البارت الثالث

9 5 0
                                    

Part 3
مُكبَل بِأشياءٌ كَثيرة لا أستَطيع قَولُها .!

في صالة رياضية
دخل زين بتردد ليجد رعد يتدرب أقترب منه قائلاً:
"السلام عليكم"
رعد ببرود:
"و عليكم السلام ... تأخرت ليه يا زين"
زين بارتباك:
" مش عايز أكمل يا رعد"
رعد و هو يجفف وجهه نظر له بسخرية ليقول زين بهمس:
"طب قول لمهيار ياخد مكاني بالكلية .. مهيار حمل الشرطة أما أنا بني آدم مسالم و مش عايز أخون بلدي زي ما بابا عايز"
رعد بهدوء:
" فكرك مهيار هيقبل ... ده مش بيسمع لحد حتى او بيحترمني فهو إللي بدماغه هيعمله لو آخر نفس ليه .. و أضف أنه مش بيحب حد يتحكم بيه .. بينما أنت مناسب يا زين هتتشكل زي ما إحنا عايزين بطريقة مش هتخلي أمير يشك بيك"
نظر زين للأرض بحزن لا يصدق أنه يوضع بين نارين أما بلده أو والده و خططه القذرة
🕸️_______________
في مضمار سباق دراجات نارية كان يتدرب بملل بحركات اعتيادية ليتوقف و هو يستمع لرنين هاتفه ليجيب قائلاً ببرود:
" كويس أنك افتكرتني يا باشا بقا تيجي مصر و متقوليش؟!"
وصله قهقهت الآخر و هو يقول:
" محبتش أقطع عليك الإجازة يا ميهو"
مهيار بغيظ:
" وبعدين مع أم الاسم ده يا أوس"
أوس بضحك:
" ولا بعدين ولا حاجة ... أسمع ياض مش هتيجي إيطاليا وحشتني؟!"
مهيار بضحك:
" والله منا عارف مين فينا توأمك أنا ولا فهد ... بص يا أوس الأيام دي مش متفرغ ورايا سباق والله ... ما تيجي تحضره يالا"
أوس بقرف:
" مش بحب اتواجد بأماكن مزدحمة عشان هيتعمو من النور تبعي"
مهيار بسخرية:
"قول غير كده يا راجل ... عايز ايه"
أوس ببرود:
"أخبار ماما و بابا إيه"
مهيار بضحك:
" و أنت تقلق على عصافير الحب دول ليه ... تمام الكل بخير .. بس فردتك متخانق مع عمو و ليهم أيام مش بيكلمه و مانعه يقعد مع حد من العيلة"
أوس بدهشة:
" إيه سبب الخناق؟!"
مهيار بسخرية:
"حضرتك جيت و فاكرهم مش هيلاحظوك ... ده مامتك عرفتك و عمالة تزن على عمو وطن يوصلك و فهد أكاد أجزم أنه عرفك ... عشان تاني يوم تخانق مع باباك و كنت أنت داخل بالخناقة بشكل غير مباشر و بلومه عشان ساب أمير يتصرف على كيفه معاك زمان"
أوس بحزن:
" سلام يا مهيار ورايا شغل مهم هكلمك لو افتكرتك"
أغلق المكالمة ليعيد مهيار الهاتف لجيبه بعد أن حذف تسجيل المكالمة  و أتجه لدراجته و هو يتذكر عندما تعرف على أوس
Flash Back
قبل عامين
جلس بحديقة مهجورة بإيطاليا بعد أن تشاجر مع والده و هم في إجازة بينما هو جالس أنتبه لشخص يجلس على مقعد قديم و يرتدي ملابس سوداء و يخفي رأسه قبعة ملتصقة بملابسه يجلس ضامناً ساقيه لصدره بقي يراقب ذلك الشخص ليجد بعد  وقت أن هناك من دخل متجهاً للمقعد الذي يجلس عليه ذلك الشخص و لكن لم يرى وجهه فقد كان يوليه ظهره بعد دقائق نهض الجالس ليرى أنهما مراهقين بمثل عمره أو أصغر لكن ضوء القمر انعكس على وجه الذي دخل ليتفاجأ نهض يلحقهما قائلاً بالإيطالية:
" لو سمحتما!! انتظرا"
توقفا ليقول بتساؤل:
"ايمكنني التعرف عليكما؟!"
أجابه أحدهما بهدوء و صوت كئيب:
" جايدن تايلور"
نظر للآخر الذي شبه عليه قائلاً بتخمين:
" هل تقابلنا من قبل؟!"
ليجيبه الآخر:
"أوس الشريف"
مهيار بدهشة:
" كنت حاسس ... هكلم عمو أكيد هيفرح"
أخرج هاتفه ليتصل بوطن لكن أمسك أوس يده قائلاً ببرود:
" تعالا نتكلم بهدوء من غير ما عمك يعرف حاجة"
Back
                                                             
