نهض (راين) من سريره واتجه للحمام الصغير الملحق بغرفته ..
خلع ملابسه الملطخة بالمني وأدخل جسده تحت مضخ المياه الصغير وبدأ ينظف نفسه .. همس بصوت عنيد :
_ سأكتب هذه الرواية مهما كلفني الأمر ،
لن ادع ذلك العجوز يسخر مني وينعتني بالكسول مرة اخرى .انهى حمامه وخرج مسرعًا نحو علاقة الملابس وسحب بوكسر يغطي به نصفه السفلي العاري ..
ثم ألتقط بنطال قصير من الجينز الأسود
يصل لركبتيه الناعمه ، تذكر برودة الجو بالخارج وقرر أن يرتدي بنطال أطول .. ولكنه تذكر أن بنطاله الاخر قد أستمنى داخله فتنهد بقلة حيلة .. وأختار أن يرتدي
قميص أسود ذو أكمام ..أخذ كابه الابيض الذي يبرز لون شعره الناري وأرتداه على عجل .. أخرج هاتفه لينظر لنفسه فلم يعجبه شعره الطويل الذي بات يصل لكتفيه ، فنفخ في ضيق
والتقت ربطه شعر ليجمع بها خصلاته .ثم أمسك بحقيبة ظهره ووضع بها دفتر صغير وقلم ومحفظته ، واتجه للخارج بعد أن قرر أخيرا أن يطلب المساعدة من خبراء الحب الشاذ !!!!!!
في مكان أخر ..
أنهى (كيفن) فطوره بهدوء تحت نظرات خادمه العجوز ، الذي نطق بحذر :
_ صارت شهيتك ضعيفة على غير العادة سيدي .. هل هناك خطب ما بالطعام ؟حرك رأسه بالنفي بجدية قائلا :
_ لا .. انه جيد .ثم نهض دون أن يضيف كلمة أخرى .. واتجه ليمسك معطفه الأزرق واتجه لخارج شقته .
بعد أن خرج من الشقة اتجه نحو سيارته الفاخرة وقادها متوجها نحو المكان الوحيد الذي يشعر فيه بالسكينة والهدوء .
كان عقله شاردا في عدة نواحي .. فبعد أن طرده والده من منزل العائلة الكبير ، بل وتبرأ منه بسبب أعماله التي ستسبب فضيحة للعائلة على حد قوله بعد أن رفض الزواج من ابنه عمه و التي تكبره بعام !!
فأستقل بنفسه في بيت جديد معتمدا على ميراثه من والدته المتوفاة ، وبدأ حياة جديدة بعيدا عن حياة والده المتكلفة والسطحية ..
ومع ذلك هو ليس سعيدا ، يشعر بالخواء
كمن تم التخلي عنه ، وكان دومًا يبحث عن
المتعة بين أحضان العاهرين لعل هذا يقضي على وحدته ، ولعل إظهار قوته على بعض منهم تثبت له أنه هو المهيمن ولا أحد أخر .. هو من يقود دفة حياته وليس
والده اللعين .أوقف السيارة أمام مدخل الحديقة العامة
، وترجل من سيارته متجها لمقعده المنعزل
الذي يقع أمام البحيرة الصغيرة ..ثم جلس يستمتع بالهواء البارد الذي أثلج صدره وأبعد عنه تلك الافكار التي ارهقته و نالت منه الكثير ..
في نفس الوقت .. وفي نفس الحديقة ...
وقف ذو الشعر الأحمر خلف أحد الأشجار يتابع رواد الحديقة عن كثب ، وقد قرر أرتداء تلك الكمامة السوداء ليخفي وجهه
.. لا يعرف لما يحتاج أن يخفي وجهه من الأساس !! فلا أحد يعرفه ، لا اصدقاء ..لا أقرباء .. مجرد وحيد بائس ..

أنت تقرأ
البحث عن قصة حب
Teen Fiction(راين) الكاتب الصغير الذي يعتمد بشكل كامل على رواياته من أجل كسب لقمة العيش ، ولكن يبدو أن رواياته صارت ممله !! فلم تعد دار النشر تقبل بها .. ليقترح عليه صديقه أن يبدأ بكتابة قصة للمثليين او الشواذ .. والتي لا يفقه عنهم شيء كونه شخص مستقيم كما يقول...