16¦ منتصف ديسمبر.

44 3 0
                                    




جونغ إن كثيرًا ما ينسى الحياة، ما تحتوي عليه وما يتمكن من رؤيته في هذا العالم. ينسى المناظر الجميلة التي تحيط به، وينسى الزهور التي تنمو بكل بطء في شرفته.

النسيان كان شيئًا الكثير ممن حوله يقول أنه لا يملكه، لا ينسى أي موقف، أي يوم، أي شهر، أي سنة. لكنه يجد نفسه يقع ضحيةً لنسيان الحياة، سبب عيشه ولما كل هذا يحدث له.

يقال أنه لا ينسى، لكنه أكثر من ينسى.

الحياة موجودةٌ في اللحظات التي يجلس فيها مع ذاته أمام الزهور في الشرفة، الحياة موجودةٌ عندما يجلس أسفل المطر ويقشعر من كل قطرةٍ تمس بشرته، الحياة موجودةٌ حين يجلس مع أصدقائه ويستمرون بالضحك على شيءٍ لا يستطيع حتى تذكره. هي موجودةٌ حين يأكل، يشرب، يمرض، يمشي، ينظر، يتنفس.

الحياة موجودةٌ طيلة الوقت، وجونغ إن نسي هذا.

هو لا زال يجد الحزن يملأ حدوده، يشعر بالبتلات تسبح داخله وإن كانت هادئة على غير المعتاد، يختنق أحيانًا مما تملكه دواخله لكوان وبسبب كوان، يغضب من إل سونغ ووالديه على تركه وحيدًا في هذا العالم القاسي.

لكنه شاكرٌ لكل هذا، أن ربما ما يحدث سيكون له نهايةً سعيدة، رغم أنه أكثر من لا يؤمن بالنهايات السعيدة، هو فقط يتمنى نهايةً مرضية، تجعله شخصٌ مقتنعٌ بما يملكه.

هو قد عاد للعمل بعد الذهاب مع بومغيو للتسوق، جيسونغ وسونغمين قد رحبوا به ترحيبًا حارًا، وكاد أن يضع جيسونغ قبلةً على خده لولا دفعه له، مما جعل الأكبر يستمر بالتذمر طيلة اليوم ويستغل كل لحظةٍ يرخي فيها جونغ إن دفاعه، لكنه لا يفلح على أية حال.

سونغمين قد احتضنه ثم وبخه على تركه مع جبسونغ لوحده وأنه يكاد يجن من ثرثرته، كلاهما تجاهلا شهقة جيسونغ الذي يشعر بالإهانة، وبدأ كلاهما بتنظيف المكان دون إلقاء بالًا لجيسونغ المتضايق.

نعم، هو أدرك، الحياة موجودةٌ كذلك في العمل.

-

النوم الطويل قد فارقه، والأرق أصبح صديقه الجديد، تنهد عندما أدرك أنه يستحيل أن يملك نومًا طبيعيًا واعتياديًا.

كان يوم الخامس عشر من يونيو، يوم الخميس أي يوم إجازته الأسبوعية، ورغم أنه لا يملك عملًا ليذهب إليه في العصر، إلا أنه وجد نفسه مستيقظًا منذ الظهيرة، أي حين عاد هيونجين من الجامعة بعد اختباره النهائي الأخير.

«جونغ إن، صباح الخير!» كان في مزاجٍ جيدٍ حقًا، لذا هو ضحك مبادلًا التحية، واعتقد أن الآخر سيتجه لينام سريعًا إلا أنه اقترب من جونغ إن وجلس بجانبه على الأريكة.

نظف حلقه قبل أن يتحدث: «لقد قابلت عدة أشخاصٍ من كلية الفنون، وقد ناولوني تذكرةً لمعرض الفن اليوم حالما علموا أنني مهتمٌ بالرسم.» توقف ليبلل شفتيه، وكاد أن يبارك له جونغ إن أو شيءٌ من هذا القبيل، لولا مقاطعة الآخر له مكملًا: «وأستطيع أخذ شخصٍ إضافي، لذا هل تريد الذهاب معي؟»

سيدة الصبار.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن