البارت الخامس

19 5 0
                                    

Part 5
______________________________
"اتخطفت إزاي يا ابن ال"
أنهى جملته و هو يركض للخارج هاتفاً:
"أفرح يالصفقة يا وش الشوم"
أتجه للمصعد بسرعة بينما أسد ينظر لاثره قائلاً:
"يا قليل الرباية"
نظر لوطن قائلاً بغيظ:
"قلة الزوق و الأدب وراثة بولادك كلهم"
وطن بفخر:
" عارف"
نظر جايدن للباب يحاول معرفة من تلك التي اختطفت و جعلت أوس ينطلق تاركاً صفقة مميزة مع أفضل رجل أعمال أقترب أحد رجالهم منه يهمس بأذنه بشيء ليبتسم بخبث قائلاً و هو ينهض:
"سيداي هلا تفضلتما معي لقصر السيد أوس؟! ... حدث أمر طارئ جعل حضرته يغادر الإجتماع ... لو لم تمانعا سنكمله فيما بعد ... أرجو أن ننال شرف أن تحلوا ضيوفاً بقصرنا"
أسد بدهشة هامساً لوطن:
"ولا إيه الاحترام و الرقي ده إبنك مبيتعلمش منه ليه؟!"
وطن بسخرية:
"عشان غبي زي عمه ... في حاجة غريبة و حد اتخطف ده إللي قاله قبل ما يقوم"
أنهى كلامه بتلك الجملة بنبرة غامضة لينهض قائلاً:
"هنيجي يا جايدن"
انحنى له جايدن برقي قائلاً:
"هتنوروا القصر ياباشا"
سارا مع جايدن و ما أن وصلوا لحديقة القصر سمعوا هدير محرك دراجة نارية ثوان و كانت تمر من جوارهم دراجة نارية سوداء بسرعة خارقة عليها أوس الذي بدل ملابسه لأخرى مكونة من جينز أسود و سترة سوداء و يضع قبعة السترة على رأسه و نصف وجهه مخفي بوشاح أسود نظر لخريطة GPS و عيناه تلتمع بشر هامساً:
"متوقعتش نلعب ع المكشوف بالسرعة دي ... أتمنى يكون فيها خدش واحد بس"
______________________________
في مخزن بإيطاليا
كانت مقيدة و يداها للأعلى مرفوعة بسلاسل حديدة بطريقة مؤلمة وآثار الضرب على جسدها أفرغ أحد الرجال دلواً من الماء على رأسها لتستيقظ بتعب ناظرة للرجل الذي أمامها كان يبدو في نهاية الأربعينات يرتدي بدلة سوداء و نظارة شمسية لتسمعه يكرر طلبه بالإيطالية:
"هل ستخبريني بمكان تسجيلات الصوت التي حصل عليها حبيبك و أوراق إدانتنا أم لا"
أبتسمت بسخرية و هي تميل برأسها قائلة بوجه ملطخة بالدماء:
"يؤسفني أن الإجابة هي لا"
لكمها على وجهها لتبصق الدم و هي تسعل ليقول:
"ألم تغيري رأيك آنسة ميرا"
أبتسمت ميرا بتعب قائلة:
"كلا"
نظر للرجال قائلاً:
"استمتعوا بابنة القناص فقد ورثت فتنة الجوكر(روح والدتها)"
نظرت للرجال برعب ليفكوا السلاسل دفعها أحد الرجال لكنها تماسكت و هي تتوازن راكبة إياه في وجهه بتعب تحاول الإفلات من بين مخالب هؤلاء القذرين دخل أحدهم قائلاً برعب:
"سيدي الذئب هنا وقد قتل أغلب رجالنا"
الرجل بحنق:
"أنهوا أمر الفتاة"
نظرت للرجال برعب تشعر بالتعب و الوهن أمسكها أحدهم من عنقها لتصرخ بقهر عالمة بأن لا أحد سيسمعها:
"ساعدوني"
لم تعلم أن تلك الصرخة اليائسة هي من دلت شقيقها عليها

وصل للمخزن الذي كان في الطابق السفلي من بناء مكون من ثلاث طوابق مهجورة تحرك بدراجته بسرعة يخترق اولئك الوحوش البشرية و هو يطلق عليها النار بنفس اللحظة دخل للمبنى بدراجته محافظاً على تلك السرعة لكن لفت انتباهه بقعة حمراء من الليزر تتحرك على مخزن الوقود ليقول بغيظ:
"هوريكم ياكلاب"
قفز عنها و دفعها بجهة مجموعة من الرجال الذين ركضوا خلفه بلحظة إطلاق  الرصاصة هبط على الأرض و هو يلوح بيده لمن أطلق الرصاصة و هو يبتسم أسفل وشاحه بسخرية بانت من لمعة عينيه تحرك يجوب بناظريه بالممان يبحث عن باب أو صوت ليصله صراخها تبعه بسرعة و لهفة ليجد باب حطم بكتفه و هو يخرج سلاحه مطلقاً على كل الرجال تحرك لها ليجدها على الأرض تبكي بقوة و هي تهذي أمسك يدها قائلاً بحنو:
"هشش أهدي ... ميرا ركزي معايا عشان اوديكي لابوكي"
خلع سترته ليبقى بكنزة سوداء صوفية يلبسها إياها بحنق و هو يرى ملابسها ممزقة حملها و هو يحاول  تهدأتها  خرج من المخزن بحذر ليجد الطريق مغلق بالاسفل نظر للرجال الذين يبحثون عنه ليسمع همس ميرا:
" أبعد عني"
أوس بحنق:
"ششش بس يابت هساعدك مش هاكلك"
رمقته بشراسة رغم تعبها ليقول بهدوء:
" أهدي يا حبيبتي اوعدك أول منخرج هقولك أنا مين"
ميرا بغيظ:
"هتقول دلوقتي يااما هصوت و ألم عليك الرجالة إللي عاملين زي التيران دول"تجاهلها بحنق لتفتح فمها هامة بالصراخ ليغلقه بكفه قائلاً:
" اسكتي أبوس إيدك ... أنا أوس"
نظرت له بدهشة نظرت لعينيه حسناً ذات اللون بعينا توأمه و شعره الذي ظهر بعد خلعه للسترة يشبه شعر والدتها تنهدت قائلة:
" مفيش خيار غير أني اصدقك"
أخرج هاتفه ليشغل فلاش بلون أخضر رفعه للاعلى يمسح السقف بالأشعة الخارجة من الفلاش و على هاتفه تظهر صورة لشكل الطابق اعلاهم ليقول بهدوء:
" كويس فوق مفيش إلا كام واحد. من التيران على رأيك"
نظرت له بدهشة قائلة:
"عرفت إزاي و إيه اللي عمله الفلاش ده"
أوس و هو يتسلل للسلالم:
"حاجة زي الأشعة السينية عرفت محتويات الدور اللي فوقنا"
تجاوز السلالم بخفة لتنظر هي من وراء ظهره لتجد مجموعة رجال ترمض لهم لتصرخ:
"اجري يا مجدي"
ركض بسرعة يتجاوز طلقاتهم أخفض رأسه و هو يصرخ بهم:
" في إيه ما تحاسبو كانت هتفرتك دماغي"
انفجرت ميرا ضاحكة على كلامه بينما هو بدأ يرتبك عندما رأى مجموعة من الامام تحاصره توقف ينظر لهم لتقول ميرا بخوف و هي تتمسك به:
"ياللي بتقول أسمك أخويا هنعمل ايه"
أخذ نفساً عميقاً ليركض بجهة مجموعة الرجال ثم يقفز على الجدار مُنفذاً حركة السير على الجدار ثم هبط بعد أن تجاوزهم متجهاً للطابق الأخير توقف عند السطح ليجد مروحية تقترب تنفس الصعداء لكن انحبست أنفاسه و هو يرى جثى قائد المروحية تسقط ثم قفز أحدهم من المروحية ليترك المروحية تتجه لهم من دون قائد نظرت ميرا للمروحية و هي تتخيل كيف سيحترقان عندما تنفجر أو يتقطعان بسبب شفراتها لتهتف ببكاء:
"عايزة بابا ... هاتلي وطن"
عاد من شروده على بكاء أخته ليجول بناظريه بالمكان ليجد سيارة تم نقلها للأعلى بواسطة مصعد الأمتعة فقد كان هذا المكان يعد لإقامة مسابقة على سطحه و الجائزة الأولى سيارة أتجه لها قائلاً:
" هعيشك فيلم أكشن على الواقع ...بث حي و مباشر"
اجلسها أسفل ساقيه لتنظر له بصدمة و رعب تحرك رأسها نفياً قائلة:
"أنت مش أوس... أوس كان بخاف من ظله  ... أنت دلوقتي هتسوق عربية على السطح و الله اعلم هتعمل ايه ... أوس أجبن من كده"
أوس بسخرية:
"شكراً على ثقتك الغالية يا ميرو .. اتمسكي"
انطلق بالسيارة  للأمام ليقفز بها على السطح المقابل للمبنى و كان مبنى أرضي متهالك فقد السيطرة على الفرامل لتسقط السيارة للأسفل على جانبها الأيمن ليتحطم نصفها بينما  عن المروحية فقد سقطت على السطح الذي قفزت من السيارة لتنفجر محدثة دوياً قوياً مع دوي السيارة التي انفجرت و صراخ ميرا اندمج معهما
______________________________
نهضت مفزوعة من نومها و قد افلتت من شفتيها صرخة فزعة نظرت حولها لتجد نفسها بجناحها و جوارها إيلين تبكي كالقطط  أعادت شعرها للخلف بيديها و هي ترتجف لقد كان كابوساً ... مجرد كابوس ... ربما هو كذلك
اجفلت على طرقات على الباب لتقول بنبرة مرتجفة:
"أدخل''
دخل كلاً من ريان و أسلان ينظران لها بقلق ليقول ريان:
"أنت كويسة يا ماما سمعناكي بتصوتي"
روح بتعب:
"كويسة أنا أعصابي تعبانة شوية بسبب سفر باباكم ... عشان كده بقيت اهلوس بأحلامي "
أقترب أسلان من إيلين يحملها قائلاً بحنو:
" القطة دي بتعيط ليه تعالي معايا عشان نسيب رورو ترتاح"
روح بسرعة:
"لأ يا أسلان هاتها و كمل مذاكرة"
أسلان بلامبالاة:
" سيبيها معايا يا روح مذاكرة إيه بس ... كده كده هرسب عارف نفسي فاشل"
أتجه لباب الجناح لينظر لريان قائلاً:
"واد يا ريان أبقى مع روح شكلها متعرف تنام من غير حبيب القلب و بتشوف كوابيس"
روح بحنق:
"حبيب القلب!! ... آه منك بس يا جزمة"
جلس ريان جوارها و هو يضحك على كلام أسلان بينما يحاول أن يخبر أمه بخبر اختفاء ميرا
______________________________
فتحت عينيها برعب و هي تقريباً لم تشعر بأي ألم رفعت رأسها لتجد نفسها فوق جسد أوس لتتذكر لمحات عندما انفجرت المروحية بلحظتها فتح الباب و قفز منها و هو يسحبها اعتدلت بجلستها بارتجاف من هول ما مرت به لتحركه بخفة قائلة:
"أوس .. أوس أنت كويس"
همهم بألم يحاول فتح عينيه تأفأفت من الموقف ماذا ستفعل وضعت يدها على خدها تفكر بينما تنتظر استيقاظه لتشهق برعب و هي تشعر بشيء لزج التصق بخدها نظرت لكف يدها لتجدها ملطخة بالدماء هي لم تصاب حتى جروحها سطحية و قد جفت الدماء عليها هذا يعني!!
نظرت لأوس لتجده يحاول النهوض لكنه يقطر دماً امسكته بسرعة قائلة برعب:
"أوس إيه إللي حصلك"
أوس بتعب:
"أنا كويس يا ميرا"
تكلمت بارتجاف:
" كويس إزاي؟! ... أنت بتقطر دم"
مسد على وجنتها بحنو قائلاً:
"والله كويس "
أشار بيده لجهة الطريق قائلاً بوهن:
"هنمشي للحتة دي و نشوف مين هيجي يساعدنا ... كان من المفترض المروحية اللي انفجرت تساعدنا بس بقت حتت"
ساندته و هي تضع ذراعه حول كتفيها لينزل الوشاح عن وجهه نظرت للوشاح لتهتف بحماس:
"هكبس الجرح بيه"
جذبت الوشاح من يده ليقول بغيظ:
" ده المفضل عندي يابت"
لم تهتم لكلامه بينما تضعط جراحه التي فُتحت ثم انتهت بعقدها للوشاح لتسانده بالسير لطن كانا بطيئان نظراً لتعبه و تعبها أمسكت كفه بخوف و هي ترى سيارة تتجه لهم بعض الرجال يصوبون الأسلحة عليهم لتقول بقلق:
"أوس"
أخرج مسدسه و هو يضيق عينيه يحاول أن يركز لكن جسده منهك و دماءه قد تصفت نظراً لسيولة الدم التي يعاني منها شعر بيدها تحط على يده قائلة بارتباك:
"أنا بعرف أضرب نار"
أوس بتعب:
"متأكدة"
شدت على يده قائلة:
"أيوة هات المسدس"
أخذته تستجمع شجاعتها أغلقت إحدى عينيها تركز على السيارة هؤلاء الاغبياء لم يطلقوا حتى الآن ظانين أنهما لن يقاوما أطلقت رصاصاتها على خزان الوقود لتنفجر السيارة بقوة سقطا على الأرض  و أوس يخفيها بجسده حتى لا تتكاير الشظايا عليها نظرت له بحزن على حالته الصحية التي تدهورت و خاصة من لونه الشاحب نظرت حولها ألا يمر أحد من هذه المنطقة أو لم يسمعوا الانفجارات نهضت و عيناها الزرقاء تمطر بالدموع لتقول لأوس من بين شهقاتها:
"الفون إللي كان معاك لسه شغال"
مد يده يبحث عنه و هو يقاوم الإغماء و الدوار الذي داهمه ليخرجه امسكته بلهفة لتجد شاشته مهشمة لكن يعمل نوعاً ما لتقول:
"كلمة السر"
املاها إياها لتكتب رقم والدها الإيطالي بسرعة فادتها ميزتها بحفظ أرقام العائلة بكل أنواعها استمعت لرنين الهاتف قليل ثم وصلها صوت والدها يقول بايطالية منمقة:
"نعم من معي؟!"
هتفت بسرعة من بين دموعها:
"بابا أنا ميرا ... و معايا حد بقول إنه أوس ... محتاجيم مساعدة أنا عارفة أنك بإيطاليا هتقدر توصل لينا"
اتسعت عينيه يستمع لحديث أبنته ليهتف بجايدن:
"أوس فين"
جايدن بحيرة:
"معرفش خرج أول ما دخلنا ... في حاجة"
أخبره بالأمر ليأخذ جايدن الهاتف قائلاً:
"آنسة ميرا تقدري توصفيلي المكان أو تديني أوس أكلمه"
وصله صوت أوس المتقطع:
" هتلاقي موقعنا بجهاز التتبع بتاعي رميته قريب من هنا تحسباً لأي طارئ"
جايدن بتوتر:
"ماشي"
أقفل الخط لتقول ميرا لأوس:
"أنت التقيت ببابا"
أوس بتعب:
"اليوم اتعرفت عليه بس و قبلها بفرح سيرين"
وضع يده على رأسه و هو يشعر بتوازنه يختل و دوار يطيح برأسه امسكته ميرا بخوف بعد أن مال جسده لتجلسه أرضاً قائلة بقلق:
" أرجوك أمسك نفسك ... أوس!!"
ربت على يدها بوهن يحاول طمأنتها بعد ربع ساعة وصلت سيارات رجاله و جايدن و وطن و معهما أسد نزل وطن من السيارة ينظر للمكان بخوف بعد أن وصله أمر اختطاف ابنته  ليجد المكان أُحيل لخرابا ركض بلهفة يبحث عن أحدهما ليجدهما الإثنان معاً جانباً تجلس ميرا و هي تمسك أوس ركض لهما قائلاً برعب:
"أنتو كويسين"
فتح أوس عينيه بصعوبة هامساً بألم:
"أنا مفضلتش حد عليكو ... أنا فضلتكو على روحي .. حاولت قدر الإمكان تبقا ميرا كويسة"
أقتربا أسد و جايدن منهم ليقول أسد:
"ميرا أنت كويسة"
ميرا ببكاء:
"أنا كويسة بس أوس نزف جامد"
تذكر وطن أمر سيولة الدم ليضعوه بالسيارة و هو يحاول إيقاف النزيف مؤقتاً
______________________________
فتح عينيه و هو يشعر بصداع يفتك رأسه وضع يده على رأسه ليشعر بقماشة على جبينه ليسمع صوت يقول:
" و أخيراً ياجدع"
نظر بطرف عينه ليجد والده فقال بصوت مبحوح:
" إيه حصل"
ضربت الأحداث ذاكرته لينهض بسرعة قائلاً بخوف أخوي:
"ميرا ...آه"
وضعت يده على موضع جرح العملية ليقول وطن و هو يجبره على التمدد ثانيةً:
"نايمة بالاوضة إللي جنبك ... ابقا كده جرحك اتفتح و مش هينفع تتحرك"
عاد يستلقي جيداً بألم ليرتجف جسده ليهمس و هو يميل على جانبه يضم نفسه:
"برد"
شد الغطاء حول جسده لكنه لم يشعر بالدفئ بينما وطن يحضر الدواء له دقائق و وصله أنينه و هذيانه بكلام غير مفهوم كل ما فهمه هو:
" مش عايز ... أنا قتلته هاخد مكانه ... هسمع كلامك ... لأ سيبهم"
ضيق عينيه يحاول فهم كلامه تحسس جبينه ليجد حرارته مرتفعة ثانيةً فقد أمضى الليلتين الماضيتين يعاني من حمى قوية منذ أخذوهما و نقل الدم له بدل الذي خسره و هو نائم حقنه بالدواء بوريده و هو شارد بأمره نهض ليمسح على شعره بحنان مقبلاً رأسه أبتعد و هو يسمع طرقات على الباب إذن للطارق بالدخول ليجده جايدن الذي قال بقلق:
" افضل الآن؟!"
حرك رأسه نفياً و هو يقول:
" للأسف لأ ... ده مهمل جداً بنفسه و الواضح أن مناعته ضعيفة و الجروح وضعها سيء جداً"
رتب الأدوية ثم قال:
"أبقى جنبه هرجع كمان شوية"
جايدن:
"أمرك"
خرج و هو يتساءل لما اختطفوا ميرا أخبره جايدن أن عصابتهم لا علاقة لها بالأمر إذاً من قد يختطفها رعد يبعدها تماماً عنه و لا تعلم أي شيء عن عمله فلما قد تختطف من قبل عصابة تابعة لمصر تنهد بتعب عندما لم يجدها بغرفتها بالمشفى الخاص به فقد عادوا لهنا بنفس الليلة ليقرر الذهاب لرؤيتها عند حسام بالتأكيد
وقف يفكر إن كان حسام هو من أخبرها هذا يعني بأنه توصل لشيء بتلك المهمة السرية التي كانت موكلة له قبلاً و ميرا تعلم بذلك الشيء
تذكر كلام ميرا مرة و هي تقول لرعد:(رعد عايزة حاجة تحجب أجهزة التنصت عن الفون بتاعي ... شاكة أن في حد بيتنصت على مكالماتي)
بعدها بفترة وجيزة أصبح رعد يجلس بالمنزل كثيراً بحجة أنه بعطلة لكن يبدو أن الحقيقة أنه كان قد علم بشأن المهمة و يحاول أن يبعد الشكوك عنه لكن تبقى أمر واحد وهو ما هذه المهمة التي قد يخبر ميرا بمعلوماتها
وصل للعناية ليجد ميرا هناك ليقترب منها قائلاً بحنان:
"بقيتي أحسن يا حبيبتي"
ميرا بهدوء:
"أنا كويسة يابابي بقيت تمام بس في حد شوفته داخل المشفى اليوم و كنت عايزة أعرف بيعمل إيه هنا"
وطن باهتمام:
"مين ياحبيبتي"
همست بشرود:
"عزام الشافعي بيعمل إيه بالمشفى و هو من قادة المخابرات"
وطن بانتباه:
"عرفتي إزاي أنه قائد مخابرات"
همست و هي تضع يدها على فمها:
"حسام كان موكل بمهمة يجمع فيها أسماء الخونة مع الأدلة و كان هيسلم كل حاجة بيوم المهمة اللي اتصاب فيها و من بين أسماء دول كان عزام باشا"
وطن  بهدوء:
"أنتي بتعرفي أسماءهم"
نظرت له هامسة محركة رأسها نفياً لتشتت من يراقبها بينما يدها تخفي شفاهها حتى لا يقرأها أحد:
"أيوة بس إعتبر إني قولتلك لأ عشان في حد واقف بيراقبني هقولك كل حاجة بمكتبك بالشركة "
وطن ببرود:
"أما أنتي مش عارفة حاجة بترمي تهمتك عليه ليه عيب كده يا بنتي"
أبتسمت فقد غير والدها محرى الحديث لتنزل يدها قائلة:
"معاك حق الواضح إني ظلمته"
تنهد عزام الذي كان يراقبها عن بعد ليرى وطن يغادر و هي تدخل لغرفة العناية لحسام أقترب ليتكلم نعها و يتأكد من أنها لن تخبر أحداً لكن فجأة ظهر أمام الباب رعد الذي قال بدهشة مزيفة:
"عزام باشا بتعمل إيه؟!"
عزام بتوتر:
"جيت أشوف حسام "
رعد ببرود:
"بعتذر بس خطيبته جوا مش هينفع تدخل و هي جوا ... أصلي بغير على أختي و مش هخليها مع حد غريب بنفس الغرفة ... فهمت كلامي صح"
أنهى كلامه بخبث  و هو يرمي لشيء في ماضي عزام و ذلك الشيء!...
______________________________
دخل القصر ليجد ريان بالصالة على قدميه اللابتوب خلصته و على أريكة أخرى أسلان يقلب بصفحات أحد الكتب و شغف هاهي اتجهت تركض إليه و هي تعانق قدميه قائلة:
"بابي وحشتني أوي يا بابي بقا كده تمشي و تسينا ... يا حرام يا ماما دي مش عارفة تنام بقالها كام يوم"
قطب جبينه بقلق ليقول:
"مالها"
ريان بهدوء و أصابعه تتحرك على لوحة المفاتيح بخفة:
" أطلع بص مالها"
نظر له وطن بغيظ لينزل شغف قائلاً:
"أبقي مع الجزمة دول ... فهد فين؟!"
شغف:
"فهودي بالجامعة لسه مجاش"
حرك رأسه بتفهم ليتجه لجناحهم دخل ليجدها انتهت من تبديل ملابس إيلين ليقول و هو يدخل:
"وحشتوني"
لاحظ تشنج جسدها و هو يقول ذلك ليقول بحذر:
"في إيه ؟!"
روح ببرود و غموض:
"كنت فين؟!"
وطن بهدوء:
هقولك إيه حصل بس قوليلي مالك الأول "
نظرت له لتقول بحنق:
"فونك مغلق ليه يا باشا"
وطن بدهشة:
"أنا مغلق؟! ده حصل امتى؟!"
أخرجه ليجده قد فرغ شحنه أراها الهاتف ببلاهة قائلاً:
"بصي"
نظرت له لتقول بحنق:
"سألت عن فهد إللي بقاله يومين حالته وحشة"
وطن بقلق:
"إيه حصله ده كمان"
روح بحنق:
"فجأة تعب و بقاله يومين باوضته و اليوم اتحسن شوية و قام راح لامتحانه"
شرد يفكر هذه الحالة تتكرر كثيراً ما يحد أن فهد قد أعتزل العالم بغرفته بحجة شعوره بالوهن لكن بعد بحثه بالأمر يبدو أنها ظاهرة شعور التوأم  ليقول بهدوء:
" ما انتي عارفة أنه أما يتعب أوس فهد بيتأثر و بيتعب نفسياً "
روح بارتجاف:
"أوس "
أبتسم بهدوء قائلاً:
"أيوة وصلتله يا حبيبتي زي ما وعدتك"
روح بلهفة و دموع:
"هو فين عايزة أشوفه أرجوك "
كوب وجهها بيديه قائلاً بحنو:
"أهدي يا روحي هاخدك ليه ... و ع فكرة هو نفسه الشب اللي افتكرتيه أوس"
انهمرت دموعها و هي تحمد الله و تشكره لتقول لوطن:
"خدني ليه أرجوك"
وطن بهدوء:
"تمام يا حبيبتي البسي هدومك و هاخد أنا حبيبة قلب باباها العسل دي"
أنهى كلامه و هو يحمل إيلين التي كانت تبكي بخفوت ليقول بدهشة:
"عينيها رمادية ... مش كانو زرق"
روح بضحك:
"مبيثبتش لون المولود إلا لبعد أربعين يوم كده بقولو"
نظر لعيني الصغيرة ليقول و هو يراقب نظرها له:
"عينيها جميلة يا روح ... زي لون عينين ريان"
روح بهدوء:
"معاك حق ... أسلان بقا يجي كل ساعة ياخدها و يقولها بت اقلبي لون عينيك و خليهم على لون عينيا"
قهقه على حديثها و جنون أسلان بينما روح اتجهت لتبدل ملابسها و بعد وقت دخلا للمستشفى بينما هي متلهفة لرؤيته وصلا للغرفة لتجده نائم و هو يإن لتقترب منه بلهفة فقد قص عليها وطن حالته و هما بالطريق أقتربت تضم رأسه و هي تقبله بشوق بينما جايدن يراقبها بدهشة و وطن يقف جواره يتمتم بحنق:
"ده أنا اللي جوزها و أبو عيالها ما باستني كده"
ضمت رأسه و هي تقبلها قائلة:
"و أخيراً يا أوس رجعتلي يا حبيبي وحشتني أوي"
فتح عينيه ليعلم من الذي أمطر عليه وابل من القبل ليقول بدهشة و هو يراها:
"ماما"
ضمته قائلة:
"أيوة يا روحي"
وضعت رأسه على صدرها هامساً بتعب:
"وحشتيني ... أنا عارف إني بحلم"
نظرت له بشفقة ليعود للنوم نظرت روح لوطن قائلة بقلق:
"جسمه قايد نار كده ليه يا وطن"
وطن بتعب:
" محموم"
جايدن بهدوء:
"متقلقيش يا هانم هو بيتعب كده اوقات كتيرة ... بسبب مناعته الضعيفة"
روح بهدوء:
"حتى جسمه الواضح ضعيف"
نظر لها وطن بتفهم فقد لاحظ أن جسد أوس يميل للنحافة أكثر من الجسد الطبيعي ليقول لجايدن:
"انتو ما بتاكلوش ولا إيه؟!"
جايدن بغموض:
" تتوقع إيه من طفل بمرحلة نومه كان أكله عبارة عن وجبة فاسدة كل اسبوع مرة"
روح بدهشة:
"إيه ؟!"
أكمل جايدن بشرود:
"انتو متعرفوش عن أوس غير أنه المدير الحالي لشركات تايلور بس بالحقيقة بعد ما سابكم بأشهر اتباع كعبد لادوارد تايلور"
نظر له وطن بصدمة إبنه عبد عند أحد ليكمل جايدن بشرود و هو يتذكر الماضي:
" كانت شخصيته ضعيفة جداً أول فترة كان يشتغل و يتضرب من سكات ... بعدين عرف بحاجة مقاليش عنها بس قالي أن أبويا اللي هو إدوارد كان عامل حاجة لحد فيكم انتو الاتنين أول ما عرف الحاجة دي و اتقلب 360 درجة بقا يرد على أبويا الكلمة بعشرة و بقا يخالف الأوامر و استشرس ... أو زي ما بقول هو بقا حد مستبيع ... بس ده زاد عناد أبويا بأنه يجنده بالمافيا بتاعته و أوس يرفض حتى بعد الضرب و التعذيب تلاقيه يخرج ببرود و يقوله مش هدخل بالقرف بتاعك"
صمت و هو يسمع همسة روح:
"إدوارد تايلور ... الراكون"
نظر لها جايدن قائلاً:
"ده هو"
اختل توازنها ليمسكها وطن بقلق لتقول بأنفاس متثاقلة:
"قولتلك دول منتهوش"
وضعها على الأريكة يحاول تذكر ذلك الراكون ليتذكره ذلك المختص بزراعة القنابلة الغازية بكافة خصائصها لذلك أطلقوا عليه لقب الراكون أجفل على صوت روح المرتجف و هي تضع يدها على رأسها قائلة بتعب:
" و لسه بيقولي أن الماضي اتنسى اتاريكو انسيتوه و ابني اللي تكوى بنار الماضي"
نظر جايدن لها قائلاً:
" تعرفي إدوارد"
روح بسخرية:
" الجرح اللي شوه وشه أنا إللي عملاه"
نظر لها جايدن بصدمة ذلك الجرح الذي ترك أثراً على وجنة والده كان بفعل هذه المرأة التي تبدو اظرف و ألطف كائن على الإطلاق تكمل روح ببرود:
" باباك حاول يخترق بيانات منظمتنا و لما اتصدينا ليه حاول يعمل نفسه راجل و يهاجمنا ... العلامة دي اللي بوشه أقل حاجة حصلتله وقتها ... محدش جبره يلعب بديله مع الجوكر"
نظر لها وطن بانتباه و قلق شخصية الجوكر تعود لها تدريجياً منذ فترة و عليه ضحدها و المحاولة في إبقاء شخصيتها الهادئة ليجفل على سؤال حايدن:
"سوري يعني ... بس إزاي كنتي الجوكر شكلك ميوحيش أنك حد بجبروت الجوكر"
قهقهت بسخرية و غرور لتهمس بنبرة ذكرته بنبرة أوس الخييثة:
"خدها قاعدة بحياتك يا أمور ... المظاهر خداعة ... متحكمش ع حد من شكله"
ارتبك من كلامها كان يكذب حديث الناس عن الجوكر و لكن الآن صدق أنه قد كان وحشاً لكنه روض و الغريب بالأمر أن القناص من روضه  ... أقترب وطن من زوجته قائلاً:
"يلا نرجع"
روح بهدوء:
"هفضل مع أوس"
وطن بهدوء:
"و إيلين"
نظرت له و كأنها للتو تذكرت ابنتها لتقول:
"مش عايزة اسيبه"
وطن بحنو:
"بكرا هيكون عندك اوعدك"
نظرت له تحاول أن تثق به بينما جايدن يراقبهما ببسمة حزينة يتذكر علاقة والده بوالدته و التي كانت تقتصر على الضرب و الصراخ لينشأا شخصية هشة مترددة بطفلهما التمعت جملة برأسه بصوت والدته قبل موتها و هي تنظر لأوس و تهمس له { لو حدث و التقيت بالجوكر  أوصل لها كلامي}
شرد يحاول تذكر ما الذي طلبته منه وقتها لقد كان في الثانية عشر من عمره و لا يذكر جيداً أي شيء قبل وفاة والدته حاول تنفيذ طريقة أوس بتذكر الأشياء يخبره أن عليه تذكر أول شيء حدث مما يريد تذكره و إن استطاع يحاول تذكر الحدث الذي بعده
Flash Back
تأفأف أوس بحنق ينظر لادوارد و هو يقول بغيظ:
"أسمع يا و*** أنت مهما عملت فيا مش هرجع الواد الغبي و الضعيف إللي تعرفه"
إدوارد بغضب:
"تكلم بلغة أفهمها و لا تحاول شتمي بسبب جهلي للغتك"
رمقه أوس بقرف قائلاً بالإيطالية:
"أنت قذر"
كاد إدوارد يضربه لكنه فر هارباً ليجد نفسه خلف ليزا والدة جايدن و من المفترض أنها زوجة إدوارد

بعدها بدقائق
جلست تبكي بألم و أوس يتأسف منها فقد ضربها ذلك الأحمق لدفاعها عن أوس و جايدن يجاس جوارها و يبكي عليها نظرت لأوس قائلة بهمس:
"هلا تركتني مع جاد عزيزي"
أوس بهدوء:
"حسناً ساقف بشرفة الغرفة"
تحرك بعيداً عنها لتضم جايدن و هي تقول:
"اهدء صغيري لا تبكي ..."
جايدن بحزن:
"لكنك تتألمين"
مالت تهمس بأذنه حتى لا يستمع لها أوس:
"لو حدث و التقيت بالجوكر أوصل لها كلامي ... لابد أن يعود لها أوس لذا حينها قلها ... من يقود الفساد في العالم الآن هو من ساعدها بقتل الفاسد القديم"
Back
عاد للواقع من ذكرياته ليقول لروح:
" إحنا منعرفش مين الرئيس المسرول عن كل المافيات دي بس أمي تركتلي كلام و قالت اوصلهولك"
روح بدهشة:
"سوري بس مامتك مين بتكون"
نظر لها وطن بدهشة ليقول بسخرية لاذعة:
"بت بلاش غباء ... اومال مامت جايدن مين لو مش مرات إدوارد يا ست هانم"
نظرت له بطرف عينها ببلاهة قائلة:
"يا لهوي يخربيت الزهايمر ... ليزا صح؟!"
حرك رأسه بالايجاب لتقول:
"إيه الكلام ده"

ملاذ الرعد بقلمي لجين عبد الهادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن