(12)

7 3 9
                                    

- 12 -
وعنيَ الإسلام كتابا وسنة بشأن الإمام الحسين (ع) وأولاه المزيد من العناية والاهتمام لأنه من مراكز القيادة العليا
في الإسلام التي تطل على هذا الكون فتشرق على معالمه، وتصلح من شأن الإنسان، وتدفعه إلى السلوك النير،
والمنهج السليم .

لقد قابل الإسلام بكل تكريم واحتفاء الإمام الحسين
كما عنى به مع أبويه وأخيه، فرفع ذكرهم وحث بإصرار
على إتباع سلوكهم، والأعتداء بهم، وضمن للأمة أن لا تزيغ عن طريق الهدى اذا لم تتقدم عليهم في مجالات الحكم والتشريع وغيرهما، ونشير - بإيجاز - إلى بعض ما أثر في الكتاب والسنة في حقهم :

في ظلال القرآن :

أما كتاب الله العظيم - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه - فقد أعلن فضل الإمام الحسين في إطار
أهل البيت (ع) وله في كتاب الله غنى عن مدح المادحين ووصف الواصفين، وهذه بعض الآيات الناطقة في فضلهم .

آية التطهير :

قال تعالى: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"(1) ولابد لنا من وقفة قصيرة للبحث عن هذه الآية .

أ - من هم أهل البيت؟

وأجمع المفسرون وثقاة الرواة (2) أن أهل البيت هم الخمسة أصحاب الكساء وهم:

سيد الكائنات الرسول (ص) وصنوه الجاري مجرى نفسه
أمير المؤمنين (ع) وبضعته الطاهرة عديلة مريم بنت عمران سيدة النساء فاطمة الزهراء التي يرض الله لرضاها ويغضب لغضبها، وريحانتاه من الدنيا سبطاه الشهيدان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ولم يشاركهم أحد من الصحابة وغيرهم في هذه الآية، ويدل على هذا الإختصاص ما يلي :

اولا - إن أم سلمة قالت :

نزلت هذه الآية في بيتي، وفي البيت فاطمة وعلي
والحسن والحسين فجللهم رسول الله (ص) بكساء
كان عليه ثم قال :

" اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا " يكرر ذلك، وأم سلمة تسمع وترى فقالت :

وأنا معكم يا رسول الله ، ورفعت الكساء لتدخل فجذبه منها، وقال لها :

" انك على خير " وتواترت الصحاح بذلك(3)، وهي حسب رواية أم سلمة تدل - بوضوح - على الحصر بهم، وامتيازهم عن غيرهم بهذه المأثرة المشرفة .

ثانيا - إن الرسول (ص) قد سلك كل مسلك في إعلان اختصاص الآية بهم، فقد روى ابن عباس قال:

" شهدت رسول الله (ص) سبعة أشهر يأتي كل يوم باب
علي بن أبي طالب عند وقت كل صلاة فيقول:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "
الصلاة رحمكم الله، كل يوم خمس مرات "(4)، وروى أنس بن مالك أن النبي (ص) كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر اذا خرج إلى الفجر فيقول :

الحُسـين هو الحـب ♡.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن