ريفِيّ / minsung

9

بعد عامٍ سويّ واسفل سقفٍ هنيئ ، يكمن فيه ليالٍ محببه ومشَاعر مخلصه

حيث اصبح فتى المدينةِ طبِيبُ طوارئٍ احب مساعده الاناس المحتاجه ، ومازل فتى الريف يكمل دراسته

علمت والدة الاكبر بقصة كاره الريف فتقبلت ، حيث فكرت .. لعلها ترضيه وتصلح خطايا مر عليها الزمن ولم يعفو

وحيث قُطع وعدا لأراضي الارياف ، لها نصيبٌ من كل عشيه السنه ، يُآنسها فتى الريف والمدينه

.

في يومٍ اشرقت فيه الشمس وامتدت ، تقسو على ارض المدينة وسكانها توقض النائمين

حيث تسللت لغرفةٍ بارده اثر جهاز التكييف المسلط ضد سريرٍ واسعٍ قطني تقع غطاء اعين ذو الشعر الغرابي لترفرف منزعجه

انقلب مقابلا ذو الملمح السريالي ليهنأ ، انيرت خصلاته الشقراء بهالةٍ مقدسه وبرزت شفتاه محمره ، ذو بشرةٍ بيضاء نقيه ووجنتين مزهره تعرف بنفسها بأنها ملكٌ ذو أسطورةٍ عظيمه

وعلى ذلك الحال استمر ، فكان عليه تخصيص وقتٍ للتأمل ، فالمنظر الاسر قباله لا يقاوم!

ليخرج من شروده حين فُتحت بؤرة النجوم مبكرا ، يفرك بأنامله الحسنه جفنيه اللتي اخفت رماديتيه بطمعٍ وجشع

" صباح الخير " بادر الاكبر مادًا يديه ضد جفني القارئ حينما مقت انزعاجه مٍن شعاع الشمس القاسي يصدها بظهر كفه

" صباح الخير " اردف مظهرا سطر اسنانه العلوي بأبتسامةٍ مليحه تسر الناظر والمحب

.

بعد ان استحممت متأهبا لما ينتظرني ترجلت لمكان المطبخ امعن النظر لحيث يقبع ، صدع دوي صفير ابريق الماء المغلي

فأضاء نابضي حياةً واعتلى مبسمي عاليا ، بمئزره الضيق يحمي ثياب جامعته امام المقلاه يحظر سائغ الطعام لكلانا

فقد ملأت عيناي بالقلوب والهيام ، فكيف لي الّا اقدس هيئته ومظهره! فعارٌ علي ومحرم

حيث وضعت حقيبتي ضد الارائك متجها صوب النعيم والطريق السديد ، فأطلقت اناملي تحوط طوق وسطه النحيل اسند ذقني ضد كتفيه اقبله هناك

" هل احظى بحياه الجنان ؟ "  وهل يستحي من مديحي له ! فلم انبس سوى الحق والسلام

احتظنته اعمق لروحي مستشعرا زفيره المضطرب ومبسمه النديّ ، فرحم قلبي برحمتك!