السبت/ السابع من فبراير / العام التاسع بعد الألفين للميلاد؛
مع أنها لم تكن لكمة مؤلمة لتلك الدرجة.. ولا تستدعي كل ذلك الصخب و تلك الجلبة..
لكنها قد أكدت لي أنه ملاك فعلياً.. لقد أندفع بجسده يصد بساعده اللكمة التي كادت تكون الثانية لي..وبالتأكيد كنت سأفقد أحد أسناني على اثرها..
بكل هدوئه و رباطة جأشه قال مخاطباً والدي:
-أرجوك تفهم و أهدأ.. يا سيدي.. إنه ليس ذنب الصغير!- ليس ذنبه؟! لقد نبهناه مراراً بترك تلك العادة السخيفة! لكن أنظر الآن كيف آلت الأمور..
ما تقوله يا أبي العزيز عين الحقيقة، لكن.. نحن في مكان خاص محترم.. لسنا في حضيرة لتخور هكذا و تهتاج..
مدُّ يدٍ على دكتور .. ما مقدار التبعات لهذا؟مؤسف..فليس من الأدب أن أنصحك، لقد ذكرني ذلك بعاداتك السيئة... كمراقبتك لجيراننا "أليست هذه بعادة أسخف من عاداتي؟"
ألتفت نحوي فجأة.. لقد تحدثت دون أن أعي!
أشعر كأن سكيرًا شج رأسي بزجاجة..كان يتقدم نحوي جاهرا بالدكتور أن يبتعد عن طريقه.. و الدكتور..
هو…
إنه..
"ملاكٌ حقيقي..!"همستُ فأرتجفت شفتاي بمهل، و تصلبت لوهلة لعناقه المباغت.. لم أعلم كيف أتنفس!
غريب.. قلبي يخفق.. أنه شعور لطيف يخالجني..
هل سكبت السماء ماءً باردًا على قلبي؟
"لن أدعك تضربه"
قال بنبرة حازمة و أحاطت ذراعيه رأسي بإحكام كأنه سيدفنني في صدره.كان والدي يصر على أسنانه و السخط بادٍ عليه.. و كأن أحدهم أهانه للتو..
فرد مفصحًا وهو يدنو منا:
"أنا والده ما علاقتك؟ إبتعد عن طريقي الآن! "فأجابه بصوته ذي البحة المميزة و برسميةٍ قال: "أعلم هذا، عليك أن تهدأ يا سيد، هو مريضي و أنا المسؤول عن مرضه من الآن و علاجه. "
شعرت بالحرج بشدة.. كان يؤكد ذلك كأنه أهم شيء في الوجود.. و بحق لا أدري ماذا أفعل غيرَ… تمني نيزك يصدمنا الآن.
أستطيع رؤية إمارات الذهول على والدي.. و كذلك تلك النظرة الجشعة.. أتراه يريد إستغلال الدكتور أيضًا ؟
أظنها مبالغة قليلاً.. لكن يبدو أن والدي أستعاد بعض عقله، فإتجه للكرسي و جلس بإهمال.. يشتمني و يتمتم.. كعادته يفرك يديه عندما يشعر بالحيرة.. أراهن أنه يُمثل فحسب.
أنت تقرأ
|| عسلٌ قرمزي crimson honey ||
Mystery / Thrillerتحتاج منديلاً مبللًا لِتمسحَ به وجهك المحترق من حرارةِ الكابوس.. "كدُعابةٍ طريفةٍ في يوم مشمس" _____________________________ الإنشاء: ديسمبر عام 2016 الإنتهاء: (أظنه سيكون فبراير 2027¿)