- 14 -
ذهب جمهور المسلمين إلى أن المراد بالقربى هم علي وفاطمة وأبناهما الحسن والحسين وأن اقتراف الحسنة إنما هي في مودتهم ومحبتهم، وفيما يلي بعض ما أثر في ذلك :1 - روى ابن عباس قال :
لما نزلت هذه الآية قالوا :
يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودتهم ؟ قال (ص) :
" علي وفاطمة وأبناهما " (30).
2 - روى جابر بن عبد الله قال :
جاء اعرابي إلى النبي (ص) فقال :
يا محمد اعرض علي الاسلام، فقال (ص) :
تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، قال الاعرابي :
تسألني عليه أجرا ؟ قال (ص) لا إلا المودة في القربى .
الاعرابي : قرباي أم قرباك ؟
الرسول (ص) : قرباي .
الاعرابي : هات أبايعك.
فعلى من لا يحبك، ولا يحب قرباك لعنهُ الله .
قال (ص) : (آمين) (31).
- روى ابن عباس قال :
لما نزل قوله تعالى :" قل لا اسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى "، قال قوم في نفوسهم :
ما يريد إلا أن يحثنا على قرابته من بعده فأخبر جبرئيل النبي (ص) انهم إتهموه، فأنزل " أم يقولون إفترى على الله كذبا "، فقال القوم :
يا رسول الله إنك صادق فنزل " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده " (32) .
4 - احتجاج العترة الطاهرة بأنها نزلت فيهم فقد خطب سبط الرسول صلى الله عليه وآله الأول وريحانته الإمام الحسن (ع) فقال في جملة خطابه :
" وأنا من أهل البيت الذين أفترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى :
" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا " فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت " (33) .
واحتج بها سيد الساجدين والعابدين الإمام علي بن الحسين (ع) لما جيئ به أسيرا إلى الطاغية يزيد (لعنهُ الله) وأقيم على درج دمشق انبرى اليه رجل من أهل الشام فقال له :
" الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، وقطع قرني الفتنة " .
فنظر اليه الإمام فرأه مغفلا قد خدعته الدعايات المضللة وحادت به عن الطريق القويم فقال له :
" اقرأت القرآن ؟ " .
" نعم " .
" اقرأت آل حم ؟ " .
" قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم " .
" ما قرأت (لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) ؟ " .
فذهل الرجل ومشت الرعدة باوصاله وسارع يقول :
" وانكم لانتم هم ؟ " .
" نعم " (34) .
وقال الإمام أمير المؤمنين (ع) :
فينا آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ثم قرأ " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " (35) كلمة الفخر الرازي .
وعلق الفخر الرازي على هذه الآية مشيدا بآل النبي (ص)
قال ما نصه :" واذا ثبت هذا - يعني اختصاص الآية بآل البيت (ع) - وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعطيم قال ويدل عليه وجوه :
" الاول " :
قوله تعالى :
" إلا المودة في القربى " ووجه الاستدلال به ما سبق وهو ما ذكره من قبل أن آل محمد (ص) هم الذين يؤول أمرهم اليه فكل من كان أمرهم اليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بهم وبين رسول الله (ص) أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر، فوجب أن يكونوا هم الآل .
" الثاني " :
لا شك أن النبي (ص) كان يحب فاطمة (ع) قال (ص) :
" فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها " وثبت بالنقل المتواتر عن محمد (ص) أنه كان يحب عليا والحسن والحسين عليهم السلام، واذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله تعالى :
" واتبعوه لعلكم تهتدون " .
ولقوله تعالى :
" فليحذر الذين يخالفون عن أمره " ولقوله :
" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله " ولقوله سبحانه :
" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " .
" الثالث " :
إن الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله :
" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارحم محمدا وآل محمد " واجب... (36) .
ان مودة أهل البيت (ع) من أهم الواجبات الإسلامية، ومن أقدس الفروض الدينية يقول الإمام محمد بن ادريس الشافعي :
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر انكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له (37) وقال ابن العربي :
رأيت ولائي آل طه فريضة * على رغم أهل البعد يورثني القربى فما طلب المبعوث أجرا على الهدى * بتبليغه إلا المودة في القربى ويقول شاعر الإسلام الكميت :
وجدنا لكم في آل حم آية * تأولها منا تقي ومعرب إن في مودة آل البيت (ع) أداءا لاجر الرسالة، وصلة للرسول الاعظم (ص) وشكرا له على ما لاقاه من عظيم العناء والجهد في سبيل انقاذ المسلمين من الشرك، وتحرير عقولهم من الخرافات، وقد جعل تعالى حق نبيه العظيم على هذه الأمة أن توالي عترته، وتكن لها المودة والولاء .
آية المباهلة :
من آيات الله البينات التي أعلنت فضل أهل البيت عليهم السلام آية المباهلة قال تعالى :
" فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " (38).
واتفق المفسرون ورواة الحديث أنها نزلت في أهل البيت (39).
👇🏻
أنت تقرأ
الحُسـين هو الحـب ♡.
Historical Fictionالإمام الحسين (عليه السلام) ثورتهُ الخالدة والصلاة ♡