- 13 -
ومع هذه الطعون التي احتفت به كيف يمكن الإعتماد على روايته والوثوق بها وقد اعتمد عليه البخاري وتجنبه مسلم (19) قال البخاري :
ليس أحد من أصحابنا إلا وهو يحتج بعكرمة (20) ومن الغريب أن البخاري يعتمد في رواياته على عكرمة وأمثاله من المطعونين في دينهم، ويتحرج من رواية العترة الطاهرة التي هي عديلة القرآن الكريم .
ونحن لا نصدق كتب و روايات عكرمة والبخاري الكاذبةمقاتل بن سليمان :
أما مقاتل بن سليمان بن بشير الازدي الخراساني، فهو كصاحبه عكرمة كان متهما في دينه، وذكر المترجمون له ما يلي :
1 - إنه كان كذابا، قال النسائي :
كان مقاتل يكذب (21) وكذلك قال وكيف :
وقال اسحاق بن ابراهيم الحنظلي :
أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم نظير - يعني في البدعة والكذب - :
جهم ومقاتل، وعمر بن صبح، وقال خارجة بن مصعب :
كان جهم ومقاتل عندنا فاسقين فاجرين (22) ومع اتهامه بالكذب لا يصح الاعتماد على روايته، ويسقط حديثه عن الاستدلال به .
2 - إنه كان متهما في دينه، وكان يقول بالتشبيه، قال ابن حبان :
كان مقاتل يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم ، وكان مشبهاً يشبه الرب سبحانه بالمخلوقين وكان يكذب في الحديث (23) وقد أستحل بعض الأخيار دمه يقول خارجة :
لم استحل دم يهودي ولا ذمي، ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يرانا فيه أحد لقتلته(24) .
3 - عرف مقاتل بالنصب والعداء لأمير المؤمنين (ع) وكان دأبه صرف فضائل الإمام (ع) وقد أثر عن الإمام أنه كان يقول :
" سلوني قبل أن تفقدوني " فأراد مقاتل أن يجاريه في ذلك فكان يقول :
" سلوني عما دون العرش " فقام إليه رجل فقال له :
إخبرني عن النملة أين أمعاؤها فسكت ولم يطق جوابا (25) وقال مرة :
سلوني عما دون العرش فقام إليه رجل فقال له :
إخبرنى من حلق رأس آدم حين حج ؟ فحار ولم يطق جوابا (26) .
وهذه البوادر تدل على فساد آرائه، وعدم التعويل على أي حديث من أحاديثه .
وهن استدلالهما :
واستدل عكرمة ومقاتل بسياق الآية على أنها نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله ولا تشمل أهل بيته، وقد عرض الإمام شرف الدين بصورة موضوعية إلى ابطال ذلك، قال رحمه الله :
ولنا في رده وجوه :
" الاول " : إنه اجتهاد في مقابل النصوص الصريحة، والاحاديث المتواترة الصحيحة .
" الثاني " : إنها لو كانت خاصة في النساء - كما لا يزعم هؤلاء - لكان الخطاب في الآية بما يصلح للاناث، ولقال عز من قائل :
عنكن ويطهركن، كما في غيرهما في آياتهن، فتذكير ضمير الخطاب فيها دون غيرها من آيات النساء كاف في رد تضليلهم .
" الثالث " : إن الكلام البليغ يدخله الاستطراد والاعتراض وهو تخلل الجملة الاجنبية بين الكلام المتناسق، كقوله تعالى في حكاية خطاب العزيز لزوجته إذ يقول لها :
" إنه من كيدكن ان كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك " فقوله :
" يوسف أعرض عن هذا " مستطرد بين خطابيه معها - كما ترى - ومثله قوله تعالى :
" ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون واني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون " فقوله :
" وكذلك يفعلون " مستطرد من جهة الله تعالى بين كلام بلقيس، ونحوه قوله عز من قائل :
" فلا أقسم بمواقع النجوم.
وإنه لقسم لو تعلمون عظيم.
وإنه لقرآن كريم " تقديره أفلا أقسم بمواقع النجوم.
إنه لقرآن كريم، وما بينهما استطراد على استطراد وهذا كثير في الكتاب والسنة وكلام العرب وغيرهم من البلغاء .
وآية التطهير من هذا القبيل جاءت مستطردة بين آيات النساء، فتبين بسبب استطرادها أن خطاب الله لهن بتلك الاوامر والنواهي والنصائح والآداب لم يكن إلا لعناية الله تعالى بأهل البيت " أعني الخمسة " لئلا ينالهم " ولو من جهتهن " لوم أو ينسب إليهم " ولو بواسطة " هنا أو يكون عليهم للمنافقين " ولو بسببهن " سبيل ولو لا هذا الاستطراد ما حصلت النكتة الشريفة التي عظمت بها بلاغة الذكر الحكيم، وكمل إعجازه الباهر كما لا يخفى (27) .
ورأى الإمام شرف الدين رأي وثيق فقد قطع به تأويل المتأولين ، ودحض به أو هام المعاندين، وتمت به الحجة
على المناوئين .دلالتها على العصمة :
ودلت الآية بوضوح على عصمة الخمسة من أهل البيت (ع) فقد أذهب تعالى عنهم الرجس - أي المعاصي - وطهرهم منها تطهيرا وهذا هو واقع العصمة وحقيقتها .
وقد تصدرت الآية للدلالة على ذلك بكلمة " إنما " التي هي من أقوى أدوات الحصر، ويضاف اليه دخول اللام في الكلام الخبري، وتكرار لفظ الطهارة، وكل ذلك يدل - بحسب الصناعة - على الحصر والاختصاص وإرادة الله في ذلك إرادة تكوينية يستحيل فيها تخلف المراد عن الإرادة " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " .
ويقول الإمام شرف الدين :
إنها دلت بالالتزام على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام
لأنه أدعى الخلافة لنفسه، وادعاها له الحسنان وفاطمة،
ولا يكونون كاذبين، لان الكذب من الرجس الذي أذهبه الله عنهم، وطهرهم منه تطهيرا (28) .آية المودة :
وفرض الله على المسلمين مودة أهل البيت (ع) قال تعالى :
" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ان الله غفور شكور " (29) .
👇🏻
أنت تقرأ
الحُسـين هو الحـب ♡.
Historical Fictionالإمام الحسين (عليه السلام) ثورتهُ الخالدة والصلاة ♡