البارت السابع

9 3 0
                                    

Part 7
كان الأمر يشبه شعوى طفل أبكم
أغلق الباب على يده و لم يستطع الصراخ...
_____________________________
جلست على طاولة الطعام لكنها ضيقت عينيها بشك و هي تراهم يتهامسون فيما بينهم لتقول و هي تضرب الشوكة بسطح الطاولة:
"في إيه شويشكو ده مش مريحني"
وطن ببرود:
"عادي يعني"
نظرت لرعد الذي تجاهلها ثم لفهد الذي يأكل و هو يكتم ضحكته لتنظر لأوس بحدة ليقول بمرح:
" طب أقولك فيه بس تديني حاجة بالمقابل ''
ميرا بشك:
"على حسب إللي هتقوله"
روح بتمثيل:
"لأ يا أوس مش هتستحمل تعرف"
صوفيا بحزن زائف:
"ده لسه بزهرة شبابه يا عيني عليه"
نظرت لهن برعب تزدرد ريقها ليجلس إياد ( شقيق مهيار) على يد كرسيها و هو يقول بتأثر زائف:
"بصي يا ميرو الحياة ربح و خسارة و لو خسرنا حتى لو حد غالي علينا لازم نكمل"
أسلان بدراما:
" لازم نكمل عشان الشخص ده"
كادت تبكي و هي تشعر أن هناك مكروه أصاب حسام ليقول أوس بدراما:
"هقولك بس متنهاريش"
ميرا ببخزف:
"ما تتنسى تقول"
أوس بنعابير حزينة:
"حسام..."
نظرت ترتقب التكملة ليقول و هو ينفجر ضاحكاً:
"صحي مبارح و طالب يشوفك"
نظرت لهم نظرة غامضة ليبتعد إياد عنها بخوف وقفت بهدوء تمسك كأس الماء أمامها و ترشقه بوجه أوس قائلة بصراخ:
"يا *** تلعب باعصابي و فرحان أنت و الجزم دول طب والله لجيب حقي منكو أنا هوريكو نجوم السما بعز الضهر"
غادرت تحت ضحكان الجميع على رد الفعل الذي خرج منها ليعيد أوس شعره المبلل للخلف و هو ينظر من الباب لاثرها قائلةً بمرح:
"بت هربتي فين لسه مقولتيليش هتديني إيه "
وصله صراخها من بهو المنزل و هي تقول:
"هديك بالجزمة على دماغك بس ارجع"
فهد بضحك:
"دي كانت هتتجلط من الرعب"

في المشفى
ركضت بحماس تدخل الغرفة المطلوبة لتجده يجلس على حافة السرير بشرود حمداً لله أنه نجى من إحتمال إصابته بشلل نصفي و تحسنت صحته جيداً ركضت تقفز عليه تعانقه ببكاء و هي تقول:
"بقا كده تسيبني مرعوبة"
حسام بلطف:
"أنا آسف ياحبيبتي ... عاملة إيه حصل حاجة و أنا نايم"
ميرا  و هي تجلس جواره قائلة بحماس:
"مش هتصدق يا حسام ده أوس رجع و اتخطفت و هو اللي ساعدني و حاجات كتيرة حصلت و للأسف آخرها كان مهيار اتطرد زي الكلب من البيت عشان خبى عن بابا و عمو أسد أنه يعرف أوس فين بس إللي اسوء حيان اتقتل"
حسام بصدمة مما يسمعه:
"واحدة واحدة يا حبيبتي مين اللي اتقتل"
ميرا بهدوء:
"حيان مبارح لقوه ميت بجرعة مخدرات و رعد بقول أنهم شاكين أن في حد خلاه ياخد الجرعة دي"
وضع يده على رأسه بصدمة حيان سقط هذا يعني التالي..
