الفصل 1

89 3 0
                                    

كانت الغيوم تتجمع في السماء لتشكل
هيكل ضخم أستعدادً لجولة طويلة من المطر ، وكانت الشوارع شبه خالية نظرا لبرودة الجو في تلك الساعة المتأخرة من
الليل .

كانت حبات المطر الغزير تتصادم مع تلك
النافذة الصغيرة محدثة بعض الضجيج
المحبب .. في حين جلس ذلك الصغير ذو
ال 19 عامًا بقربها يستمع لصوت المطر
الذي يعشقه .

وكانت امامه عدة أوراق .. بعضها ملئته
الكلمات والبعض الأخر فارغ ..

ابعد نظرة عن النافذة لبعض الوقت ثم
نظر لأوراقة من جديد وأستعد لكتابة فصل جديد من روايته تلك .. والتي لن توافق دار النشر أن تتبناها غالبا كباقي أعماله الأخرى !!! .. لكنه يكافح .

امسك قلمه الحبر وبدأ يكتب ..

المشهد الثالث عشر :

اقترب منها ببطئ شديد تحت نظراتها الخائفة .. قبض على معصمها بشيء من الشدة وسحبها نحوه عنوة لتصتدم بصدره العريض، وقبل حتى أن تدرك ما أصابها كانت شفتاه قد التهمت شفتاها بقبلة شغوفة .. اخذ روني يمتص شفتيها ويلاعب لسانها بلسانه في حين امتدت يده تداعب سحاب فستانها الضيق .. وكانت هي في حالة من النشوة
لم تفهم حتى سببها .. اهي تحبه ؟
لا انها فقط .. انها فقط ... انها ..

ثم سرعان ما امسك ذلك الفتي ذو الشعر
الأحمر بالورقة التي امامه وكورها بإنزعاج
ورماها نحو تلك الكومة من الاوراق بزاوية
الغرفة ..

_ ما هذا العبث الذي أكتبه .. لقد كانت كل
رواياتي السابقة تحمل نفس النمط المملل ،
لما قد توافق دار النشر على هذة الرواية إن كانت كسابقها .

صرخ بإحباط .. وأرجع رأسه للخلف يستند على ظهر الكرسي الخشبي ، وقد انزلقت خصلاته من على وجهه لتظهر عيناه الزرقاء بشكل اوضح ، وأخذ يحدق بسقف الغرفة بإرهاق .

_ إذا أردت أن انجح هذه المرة فيجب اولا
أن اغير نمط القصص ، ولكن إن لم تكن رواية رومانسة فماذا ساكتب ؟

مط شفتيه للأمام بحركة طفولية وعقد حاجبية بضيق شديد فبدى مضحكا .

اعتدل في جلسته ورمق غرفته المتواضعة بنظرة سريعة ، وتأمل تلك الشقوق التي ملئت الجدران ، وذلك السرير الصغير ذو المفارش البسيطة والمرآة المتوسطة بجانبه .. ثم نزل بنظره للأرضية الصلبة والتي بالكاد يغطيها بساط
ازرق بسيط .. ذشضنض تنهد بثقل وكأنه ينظر لحاله البائس ويتسائل متى سيبتسم الحظ ؟!!

وقبل حتى أن يعتدل في جلسته ، طرق احدهم بابه بقوة فأنتفض بفزع وسقط للخلف مع الكرسي ..

علت الطرقات حتى كادت تكسر الباب ، فوقف (راين ) على عجل واتجه للباب بوجه عابس من وقاحة الطارق ، ثم فتح الباب ليجد مالك المنزل العجوز ينظر إليه
بقرف  و ..

البحث عن قصة حب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن