الهوس له عدة تعاريف تختلف من شخص لآخر والحب له عدة معاني تختلف من قلب الى آخر أما طريقة التعبير عن ذلك الهوس والحب فله من الطرق الكثير وكورفو بطلنا سيعرفنا على طريقة لم يسبق لرجل أن فعلها ، إنها طريقة الأموال ...
لا تقرأ بعقلك وأقرأ بقلبك.
عندما كانت طفلة صغيرة لا تعرف من الحياة شيئا سوى اللعب وقعت بقوة من على طاولة المطبخ التي إعتادت على الجلوس فوقها كلما غادر الخدم المكان ،
و كان الأمر مؤلماً جدا خاصة وقد كسرت يدها الصغيرة التي لم يصبح غضروفها عظماً صلباً ..
في تلك اللحظة بكت من أعماق قلبها فالألم كان قوياً جدا وكأن أحدهم يلسعها بالكهرباء على طول يدها ..
إهتز البيت وكل المتواجدين فيه لصراخها المبكي ليلتفوا حولها بنظرات قلقة وهلعة محاولين تهدأتها ومعرفة ماحصل لها ...
وفي نهاية جلبوا لها طبيبً عالج كسر يدها وقدم لها بعض المسكنات ولكن دموعها لم تكف أبدا عن الهطول ليس بسبب الألم إنما لشعورها بالخيبة...
بكت وصوتها عم الغرفة بأكملها وهز كيان والدتها القلقة ولكن فجأة عانقها أندرو من الخلف وهو يبكي كالأحمق وهو يشهق قائلا لها أنه مستعدة لفعل أي شئ من أجل أن يتوقف ألمها ويذهب بعيدا عنها حتى لو تألم هو بدل عنها ..
في هذه اللحظة بذات وهي تشعر بعالمها الوردي يتلاشى أمام أعينها تذكرت أخوها وأرادت بكل مافيها أن تراه الآن لكي يعانقها ويواسيها بمصيبتها ، وأن يخبرها بأنه مستعد لفعل أي شئ من أجلها رغم أنها كانت غبية وتجاهلت كل نصائحه وكل تحذيراته ...
نظرت للأرض منذ اللحظة التي غرقت فيها في الظلام وشعرها يغطي كامل وجهها تحاول بذلك إخفاء تعابيرها المتألمة وتمنع دموعها من الهطول وتسكت لسانها عن الصراخ ...
إنه أقوى من أي ألم مر عليها من قبل وكأن أحدهم طعنها بقوة في الظهر وأخرج قلبها من الصدر ، إنها تنزف دون توقف وتكاد تموت من شدة النزيف والوجع الذي إحتل كل جسدها ..
الأمر غير قابل لتصديق أبدا ، إنهم جزء من روحها أشخاص تستطيع قتل نفسها على إيذاءهم حتى أنها تستطيع تقديم بعض أموالها الثمينة من أجلهم ولكن اليوم هؤلاء الأشخاص قتلوها دون أن يرف لهم جفن ...
إبتلعت ريقها وهي تستمع لكورڤو الذي ينادي بإسمها منذ ثواني ولكنها تجاهلته فهناك فراغ عظيم داخلها تحتاج لإيجاد حل له ، فراغ يريد من أحدهم أن يحتضنه أو يقدم له أعذاراً تملئه فقد شق الألم أجزاءاً عظيمة منه..