رفع رأسه بخوف قائلاً:
"مهيار مخدش حاجة من البيت"
ميرا بريبة:
"لأ خد كم قطعة هدوم و الفون بتاعه بس قالي اقولك أما تصحى أنه هيبعد عني"
نظرت لحسام الذي شحبت بشرته أكثر ليقول بتعب:
" كلمي رعد خليه يجي هو و محمد و كنان و يجيبو زين"
نظرت له بدهشة لتومئ و تنهض تتصل باخاها قليل و حضروا الذين طلبهم ليقول محمد بسعادة:
"الحمدلله على سلامتك يا جدع"
ضم كنان كتفي حسام قائلاً بمرح:
"وحشتنا يا بطل الحمدلله على السلامه يا حس"
أبتسم لهم بعد أن تكلموا قليلاً أشار لميرا لتخرج لتقول بحنق:
"مش هخرج مهو مش تقولولي اساعدوكم أما تعوزو و أما متعوزوش تطردني"
رعد بقلق:
"في إيه يا حسام جمعتنا كده"
حسام بتوتر:
" أنتو عارفين أن المهمة السرية اللي اتوزعت علينا فيها مشاركين من خارج إطار المخابرات زي هكر ساعدنا نخترق المنظمة اللي بنواجها بس محدش يعرف الهكر ده غيري"
نظروا له بترقب ليردف:
"و ده نفسه حيان اللي اتقتل مبارح و معناه أنهم ابتدوا يوصلو لينا"
رعد ببرود:
"طب ما هما وصلو فعلاً و اذونا نحنا الاربعة"
زين بتوتر:
"أنا لسه سليم"
ميرا بارتباك:
"و أنا اتخطفت لسه في حد ساعدكو"
حسام بتوتر و هو يفرك عنقه:
"في حد ساعدنا من دون ما يعرف القائد القديم"
نظروا له بقلق و توتر يستمعون لكلامه
______________________________
بمكان مجهول
جلس سمير بخوف أمام رجل يقول له:
"إزاي يبقى جوا حارتك و متعرفش أنه هو ... صحيح معملش حاجة الوقتي بس عايزك تخلص عليه قبل ما يعمل"
سمير بخوف:
"حاضر يا باشا .. بس اسمحلي أخلص علي بالقهوة كمان"
الرجل:
"هتقتله إزاي ... عايز أحرق قلبهم عليه متنساش"
سمير بخبث:
" هسرب الغاز و اولع شرارة صغيرة يا عزام بيه"
عزام الشافعي:
"متجيبش أسمي على لسانك فاهم"
سمير بخوف:
"حاضر"
______________________________
مر اسبوع
اليوم عقد قران حسام و ميرا
نظرت تسنيم لمهيار الجالس جانباً بشرود و حزن لتقول بهدوء:
"مالك يا مهيار"
رفع نظره لها قائلاً:
"مفيش ... أنا بفكر أروح كتب كتاب بنت عمي"
أدهم بهدوء:
"دي نفسها إللي كنت حاطط عينك عليها"
أبتسم بسخرية و ألم و هو يقول:
" كنت ... دي مجرد لحظة هبل مراهقة و حاجة زي كده"
أدهم:
"طيب يا مهيار تقدر تمشي بس متتاخرش مريم عزماك على العشا هنستناك"
أبتسم له بشكر ليرى مريم التي تشاهدهم من شرفة شقتهم لتلوح له و هي تقول:
"واد يا ميهو متتاخرش عشان تنام بدري"
نظر لها بحنق لتضحك عليه نظر لادهم و أحمد الذان يستعدان للعمل و تسنيم ليلوح بيده لهم قائلاً:
"محتاجين حاجة"
تسنيم بمرح:
"لو لقيت لي عريس حليوة زيك لو معندكش مانع يعني فيلزمني لآخر حياتي"
ضحك على كلامها يودعهم ليتوجه لقصر الشريف
أنه لكرم أخلاق من عمه أن يدعوه لحفل عقد قران ابنته تنهد بحزن لينزل بعد وقت أعطى السائق أجرته و وقف أمام بوابة القصر بمظهره الذي أدهش الحراس سيدهم تحول لشاب بسيط بشعر مبعثر بطريقة فاتنة و قميص أزرق و جينز كحلي و حذاء رياضي ليقول لهم بمرح:
"حسن سعد عاملين إيه وحشتوني والله و وحشني وشكو اللي مكشر ده"
ردا بهدوء:
"أهلا يا بيه ليك وحشة"
دخل ليجدهم يحتفلون بالحديقة لكن قبل أن يدخل لهم جذبته نسمة شقيقته و هي تقول بدهشة:
"ابيه مهيار إيه حصل لستايلك"
نظر لملابسه ليقول بهدوء:
"ماله ستايلي يا نسومة ... إيه شكلي وحش؟!"
نسمة بدهشة و إعجاب:
"لأ يا أبيه لسه جميل يس شكلك أتغير ... تعالا ندخل ليهم مفيش حد من برا العيلة"
دخلوا الحديقة ليرى نظرات الدهشة تعلو وجوهه جميعاً حسناً لا يلومهم مهيار صاحب الملابس العصرية و الراقية استبدلها بقميص عادي جداً و بنطال بسيط على عكس ستراته الجلدية أو الملابس الرسمية  نظر لهم بارتباك ليسمع صوت والده يقول بحدة:
"إيه اللي جاب الكلب ده هنا"
ارتبك و هو ينظر لأسد الذي يبدو أنه لم يلاحظ غيابه نظر وطن لهما ليقول غيث:
"في إيه يا أسد ده ابنك"
أسد بحنق:
"مش ابني أنا سبق و قولت إني اتبريت منه"
مهيار بهدوء:
"و أنا مش جاي ليك يا أسد بيه أنا جاي تلبية لدعوة عمي وطن و أبارك لميرا و حسام ... متقلقش هسلم عليهم و أرجع على مكان ما جيت ... ده لو تعرف أنت أنا جيت منين"
أسد بسخرية لاذعة:
"تلاقيك جاي من مقلب زبالة زيك يا حبيبي"
نظر له مهيار بغضب كاد يصرخ به ليضع أوس يده على كتفه قائلاً:
"خلاص بقا ياجدعان ده أنا ما صدقت هيحصل حفلة بأم البيت التعيس ده ... تعالا يا مهيار"
تحرك مهيار معه ليقول له أوس:
"ما ترجع يابني مش قولتلك هقدر اقنع باباك"
مهيار ببرود:
"مش عايز أرجع للمكان ده أنا مرتاح جداً هناك"
أقترب من ميرا التي تتشبث بحسام بعد كتب الكتاب و هي تقفز بسعادة ليبتسم لهما قائلاً:
"ألف مبروك ... ربنا يجمع بينكم على الخير"
حسام بهدوء:
"الله يبارك بيك يا مهيار ... وحشتني فين الغيبة دي"
مهيار بضحكة زائفة:
"مشغول بالحياة"
تسامر معهم قليلاً ثم استاذنهم ليغادر لكن أوقفه صوت والدته التي أقتربت منه قائلة بشوق:
"وحشتني يا حبيبي"
مهيار بعتاب:
"بجد! بإمارة أنك بتسألي عني أوي"
صوفيا بحزن:
"آسفة يا حبيبي بس أبوك دماغه ححر لو مصفاش من ناحيتك مش هيخلي حد يكلمك"
مهيار بقهر:
"و أنا عملتله إيه ولا هو لقى شماعة يعلق عليها طرده ليا متنكريش أنه من الأول علاقتنا مش كويسة"
صمتت ليتركها و يغادر تابعته بعينيها بحزن لتسمع صوت أسد و هو يقول بسخرية:
"إيه اتطمنتي عليه ارتحتي دلوقتي"
أدمعت عينيه ليزفر بحنق يقترب يضمها قائلاً:
"آسف بس صدقيني ده أحسن"

ملاذ الرعد بقلمي لجين عبد الهادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن