17¦ انتظارٌ بلا داعي.

41 5 0
                                    




متى تعلم أنك ستتمكن من تخطي كل ما حدث؟ متى تعلم أن كل ما فات لن يكون سوى ذكرى تساعدك على التحسن والمضي قدمًا للمستقبل؟ إنه في أبسط الأشياء، حين بدأ بالنوم على سريره، حين وجد ذاته يكتفي بنوم ثمان ساعاتٍ يوميًا، حين وجد شهيته تنفتح لتجعله يأكل طيلة اليوم بكمياتٍ صغيرة.

هو علم أنه على وشك التخطي حين لاحظ كل هذا، لكن ما جعله مدركًا كليًا، أن كل ما يمر به سيمضي، هو حين أخبرته كوان أنها ستأتي في الثاني من يوليو.

لقد اعتقد أنه قد يشعر بالخوف من تلك اللحظة، يتمنى ألا يأتي ذلك اليوم، تمامًا كما أراد في تلك الأيام الباردة والتي كانت تمر أسرع مما أراد، وكره اللحظة التي سيراها فيها، والتي تجعل البتلات داخله تنوح وتبكي دون توقف حالما لمح شعرها خلف الباب.

لكنه، رغم كل ما اعتقد أنه سيشعر به، هو شعر بالسعادة، والاشتياق لها.

كل هذا جعل جونغ إن يتوقف لثانية، فقط يتوقف، ويفكر.

هو أصبح واعيًا لعدد البتلات التي تقل حين يستيقظ، لاحظ أنه لم يختنق منذ مدةٍ طويلة، والسعال أصبح قليلًا جدًا، وصوته بدأ يعود لما كان قبلًا، قبل كل هذا، قبل شهورٍ شعر وكأنها سنينًا لما حدث فيها.

لربما اعتقد أنه سيعيش بهذه المشاعر حتى النهاية، تنبت زهرةً ما حتى يختنق ويفنى، دون بذل جهد إخراجها.

هو يعلم، يعلم علمًا تامًا أنه لن يخبرها، مهما حدث، مهما اقترب من النهاية، لن ينطق بتلك الكلمات التي يكرهها، أكثر من كرهه لذاته.

بومغيو يعتقد أنه ربما سيكون الأمر متبادلًا، لكن لا، هو لا يريد هذه المشاعر، هذه الحواجز التي تستمر بمنعه من فعل الكثير، رغم كون كوان من أقرب الأشخاص إليه، وكونها الوحيدة التي تعرف كل صغيرةٍ وكبيرةٍ منه.

لكنها لن تعرف هذا الأمر، مهما حدث.

هذا هو القرار الصحيح الذي اختاره.

-

«جونغ إن.» ناداه هيسونغ وهو يرمي بذاته على الأريكة، وجونغ إن اكتفى بالهمهمة متأملًا التلفاز الذي كان يحمل مسلسلًا أو فيلمًا ما، هو لا يتذكر في الواقع، لكن هيونجين قد وضعه ثم ذهب ولم يعد، وكان مثيرًا للاهتمام كفايةً ليجعله مندمجًا بالأحداث.

«شقيقي أعارني سيارته.» هز حواجبه وهو يضع المفاتيح أمام وجه جونغ إن الذي ابتسم بسخرية.

«حاول ألا تصدم صخرةً في طريقك.»

انقلب وجهه سريعًا لوجهٍ لا يملك أي تعبيرٍ يشعرك بوجود مشاعرٍ فيه، مما جعل جونغ إن ينفجر ضاحكًا عليه. هيسونغ يرمي بكلماتٍ لاذعة دومًا نحوه، لكن جونغ إن يرمي القنابل ردًا له.

«ماذا كنت تريد أن تقول، أيها الطفل.» توقف عن الضحك متأملًا وجه هيسونغ الذي يحاول جاهدًا ألا يضحك.

سيدة الصبار.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن