الطبيبة النفسية والملاك المجروح

بارت 9

جزء الأخير
  أتمنى ان تنال إعجابكم
وذهبت وقمت برفع زي الأبيض من على الأرض وأرتديته لأخفي تلك الندوب التي على الظهري  يجب أن أبدو في افضل حال امام ذلك الطفل

وركضت مسرعة إلى المنزل الذي هو محتجز فيه 
ووصلت إليه وقمت بدفع  ذلك الباب الذي  بشكل تابوت ،ورأيته ، كان يبدوا  في حالة يرثى لها   كأنه جثة  هامدة  وسواد يملأ عيناه   وسلاسل اليأس محاطة   به  ،
  يجب علي عن أكسرها بالأمل  ،  لا أملك شيء سوى  الكلمات

، تقدمت إليه ببطئ  واحتضنت روحه المحطمة

وهمست في أذنه ،لا بأس  أنا هنا  ،   لن  تكون وحيدا بعد الآن  لقد سمعت صراخك الصامت ،لا بأس سيكون كل شيء  على ما يرام وكل تلك الآلام  سوف تنتهي ، أنظر إلي  ،  عليك أن تعود إلى الحياة
وتخرج من هذا المكان المظلم 

الطفل : لا أريد ان أعيش  ،ليس لدي شيء أعيش من أجله ، لا أحد  يحبني  ، لا عائلة لا أصدقاء ، لقد آذوني  وحطمو روحي
  
انا هنا سأكون صديقة لهمومك  ، يمكنك أن تبدأ من جديد ،   فالنبدأ  بترميم هذه الجناحين المكسروين لتطير من سجن الماضي ،

الطفل :  ليس لدي  طاقة  ،انا متعب بشدة ، أرغب في أن أنام نومة لا يمكنني استيقاظ منها

  ،نهظت وقمت بصفعه قائلة :

هيا   كفاك تذمرا إستيقظ  يا ولد وواجه  هذا الظلام
أعلم  ان هذا صعب  ومرهق   وقوعك في.  الإكتئاب لا يعني أنك  ضعيفا بل انك  كنت قويا لفترة  طويلة وتحملت إرتداء  ذلك القناع  وتظاهرت بأنك  بخير  لكن عليك أن تحرر مشاعرك إذا شعرت بالحزن  إبكي  إذا  غضبت أصرخ  أنت  مجرد   إنسان  ، إياك أن تحطم  نفسك من أجل  الآخرين   لا تصمت فهو يتغذى على صمتك ،   هيا لا تدعه يغتصب  سعادتك ، هيا إنهض  حان الوقت لتنضج

نظر إلي وبدأ يبكي  ويصرخ
الطفل :هذا يكفي   اريد ان اخرج من هذه  المدينة  (الجحيم الصامت ) أريد ان  أشعر بالحياة أريد أن اتنفس ارجوك ساعديني ،

هيا أمسك بيدي فلنخرج من هنا
أمسك بيدي
و بدأت ملامح الحياة تظهر على وجهه و ذلك السواد الذي في عينيه إختفى ،  وكسرت  سلاسل اليأس   وجناحيه  بدأت تتعافى

  أخذته معي  من ذلك المنزل  ويظهر أمامنا ذلك الوحش  (الإكتئاب )

الإكتئاب : ذلك الطفل ملكا لي لا يمكنك أخذه مني

وضعت كتفي. على الطفل ،  حان الوقت لتقتله ،  قل له تلك الكلمة ،قل له بانك. ستعيش ولن تستسلم له  ،  
لقد منحته رغبة في الحياة  وهي سلاح  لمواجهته

هنا تنتهي عمليتي   سأعود

إستيقظ  ملاكي المجروح  من عملية التنويم المغناطيسي التي قمت بها وبدأت  الدموع   تهبط من عينيه. ،  وأمسك بيدي ، قائلا
الملاك المجروح :   خذيني إلى الخارج أريد ان أتنفس
مسحت دموعه و
فعلت  ما أمره وخرجنا معا ،
نظر إلى السماء وأغمض عينيه   ،  بدأت جناحاه ترفرف ونظر إلي  مبتسما

الملاك المجروح : أنت بطلتي لقد تمكنت من تحرير ذلك الطفل الذي في داخلي شكرا لك 

رغم أني أرى إبتسامته  الجميلة إلا أني لا أستطيع  ان أبتسم معه ،حان الآن الوداع  يجب علي ان أدعه يطير

تبا كم هو مؤلم حقا  علي ان تخلص من تلك اللعنة   دائما ما أقع في حب  كل ماهو  مكسور  ومجروح ،عدت إلى منزلي، حل الليل  ، اخرجت كتابي إنه   صديقي المميز  وقلمي ،  وذهبت إلى تلك المدينة (الجحيم الصامت) ، علي ان أجمع أفكاري تائهة