مدرسةٌ جديدة!

2.9K 107 43
                                    


-عزيزتي إستيقظي.
سَمِعتُ صوتَ أمّي في أُذني، تذمّرت ، و سَحبتُ الأغطية على وجهي.
-جازمين، هيّا لا تُريدين أن تكوني مُتأخرة في يومِك الأوّل!
فتحتُ عينيّ فجأة ! أوه لا ،اليوم هو ليس اليوم الذي كنتُ أعتقِده ! ، كنتُ خائفة من هذا اليوم منذ أَن عَلِمتُ أننّا سننتقلُ ،أنا حقاً أكرهُ أن أكون الفتاة الجديدة ، هذا يجلبُ إنتباه لا داعي له ! ،كنتُ الفتاة الجديدة فقط مرة في جميعِ حياتي ، و هذا كان عندما كنتُ في الصفّ الثالث ، كنتُ فتاة إجتماعية ، ولم يكنْ لديّ مشكلة في ذلك ، كان حقاً من السّهل تكوينُ صداقات ! ،لكن في الصفّ السابع ، بدأتُ بالعزلة عن من حولي و البقاء مع نفسي أكثر ،لم يكنْ لديّ صديقة أو صديق ، كل ما كان لديّ هو الكتب ، و هذا كان جيّد كفاية بالنسبة لي ! .
أنا لا أنظر حتى إلى ذلك .

أَبعدتُ الغطاءَ عني و وقفْت ،استحممَت و وضعتُ المنشفةَ حول جسمي ، عُدتُ إلى غرفتي و تحديداً إلى خزانتي الخاصة ،أخذتُ تي-شيرت أسود بسيط عليهِ صورة طائرة و جينز بسيط ..أيضاً.
عندما انتهَيْت من ملابسي ، ذهبتُ إلى المكتب الموضوع في الغرفةِ ، و سرّحتُ شعري ، نظَرتُ إلى المرآة ، و ضعْتُ القليل منَ الماسكارا و الكُحلة، حسنا الآن ، انتهيت منَ الملابس و أيضاً المكياج ، كل ما أحتاجُه أن أَجدَ حذائي ، بعدها أنا جاهزة .

- جازمين ، هيّا بنا !
سمعْتُ أمّي تصرُخُ من الطابقِ الأسفل ، أوبس ! ، هي ليسَت في مزاج جيّد اليوم ، لكنّها...ليست في مزاج جيّد دائما !
مسكْتُ بحقيبتي المدرسية ، و فتحتُ الباب ،
- سأكونُ عندَكِ خلالَ دقائق!
فقط أحتاجُ إلى تنظيفِ أسناني !
قلتُ لها بصوتٍ أشبهٍ بالصراخِ كي تسمَعَني.
عندما أنتهَيْت، نزلتُ ركضاً إلى الطابقِ السُفليّ ، رأيْتُ قطتي "كاتي" على الأريكةِ تنظرُ إليّ وأنا أركضُ ، أعطَيْتُها قبلةً صغيرة على رأسِها ، و قلتُ لها :
- إلى اللقاءِ،كاتي ، تمنّي لي الحظ! فتحْت البابَ و ذهبتُ إلى السيارة ،فتحتُ الباب و جلَست ، قالت أمّي بعضَ التعليقات على كيفية ارتداءي للملابس .
-بجدية جازمين ؟ ، لم تحاولي على الأقل أن ترتدي شيئاً أجمل ،ماذا قلتُ لكِ عن الإنطباع الأوّل ؟ ، يا ألهي ! ، الأولاد و الفتيات سوف ينظرون إليكِ و كأنك قمتِ من السريرِ للتوّ!
وبّختني أُمّي، قلَبتُ عينيّ و قلْتُ لنفسي ، لماذا بحقّ السماء أحتاجُ للتأنّق ؟ ، أعني أنا لستُ ذاهبة للقاءِ البابا ! ، أمّي توقّفت عن توبيخي و بدأت تقولُ لي أنا و أخي جاك عمّا يجبُ عليْنا فعله و تكوين صداقات و عدم إفتعال المشاكل ..و بلاه بلاه بلاه ، وضعت سمّاعاتي و وضعتُ بعضَ الأغاني على الآيبود ، الهروبُ من أرضِ الواقع !.

بدأْتُ أفكّر بكلّ ما حصلَ معي بسرعةٍ، الإنتقال من مدينتي إلى واشنطن ،يا إلهي ، هل كنتُ أحلم ، لم يكن هناك أيّ طريقة للخروج من هذا ! ، أعني لا يمكنني الذهاب ركضاً إلى أبي ، هذا سيأخذُ الكثيرَ من السنواتِ!

لماذا لا يُمكنني فقط أن أغيّر كل هذا الذي حصلَ، وأمحوه ! ، أفكّر بعائلتي التي تركتُها خلفي ، جدّي و جدّتي ، اللذان أُحبّهما كثيراً ، و الذي كسَرني و الأهم من ذلكَ كلّه هو أبي ، أنا أفتقدُه بشدة ! منذ أن أفترقا والديّ ،كان حقاً صعباً عليّ ، أمّي تتصرفُ كأن شيئاً لم يحصُل ،دائما ما تتحدثُ مع "أصدقائها" على الإنترنت ، أو كما أنا أُسميهم "لصوص" ،و أبي كانَ مكسوراً ، أعلمُ كم يُحبّها ، نعم ، هو كان لديه مشكلة مع الكحول ،كان يشربُ كثيراً ،لكنّ أمي فقط تركته ببساطة ،هيَ لم تُعطيهِ فرصة لإصلاحِ مشكلتِه،هيَ لم تُحاول إطلاقاً !
هي فقط رحلَت معي و مع أخي ، أنا أتأمّل أن يكونَ أبي على أفضلِ حال ،لم يكن عليّ تركُه ،كان يجبُ عليّ أن أقفَ بصفّه ،جُزءٌ منّي يشعرُ بالذنب لعدمِ بقائي معَه أو المواجهه لأجله ، لأجلِ عائلتي ،لكن لم يكن بيدي أن أفعلَ شئ، أمي كانت قد أصرّت على قرارها و قد فعلَت ما تفكرّ به.

قطعَ حبلُ أفكاري عندما وقفَت السيّارة ، شعَرْتُ بدمعةٍ تنزلُ على وجهي ،و بسرعة مسحتُها بعيداً ، إن رأَتني أمي و أنا أبكي ، ستصرُخ بوجهي ، ستعلمُ بالضبط لما أنا أبكي ،كانت هناك شحناتٍ من التوتر بيني أنا و أمي منذ إنفصالِها عن أبي ، دائماً ما نتشاجر حولَ هذا الموضوع ، و دائماً ما تتجاهل المواضيع و تتظاهر بأنها لا تدري عمّا أتحدث،نظرتُ من نافذةِ السيّارة و لاحظتُ أننا أمامِ مدرستي الجديدة ، شعرت بفكّي ينزِلُ إلى أسفلِ الأرضِ و أنا أنظرُ إلى حجمِ هذا المدرسة !

خرجَتُ صيحة صغيرة من فمي ،و نظرتُ إلى أمي بأعينٍ واسعة.
أخرَجْتُ السماعات من أُذني و لففتهم على عُنقي
-ستكونين بخير ، جازمين، لا تكوني متوترة ، أحبّك ،إحظي بوقتٍ ممتع عزيزتي.
قالت وهي تضعُ قبلةً على خدّي ، أعطَيْتُها إبتسامة صغيرة ،و نظرتُ للخلف إلى جاك.
-إلى اللقاء جاك.
قلْتُ ،وأنا أعلمُ أنه لن يكونَ في ِ مدرستي ،
سيكون في المدرسة المتوسطة ولن أستطيعَ حمايَتِه إن ضايَقَهُ أحدٌ أو جعلوا منه أضحوكة ،كنتُ متوترة و خائفة عليْه أكثر من نفسي ! ،أعلمُ كم الأطفال يمكن أن يكونوا قاسيين ،
لى اللقاءِ أيتها الجبانة
أبتَسمَ بينما يُلوّح لي ،أبتسَمت و خرجت من السيارة ،أغلَقْتُ بابَ السيّارة و توجّهتُ للأمام إلى المدرسة.

عندما دَخَلتُ من بابِ المدرسة ، وأنا في طريقي إلى المكتبِ المركزيّ ،لاحَظتُ مجموعة من الفتيات و الشباب كانوا يتهامسون و يضحون بينما ينظرون إليّ ، تظاهرت بأنني لم أُلاحظ.

-يا ألهي ، أنظروا إليها!!
سمعْتُ فتاةً تصرخُ بأعلى صوتِها !
حسناً هذا يجبُ أن يكون رقم قياسيّ جديد، خمسةُ عشرَ خطوة فقط في المدرسة ،و ها أنا يُضْحَكُ عليّ !

عظيم.

Blue.{الكتاب الأوّل}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن