3

818 43 6
                                    







دفعت الباب ببطئ شديد اثر ثقله ليكمل عني دفعه حينما فتح سريعا ، قُرع الجرس اعلاي جاذبا انظار الجالس خلف الطاوله الخشبيه ذات اللون البني اسفل اللمبات الصفراء المنخفضه حاملا احد الكتب يقرأها بصمت ، اجابني بعد ان ارتشف القليل من قهوته حينما نطقت مرحبا

" مُرحّبا بك " اردف يرسم ابتسامةٍ دافئه محدقا بي بعد ان التهى عني منذ قليل لألاحظ بانه شابٌ في مقتبل عمره ..

شعرت بالحرج قليلا حينما اردت الخروج عند علمي بان المكان ليس الا مجرد مكتبه تملأ بالكتب يتوسطها شابٌ شغوف

اقتربت منه قبل ان يتحدث لي بأبتسامةٍ بشوشه اظهر بها صف اسنانه اللؤلؤيه تجعل منه مشرقا دافئا رغم الليل الدامس والبرد القارص

" كيف يمكنني مساعدتك ؟ " كسر تأملي وتفكيري لانظر نحوه بعد ان تفحصت للمكان بنظرةٍ خاطفه

" في الحقيقه لقد انتقلت لتو ولا أدرك شيئا هنا .. " تحدثت بتردد وخَجل بعد ان امرني بالجلوس اعلى الكرسي المقابل له

" حقا؟ اظن انه بأمكاني مساعدتك .. ما الذي تبحث عنه ؟ " بادر اكمال المحادثه ولم يكن لي سوى مجاراته حينما ظننت انه لا يمكنني الانسحاب ...

.





" اردت البحث عن مقاهي او حتى انترنت فلا اظنني قادرا على التخلي عنهما " قهقه مجيبا عن سؤال الاخر اللذي جلس مقابلا له يتسلى بعد ان واجه عدة ساعاتٍ ممله

" الانترنت هنا بعيد بعض الشيء حيث المحطات ولكن اذا كنت تريد قهوه فيمكنني صنعها لك! " اردف مستندا لحيث مكينه القهوه بالخلف يقابل الاخر بظهره

اشغل مكينه القهوه ذات الطراز المتقدم بعد ان شكره مينهو ليدوي صوتها في ارجاء المكتبه ، انحنى لحيث الادراج قاصدا انتقاء احد انواع البن اللتي احب ان يقدمها للزائر يضعها ضد الطاوله امامه

الزائر الذي تاه في حلقةِ خصره النحيل وكتفيه العريضتين يجعل من عقله ان يتصور كيف بدأ وخُلق

لينفض عقله سريعا حينا افاقه الاخر من شروده حينما تساءل

"بالمناسبه .. ما اسمك؟ لا اظنني قد رأيتك هنا " التفت للخلف متسائلا قبل ان يعيد جسده لحيث انشغاله امام الجهاز

"اُدعى مينهو ، انتقلت من روما لفترة قصيره " اردف الاخر عابثا بأكمام سترته في انتضار قهوته

" سررت بلقائك مينهو .. انا جيسونق ، ادير هذه المكتبه ، حسنا وها هي قهوتك " كان قد صنع القهوه للاخر اثناء حديثهم الا معنوي ليمدها للمتعجب امامه

ريفِيّ / minsung حيث تعيش القصص. اكتشف الآن