهم أي روح من روح الإسلام،
وأوضح شاهد على ذلك أن إبن بنت رسول الله (ص) وريحانته يقتل في وضح النهار، ويرفع رأسه على أطراف الرماح يطاف به في الأقطار ..معه عائلة رسول الله (ص) سبايا قد هتكت ستورهن
وأبديت وجوههن يتصفحها القريب والبعيد،
فلم يثر ذلك حفيظة المسلمين
فيهبوا إلى الإنتفاضة على حكم يزيد للثأر
لإبن بنت نبيهم ورحم الله دعبل الخزاعي إذ يقول :رأس أبن بنت محمد ووصيه * يا للرجــــــــــال على قناة يرفع
والمسلمون بمنظر وبمسمع * لا جازع من ذا ولا متخشع(3)
أن كارثة كربلاء لم تأت إلا بعد تحذير الأمة، وتغيير سلوكها، وإصابتها بكثير من الأوبئة الأخلاقية والسلوكية الناشئة
من عدم تقريرها لمصيرها في أدق الفترات الحاسمة
من تاريخها أمثال مؤتمر السقيفة والشورى وصفين .وعلى أي حال فان الأحداث التاريخية التي عاشها الإمام الحسين (ع ) يجب أن تخضع للدراسة العلمية المتسمة بالعمق والتحليل، والتجرد من العواطف وسائر التقاليد المذهبية التي أوجبت خفاء الحق، وتضليل الرأي العام في كثير من مناحي حياته العقائدية، فان التاريخ الإسلامي لم يدرس دراسة موضوعية وشاملة، وإنما عرض له أكثر البحاث بصورة تقليدية، وهي لا تجدي المجتمع ولاتفيده ،
كما لا تلقى الاضواء على واقع تلك الاحداث
التي جرت للمجتمع كثيراً من الخطوب والمشاكل،
وأوقفت مسيرته نحو التطور حسب ما يريده الإسلام
إن الذي لا مجال للشك فيه هو أن تلك الأحداث كثيراً
من المنعطفات التاريخية الخطيرة التي تعمد بعض المؤرخين على إهمالها، وعدم الكشف عنها، كما أن التاريخ قد خلط بكثير من الموضوعات التي تعمد بعض الرواة إلى افتعالها تدعيما لسياسة السلطات الحاكمة في تلك العصور .وهي مما توجب على الباحث التعمق والتدقيق فيها حتى يخلص إلى الحق مهما استطاع اليه سبيلا .
ونحن لا نجد بدا من عرض بعض تلك الأحداث
وتحليلها لأنها من وسائل الكشف عن حياة
الامام الحسين (ع) كما أنها في نفس الوقت من وسائل الوقوف على الحياة الفكرية والإجتماعية في ذلك العصر الذي تعد دراسة شؤونه من البحوث المنهجية التي تكشف عن أبعاد الشخصية وتحليلها حسب الدراسات الحديثة .أنا أعتقد أنه لا يمكننا أن نلم إلماماً واضحاً بقصة الإمام الحسين (ع) وما جرى فيها من الأحداث المفزعة من دون أن نكون قد درسنا الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية في ذلك العصر فان لها تأثيراً إيجابياً مباشراً في حدوث هذه النكبة .
لاا تنسى أن الإمام الحسين روحي لهُ الفداء
أستشهد ضامياً من أجل الدين ومن أجلكم حتى
يصل أليكم الدين ونكون مسلمين
من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)
وبالحسين تصل إلى صاحب الزمان
(عجل الله تعالى فرجه الشريف)
حتى يتصل يومنا بيومه ونكون من أنصاره
وبالمهدي نصل إلى الله سبحانه وتعالى
ونصل إلى جنته ونعيمها
فوالله هم المسلك والحبل والوسيلة إلى الله تعالى ...بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ :
{إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا}وقال الله تعالى :
{ما أسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً}فوالله هم السبيل الوحيد إليك والمسلك إلى رضوانك
هم محمد وآلِ محمد لا غيرهم ♡.👇🏻
أنت تقرأ
الحُسـين هو الحـب ♡.
Historical Fictionالإمام الحسين (عليه السلام) ثورتهُ الخالدة والصلاة ♡