....
نابولي ،كازينو رودس ،الساعة الواحدة ليلا ً....
بدأ الخوف يداهم قلبها وتوتر يظهر على وجهها أما أنامل يديها فقد تشابكت فيما بينها من مهابة الموقف الذي تعود عليه عقلها فأصبح كروتين يومي من كثرة تكراره ، إلا أن مشاعر الخوف لم تتعود عليه بعد ولن تتعود أبدا فعند إجتماع الأشخاص حول الطاولة المستديرة بضحكات ساخرة ونظرات ثاقبة تلحق كرة العاج الصغيرة وهي تقفز من رقم الى رقم وتتدحرج من رهان الى آخر لتعلن عن خسارة أحدهم لحياته أو لفوزه بحياة أخرى تجعل الرعب يداهمها .....لأنها كمقصلة الرومانيين قديما بسقوطها تأخذ روحك الى عالم العقاب وببقائها تمنحك فرصة للهروب من ذلك العالم.....
ولكن الخوف أقبح عذر للإنسان كي يفقد حواسه وتركيزه فرغم إكتظاظ المكان وإختلاف الاصوات والاشخاص إلا أن الهمسات الخفيفة تصل دائما الى مسامعها ....شتائم يلقيها الغاضبون وصلوات يرتيلها السعداء....كشكر لفضل الرب عليهم وإنقاذه لهم من مقصلة العاج .....وكذلك اللمسات تحت الطاولات والروائح اللاذعة التي تغطي الاجواء لاشئ يخفى عن حواسها فالاهتمام بأدق التفاصيل من واجباتها المهمة....
مرت لحظات قليلة جدا ليعم السكون مع توقف العجلة عن الدوران وإختيار كرة العاج لصاحبها وفرائسها ......إنحنى بعض الرجال على الطاولة بحذر بينما عدلت النساء ملابسهن للعمل على الإلتصاق بأحد الذكور الفائزين هذه عادتهم القبيحة، دائما ما يكن واثقات من خسارتهن وأهمية إيجاد من يحملها عنهن.....هذا النوع منتشر بكثرة في الارجاء ويجب التخلص منه فهن يشوهن سمعة النساء المتئلقات مثلها .....تنهدت بقلة حيلة منهن ونظرت ناحية الموزع الذي أخذ محددة الارقام وأعلن بصوت جوهري:
_" عشرة شرائح من فئة ألف دولار لسيدة سيسيليا بعد وقوع كرة العاج على رقم الذي إختارته.."
ياله من صوت جميل هذا الذي يعلن فوزها أمام الملأ وينسيها خوفها من فقدانها لأموالها ويزيدها ثقة لتقتل بها قلوب المتواجدين أمامها .....حسنا ستزيد من أجره قريبا إن اكمل على هذا المنوال ....
كانت ستنتظر قليلا لسخرية منهم ولكن نظراتهم الحاقدة جعلتها تبتسم بإستفزاز وتردف قائلة:
أنت تقرأ
كازينو رودس
Actionالهوس له عدة تعاريف تختلف من شخص لآخر والحب له عدة معاني تختلف من قلب الى آخر أما طريقة التعبير عن ذلك الهوس والحب فله من الطرق الكثير وكورفو بطلنا سيعرفنا على طريقة لم يسبق لرجل أن فعلها ، إنها طريقة الأموال ... لا تقرأ بعقلك وأقرأ بقلبك.