الفصل 6

38 1 0
                                    

كانت الساعة قد قاربت "الثامنة" صباحًا ..

رن هاتف (راين) بتلك النغمة المميزة للمنبه
.. فنهض على اثرها بتكاسل شديد ، اليوم هو أول أيام التي سيتلقى فيها الدروس الخاصة بالمثليين من ذلك المدعو
(كيفن) ..

لذا هبّ واقفًا من على السرير بمجرد تذكره أنه على موعد معه .. لا يجب أن يتأخر ، عليه أن يكون ممنونا له على تعليمه ..

اتجه للحمام الصغير وأغتسل بسرعة ، ثم ارتدى ملابسه وأعد شطيرة من الجبنة لنفسه على عجل .. ثم التقط قبعته وحقيبة ظهرة التي عبأها بالاوراق والاقلام والدفاتر أستعدادا لتلك الدروس المهمة !!

(الكاتبة :- المسكين لا يعرف أن تلك الدروس لا تحتاج اوراق 😏) ..

أنطلق من غرفته قاصدًا ذلك المكان الذي أتفقوا على اللقاء به ، دخل ذلك المقهى الشهير بشيء من القلق ، فهو لم يعتد على دخول مثل هذه الاماكن ، وسرعان ما ابتسم بهدوء حين وجد (كيفن) يلوح له من إحدى الطاولات ..

(كيفن) :- يبدو أنك لست من النوع الذي يلتزم بمواعيده .. لقد تأخرت 10 دقائق .

رمش (راين) وهو يجيب بدفاع عن نفسه:
_ 10 دقائق ليست بالشيء الكبير ، ولا تنسى أن منطقتي السكنية بعيدة عن هنا
.. كان عليك أن تراعي ظروفي .

انهى كلماته بحده ، فقلب الأخر عيناه بملل
وقال :- صحيح نسيت أنك فقير .

_ لن أعتبر هذه أهانة حاليًا لأنك تقول الحقيقة .

:- لا تحاول تمثيل دور صعب الأستفزاز
.. لقد كنت تقفز وتتذمر كالفتيات لمجرد انني دعوتك بالطفل .

سحب (راين)نفسًا عميقًا يحاول أن يُهدأ نفسه ، ويقاوم بشدة عدم تهشيم رأس ذلك الجالس أمامه .. فهو مازال يحتاجه .

_ متى سنبدأ الدروس ؟

:- نحن في إحداها الآن .. لقد بدأنا بالفعل .

رمش(راين) بعدم فهم :

_ كيف ؟؟

أبتسم (كيفن) بهدوء ثم أشار للنادل ليأتيه بالمشروبات التي طلبها قبل قدوم (راين) ،
تقدم النادل وقدم لهم كوبين من الكاكاو الساخن ثم أنصرف بأدب ..

نظر (راين) للكوب الذي أمامه بغير فهم ، ولكنه شعر بالأرتياح من رائحته المريحة للأعصاب خاصًا في هذا الجو البارد ..

:- والآن دعني أشرح لك خطة التعرف على الشريك المناسب ، وليكون الأمر سهلًا بالنسبة لك سوف أقسمه على عدة خطوات .. وسنسميها خطوات البحث عن قصة حب ..

أبتسم (راين) بحماسة ، وأخرج أحد دفاتره مسرعًا ليدون هذا الأسم "البحث عن قصة حب" .

:- الخطوة الأولى/ الأرتياح تجاه الشريك .

الشيء الذي يحدد أمكانية نجاح العلاقة أو فشلها هو المشاعر ، فإذا شعر الشريك بالأرتياح نحوك سنكون بهذا قد قطعنا شوطا كبيرا جدا في العلاقة .

وتحقيق هذا الشعور يكون عن طريق أساليب عديدة ، منها هذا الكوب الذي أمامك .

تعجب (راين) من هذا التشبيه ، وعبست ملامحه بعدم فهم .. فأكمل (كيفن) :

:- إن طعم الكاكاو ورائحته تسبب نوعًا من التراخي لدى الشخص ، فيبدأ بالشعور بالأرتياح ويتخلى عن حذره تجاهك ، ويتعامل معك بأريحيه وتلاقه وكأنه يعرفك منذ زمن ، قد يبدو الأمر غريبًا ولكنه حقيقي مئة في المئة ، فقد أثبت العلماء أن شعور الأنسان بالراحة أو الأنزعاج يرتبط بشكل كبير بحالة جسده .

فإذا جعلنا الجسد يتراخى ويهدأ من توتره
(بواسطة الكاكاو طبعا) سيعتقد الشخص أنك أنت السبب في هذا الشعور بالأرتياح ، انها واحدة من خدع العقل .

فتح (راين) فمه ببلاهه من هذا الكم من المعلومات  ، وقد نسي أن يسجل معظم ما قيل في الواقع بسبب أنبهاره بهذا الذي  يجلس أمامه .. يبدو أنه خبير بحق .

أبتسم(كيفن)وهو يرتشف من كوبه بتلذذ :

_ هذه كانت الخطوة الأولى ، والآن لنستمتع بالكاكاو قبل أن يبرد .

هز الأخر رأسه بالموافقة ثم التقط كوبه ليرتشف منه القليل ..

كان ذهنه شاردا .. ترى ما هي الخطوة الثانية ؟  .. يا الهي كم هو متحمس  .

(راين) بفضول :

_ قلت أنك ستروي لي بعض من مغامراتك
صحيح ، أخبرني كم شخصًا خرجت معه في موعد حتى الآن ؟

أبتسم (كيفن) بعبث :

:- في الواقع لقد توقفت عن العد من زمن ، أنا أتعرف على رجل كل يومين تقريبًا .

_ مهلا ماذا؟ !!

:-  صدقني ، أنا هذا النوع الذي يمل سريعًا
من أي شيء في حياته  ، أشعر بالملل من غرفتي فأغير تصميمها كل شهر .. أشعر بالملل من انواع الطعام فأرسل في طلب المأكولات من كل انحاء العالم ، أذكر ايضا انني مللت حياتي ذات مرة وفكرت في الأنتحار .. لكن لم تنجح بالطبع لذا أنا أمامك الآن كما ترى ..

نظر له (راين) بحيرة قائلًا :

_ الم تقع في الحب من قبل ؟

حك ذقنه بتفكير :

:- في الواقع لا أظن أن هذا قد حدث يوما ، كان الغرض من جميع علاقاتي هي ممارسة الجنس ، وكان بعضها بغرض تجربة شيء جديد وتمضيه الوقت .. فأنا أكره اوقات الفراغ .

رمش(راين) بأستيعاب ، وسأل ب:
_ وهل تساعدني الآن بهدف تجربة شيء جديد وتمضية الوقت ؟

:- أجل هذا أحد الأسباب ، والسبب الثاني هو أنني أشفقت على حالك .

قالها وعاد يرتشف من كوبه وكأنه لم يقل شيء ، وبقي (راين)يحدق به بحيرة .. حقا مما يتكون رأس هذا الشخص ؟!

قطع الصمت قائلاً بتساؤل :

_ متى سيكون الدرس القادم ؟؟

أجابه بجدية :- غدا .. لكن سيكون لقائنا
في الحديقة هذه المرة ..

_ لماذا ؟

قال وهو يستعد للذهاب :- ستعرف غدا .

ثم غادر المكان تاركًا الأخر ينظر في آثره
بفضول ..

البحث عن قصة حب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن