استيقظت بعد نوم عميق ، غسلت وجهي و ارتديت زي المفضل ، و ذهبت مسرعة إلى مقابلة الملاكي المجروح ، وأنا أتمنى أنه إستمع إلى نصحيتي واستخدم ذلك الدفتر
وصلت وفتحت باب الغرفة وقابلته مبتسمةمرحبا لقد عدت مجددا ،كيف حالك اليوم ، …لا بأس إن لم تجبني ،
إذا ماذا فعلت بذلك الدفتر الذي أهديتك إياه ، هل أيقظ مشاعرك مكبوتة
لم يتكلم مجددا ، وأخرج ذلك الدفتر وأعطاني إياهفتحته و قمت بتصفحه ، ماذا أرى ؟ أرى إبداع هنا والكثير من السوداوية ،والألم والخوف الغضب في رسوماته
رأيت صورة وجه قناع يبتسم تشقق ، يبدوا أنه كان يتظاهر بانه بخير خلف ذلك القناع طوال الوقت حتى تعب ذلك القناع وبدأ يتشقق
ولكن احتاج إلى معرفة المزيدأخبرني ما قصة ذلك القناع ، ثق بي شاركني همومك احتاج مساعدتك لكي أنقذك من ذلك الظلام الذي خلفك ، لا تقلق سأكون مثل صندوق أسود لأسرار ، أعلم انك متعب وليس لديك طاقة حتى في الكلام ، ولكن على الأقل حاول معي
وبالفعل أخيرا بدأ بالتحدث وأخبرني بجروحه المدفونة
الملاك المجروح :
منذ ولادتي قاموا بتصميم قناع لي ،يقوم بكبت
المشاعر (غضب، الالم ، استياء ، الحزن ) ،
اجبروني على ارتدائه تحت شعار أن لا أظهر غضبك
او حزنك ، لا تصرخ ، لا تتكلم ، فقط اصمت
و تصرف بأدب ، يجب ان تكون مثاليا من اجلنا
لم أكن إبنا بل كنت مجرد مشروع بالنسبة لهماارتديت ذالك القناع ، كنت ابدوا كالملاك، مرسوم
عليه تلك الابتسامة دافئة ، الجميع كانوا يمدحون ذلك القناع الذي كنت ارتديه..
بالطبع سيعجبهم ،فهو كان يتحمل قسوة قلوبهم , كان يتحمل تلك الكلمات السامة ،لقد كنت صامتا طوال الوقت ولكن لم اكن اصم ، ولكن بعد مرور السنوات بدا ذلك القناع يتشقق وظهرت جزء من ملامحي الصارخة أنا مجرد إنسان في نهاية المطافمافهمته أنه وقع في فخ نرجسية والديه وخلف ذلك الفخ ندوب عميقة في قلبه ،
أنت تقرأ
الطبيبة النفسية والملاك المجروح
Short Storyخربشة قصيرة تحكي عن رحلة الطبية النفسية في علاج شخص يعاني من الإكتئاب