7¦ كعك الفانيلا.

63 5 46
                                    



آخر ما كان يعتقد أنه سيحصل، هو عودة كوان لبوسان.

في ذلك اليوم، هو استيقظ بصعوبة، يتأمل البتلات التي تتوزع على وسادته، وجمعها كما يفعل كل عصرٍ ليضعها في كيس القمامة الأسود كي لا يتمكن أحدٌ من رؤيتها.

هو لا يعلم ما هذا، ولا يعلم تفسيره، وكيف أتاه منذ البداية، لكنه حدث، وجونغ إن لا يفعل أي شيءٍ سوى تخبئته.

هيونجين، جيسونغ، سونغمين، بومغيو، هيسونغ. جميعهم يسألون متى سيتعافى، لماذا هو لا يتشافى نهائيًا رغم شربه المستمر للمشروبات الصحية والأطعمة المفيدة، لماذا يبدو وكأنه يصبح أسوأ ولا يتحسن نهائيًا.

تمنى أنه يملك الإجابة.

بعد أن خرج من غرفته وأكمل روتينه المعتاد، قرر الذهاب لشرب الشاي الأخضر الذي وجده جاهزٌ على المنضدة، وتوقع أن هيونجين هو من صنعه؛ لأنه هو مجنون الصحة بينهم.

بعد أن سكب لنفسه، توجه لغرفة المعيشة، أو حاول فعل ذلك حتى سمع الجرس يرن.

عقد حاجبيه وهو يضع الكوب على المنضدة، وتوجه للباب، حينها كانت المفاجأة.

كوان.

تلقائيًا، وكأن عينيها كانت سبب كل هذا، جونغ إن بدأ بالسعال.

سعل، وسعل، وسعل، يستطيع سماع خوف كوان وهي تصرخ فوق رأسه بحديثٍ لا يستطيع استيعابه، وتجاهلها جاريًا لدورة المياه مغلقًا الباب خلفه.

حين وقع على ركبتيه أمام المرحاض، هو أخرج عدة بتلاتٍ من فمه.

كانت بتلاتٌ برتقالية اللون، كان ليعجب بشكلها المميز لولا خوفه مما يحدث في تلك اللحظة، مما يعني هذا، وعن سبب كل هذا. في الأسابيع السابقة كانت تخرج بلونٍ أزرقٍ غريب، لكنه أدرك أن الأزرق يتلاشى للبرتقالي الناصع حين رآها تتوسط مياه المرحاض.

كان ليتقزز من فكرة أنه على أرض دورة المياه، وأنه يمسك بالبتلات الملونة بيدٍ مرتجفة، لكنه كان منذهلًا، منذهلًا مما يعيش في صدره، من شكل البتلات المميزة والغريبة، وتساؤله المستمر عن سبب وجودها من الأساس.

«جونغ إن!» مناداة كوان له لا تكف عن التوقف، وجونغ إن لا يجد في ذاته سوى الوقوف ومحاولة تنظيف حنجرته التي بدت مليئةً بما قد يكون هذا.

بعد أن لملم شتات نفسه، هو شرب كأسًا من مياه الصنبور بيده المرتجفة، وخرج متجاهلًا جميع الأصوات اللي تصرخ في عقله.

منظر كوان أمامه فقط يثير البتلات التي تتوسط حنجرته، لكنه ازدرد ريقه بكل صعوبة، واقترب منها ليحيط رأسها بقصد احتضانها، مستقبلًا الألم الذي يستمر بالازدياد حين شعر بيديها تحيط خصره.

كما تفعل دائمًا.

«هل أنت بخير؟» سألت بقلق بعد أن ابتعدت عنه.

سيدة الصبار.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن