4¦ المقبرة الوحيدة.

88 8 64
                                    



لقد ماتت أغلب النباتات، سوى الريش والروبي، بما أنهم صبار فحياتهم أطول من جميع النباتات الأخرى التي اقتنتها.

جلس جونغ إن على الشرفة بينما بومغيو يحاول معرفة أين وصلت البتلات الميتة، ويعتقد جونغ إن أن موت نهايات الأوراق كافيًا لرميها.

إن كانت كوان هنا، هي ستبكي.

لحظة مناداة بومغيو له كانت لحظةً عاديةً معتادة، لكن كان يجب عليه أن يلاحظ نبرته المترددة، الخائفة، والحزينة نوعًا ما.

عندما أتى بالنباتات، آخر من توقع أنه قد يحبها هو بومغيو، لقد كان يسقيها أحيانًا إذا جلس في الشرفة. لكنها ليست مهمته، ليست نباتاته، وحتمًا ليس الموصى بحالتها. لذا هو نسي، تمامًا كما تمكن جونغ إن من نسيانها لأسبوعٍ كامل رغم معرفته التامة بالأجواء التي باتت جافةً جدًا مع قدوم الشتاء القارس.

لذا بومغيو كان يسقيها أحيانًا، من إسبوعٍ لإسبوع، حبًا لها، وماتت رغم ذلك.

تنهد المقصود في أفكاره والتفت نحوه بينما هو لا يزال متقرفصًا أمام النباتات: «لقد ماتت كليًا.» عض شفتيه قبل أن يعرض بترددٍ عليه: «نستطيع الشراء غدًا؟ أملك يومًا فارغًا إن أردت الذهاب في الصباح.»

بومغيو حقًا لطيف.

ابتسم نحوه، أو حاول فعل ذلك، وهو يعتقد أنه كشر في وجهه دون قصد لأن بومغيو بدا نادمًا. لماذا؟ لماذا هو نادم؟ هو ليس السبب في موت النباتات، بل هذا سبب جونغ إن وجونغ إن فقط.

أنزل عينيه للأرضية مجيبًا: «هي ستعلم أنها ليست خاصتها.»

الصمت قد حل بالمكان، حتى استقام بومغيو يمسح بنطاله الممتلئ بالتراب، وعرض بصوتٍ خفيض: «سأصنع الشاي.»

أومأ جونغ إن وهو لم يتحرك من مكانه، وبدت كرسالةٍ واضحة؛ لأن عشر دقائقٍ مرت حتى عاد هو بإبريقٍ صغيرٍ يكفي لأربعة أكواب، ولم يشرب منها سواهما.

الجلسة كانت مريحة رغم الأجواء الكئيبة، ودخول الثلج المفاجئ جلب أجواءً رمادية تركت وجهه عابسًا طيلة الوقت، وصوت الرياح الصارخة كانت كافيةً لجعله يغرق بأفكاره ويتجاهل بومغيو دون قصد الذي بعد أن عاد للواقع وأخيرًا وجده نائمًا ورأسه متكئٌ على كتفه الساقط.

شعر الاختناق حينها، لكنه تمالك نفسه قبل أن يوقظ الآخر الفزع، وأخبره بأن يذهب لغرفته، بدا بومغيو وكأنه سيرفض حتى رأى ملامحه التي لا يعلم ما كانت تحمل، هو أومأ ببطء وذهب لغرفته بعد أن همس بصوتٍ أجش: «ليلةً سعيدة.»

كم تمنى أن تكون كذلك.

-

في الخامس عشر من ديسمبر، السماء كانت مغيمة طيلة النهار، وبالطبع بعد أن أتى الليل، الغيوم بدأت تمطر، من الجيد أنه لم يكن غزيرًا لأن جونغ إن نوى المشي في إجازته وزيارة بعض الأماكن.

سيدة الصبار.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن