نزل (راين) الدَرج الخشبي بخطوات مسرعة حتى وصل لغرفة المعيشة
..مرر عيناه سريعًا على غرفة المعيشة فلم يجده .. هل خرج ؟وما كاد يتحرك حتى سمع صوت يصدر من المطبخ فأدرك أنه هناك ، وبخطوات
ثابته توجه للمطبخ وعلى وجهه هذا التعبير المُبهم ...دخل المطبخ ليجد (كيفن) يقف بهدوء
أمام ماكينة القهوة ، ويستند بزراعه الصلب فوق الرخام وينظر ببرود لكوبه
وهو يمتلئ بالقهوة الساخنة في خط
رفيع تخرجه الماكينة ..أبتلع (راين) ريقه وهو يستعد للكلام ، ثم تنحنح بصوت عالى لينتبه له الأخر ..
التفت (كيفن) برأسه نصف التفاته ورمقه بطرف عينه ثم عاود النظر لكوبه الذي أمتلئ .. فسحبه وبدأ يرتشف منه بهدوء ..
تحدث (راين) بصوت جاد :
_ لقد أكتفيت ، أنا لم أعد قادر على المواصلة بهذا الشكل .. دعنا ننهي الأمر .
رفع الأخر حاجبه الأيسر بدهشة مصتنعة ، واستدار له وهو يعيد الكوب لفمه ويتحدث بسخرية :
:- وكيف تريد أنهاء الأمر ؟
_ دعنا نوقف تلك الدروس الغبية ، لم اعد اريد الأستمرار .. لقد تعبت .
قالها بقهر ، فصمت(كيفن) للحظة قبل أن يردف بهدوء جاد :
:- ماذا عن الرواية ؟ كيف ستنهيها ؟
(راين) بإستسلام :
_ سأتصرف .. لابد من وجود حل ، سأبحث عن وظيفة بدوام جزئي وربما أكمل كتابتها لاحقًا حين اكون مستعد لذلك .
:- وأين ستعيش حتى تجد هذا العمل المزعوم ؟؟
_ سأهتم بنفسي لا تشغل بالك .
وضع (كيفن)الكوب من يده على الطاولة ، ثم تقدم منه بخطوات ثابته وعقد زراعيه أمام صدره بتفكير قبل أن ينطق بسخرية :
:- يبدو أنك قد جهزت لكل شيء بالفعل ، لكن مازلت لا افهم لما تخبرني بكل هذا ؟ .. إذا اردت المغادرة فقط غادر !!
ابتلع (راين) ريقه ونطق بتردد :
_ لا أستطيع .. أنت ساعدتني ، وسأكون وغدا إن غادرت دون ان أشكرك او أقدم لك مقابلًا لمجهودك ووقتك الذي اضعتهم على بلا فائدة ..
مط (كيفن) شفتيه بحيرة :
:- وما هو هذا المقابل يا ترى ؟
_ أنت تعرفه جيدا .
قالها بنبرة تحمل الهجوم ، وكأنه يوجه أتهامًا صريحًا له ، فتعجب الاخر ونطق بعدم إستيعاب :
:- ماذا تعني بأنت تعرف ؟؟
قُل ما عندك وكفى ألغاز .كان (راين) يتكلم وهو مخفض الرأس ،
فقد كان يشعر بالخزي مما هو مقدم على فعله ، ولكن حين سمع رد الأخر الذي استفزه بشدة .. حيث ظن أنه يدعي الغباء متعمدًا كي يجبره على قولها مباشرةً ، فرفع رأسه بشيء من الغضب ونطق من تحت أسنانه بغيظ:

أنت تقرأ
البحث عن قصة حب
Teen Fiction(راين) الكاتب الصغير الذي يعتمد بشكل كامل على رواياته من أجل كسب لقمة العيش ، ولكن يبدو أن رواياته صارت ممله !! فلم تعد دار النشر تقبل بها .. ليقترح عليه صديقه أن يبدأ بكتابة قصة للمثليين او الشواذ .. والتي لا يفقه عنهم شيء كونه شخص مستقيم كما يقول...