بعد شهر
نظر للمرآة أمامه يعدل شعره الأسود و هو يتأكد من مظهره بملابس سوداء خاصة بالمهام التي يقوم بها أمسك حقيبته يضعهو على كتفه و هبط للأسفل ليجد الجميع حول مائدة الإفطار  نظر لفهد الذي لم يلبث سوى أسبوعين و عاد يعتذر من والده و يراضيه 
يعجبه مشهد رؤية العائلة كاملة عميه و زوجتاهم و أبناءهم أقترب ملقياً تحية الصباح يجلس على كرسيه على يسار والده الذي يترأس الطاولة ليجفل على سؤال روح بنبرة قلقة:
" لابسة كده ليه مش كنت إجازة؟!"
أبتسم رعد بهدوء قائلاً:
" أعمل إيه اللوا قطعها عليا و بما أني خفيت من آخر إصابة هطلع مأمورية صغننة قد كده متقلقيش"
وطن بهدوء:
" و المأمورية اللي قد كده تتضمن أنك تلحق مجرم هربان و تمسكه؟!"
رعد بخوف:
" فضحني"
روح بغضب:
"مش هتطلع المأمورية دي إلا على جثتي"
رعد بتوتر:
"بعيد الشر ياماما ... بصي هي سهلة جداً أوعدك هرجع قطعة وحدة"
نظرت له لترفع حاجبها بسخرية قائلة:
" والله!"
هز رأسه بحذر لتمسك هي هاتفها و تبتعد عن المائدة بينما الجميع يراقبها بفضول ليضع مرفقه على الطاولة و هو يسند وجهه على كف يده قائلاً بيأس:
"هتكلم خالي مجد و يمنعني من المأمورية دي وليه مفترية و تعملها"
وطن بضحك:
" أبقى خليها تسمعك و أنت بتقول وليه و مفترية"
بعد ثواني عادت بوجه عابس بحنق ليقول وطن بحذر:
"في إيه قلب مزاجك"
نظرت لرعد بحنق و هي تقول لوطن:
" مفيش .. بس سيادة المقدم بقا يتصرف من غير ما يشاور  حد ... اتنقل لمهام أعلى مع أوامر من القيادات العليا"
ابتسم رعد بتوتر قائلاً:
"أنا كنت هقولكم بس ... يعني ... مش مهم ... لسه بتشغل مع .. خالي مجد"
وطن بهدوء:
" و أنت عايزة إيه يا روح؟!"
نظرت له بتساؤل ألن يقلق على إبنه من ترقيته لمهام أكثر خطورة ليكمل وطن كلامه ببرود:
"أياً كانت المأمورية... صعوبتها متجيش نقطة ببحر مأموريات أرسلان باشا لو مش فاكرة يا حبيبتي"
تغيرت ملامحها لتنهض عن الطعام تحت أعين البقية ليقول غيث بجمود:
" مش كنا نسينا الماضي يا وطن؟!"
كاد وطن يجيب لكن قاطعه رعد الذي أنهى حرب البرود الغامضة بينهم قائلاً:
" في إيه ؟! كملو أكل من غير نقاش ... لا كلام على الطعام"
نظر غيث له ثم لوطن الذي يرمقه ببرود يبدو أنه لن ينسى الماضي ليكمل طعامه بصمت لكن أجفل على نهوض صوفيا زوجة شقيقه الآخر و هي تقول:
" أحب افكرك يا دكتور أن اللي بترمي ليه بكلامك حاجة انتهت من عشرين سنة بلاش نفتح القديم"
راقب أسد أثرها بغيظ من وطن ليكملوا الإفطار بجو مشحون
🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤

ملاذ الرعد بقلمي لجين عبد الهادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن