كان توم جالسا فوق الأريكة فك الأزرار الأولى لقميصه في يده صورة أخذها من مكتب ادوارد صورة تظهر بوضوح أن من فيها هو والده نفسه نظر اليها وقال :يا للسخرية من الواضح أنه محكوم علي بالعذاب طيلة حياتي كما لو أن الأمر لم يكن كافيا حين وصفت طيلة حياتي بالابن الغير شرعي الٱن سأُنعَتُ بابن القاتل ههه، يالحظي بصحتك أبي -رأع كأسه وشربها كلها دفعة واحدة لعلها تطفئ النار بداخله -
لا أصدق أن ميرا أختي كانت تعاني دائما وحدها وأنا كالغبي ظننت أني وحدي من يتألم لماذا يجب أن نعاني من هكذا مصير ، لم يكن يجب أن يحصل كل هذا في المقام الاول. مالذي يجب أن أفعله الٱن من جهة صديقي يعتبر والدي سبب موت أبيه ومن جهة أختي التي هي زوجته تريد الهرب منه و أريد مساعدتها ولا أعرف كيف يمكنني أن أقوم بهذا ؟ ااه يا الهي رأسي سينفجر -قالها وهو يشد شعره بقوة -.كانت ميرا جالسة في الشرفة تتأمل القمر وضعت يدها فوق بطنها وقالت : لماذا لا ينتهي هذا العذاب كنت أنا من يعاني لماذا يجب على طفلي الذي لم يرَ النور بعد أن يضمن نفس مصيري قبل أن يولد! ، والد مخيف لا يمكن توقع ردود فعله أو إلى أي مدى من العنف يمكن أن يصل يا صغيري لا تعتقد بأني أكره والدك بالعكس أنا أحبه كثيرا لكني أكره الظروف التي التقينا فيها كان من الأفضل لو كان كلانا يعيش حياة طبيعية وتصادفنا في ظروف ملائمة كانت حياتنا ستكون جميلة جدا.
قطع حبل أفكارها ارتطام الباب بقوة دخل ادوارد وهو يصرخ :أين أنتِ تعالي هنا
نظرت له بخوف وقالت :ماذا هناك ؟
نظر إليها وعينيه تقدح بالشر اقترب إليها بهدوء وقال :مالذي أريده إذا ! سأجيبك، أريد طفولتي التي سلبت مني، أريد بياض قلبي الذي حرمت منه، أريد حياتي أن تعود لي قبل أن تظهر سلالتك اللعينة في حياتي.
كانت ستعود إلى الشرفة وقالت: لابد أنك أسرفت في الشرب سنتحدث حين تفيق.
لحقها الى الشرفة دفعها وهو يخنقها نظرت وراءها المسافة مرتفعة بين الشرفة و الارض قالت في سرها (لو وقعت من هذه المسافة سيتأذى صغيري) أعادت نظرها إليه حاولت أن تبعد يديه عن رقبتها وهي تقول :ادوارد أنت تخنقني اتركني
نظر إليها و قد بدأت تغرورق عيناه : أنا كذلك أختنق هذا مؤلم بالنسبة لي أكثر منك كنت طوال حياتي تائها بدون روح أبحث عن سبب معاناتي و دمار عائلتي لأعلم في الأخير أنك أنت من أحببتها طيلة حياتي ابنة الرجل الذي دمر كل شيء .
توسعت عيناها فكرت لوهلة استجمعت كل قوتها ثم أبعدته عنها بقوة وقالت : لا أعلم ما الهراء الذي تتفوه به لكنني سأقول لك شيء صحيح أن والدي كان زوجا سيئا وكذلك أب مروع لكنني أؤكد لك بأنه لم يقتل أحدا في حياته صحيح أن والدتي انتحرت لكن لم يكن ذنبه أنه لم يستطع أن يحبها يوما ربما قلبه دق لشخص ٱخر أمي كانت ضعيفة جدا على أن تتقبل حقيقة أن الرجل الذي تهواه يحب غيرها فوضعت حدا لحياتها بسبب هذا لكنه لم يكن السبب في موت أمي وكذلك أعلم جيدا أنه لم يتسبب في موت والدك أؤكد لك.
نظر لها وضحك بسخرية ليقول:لكن الحقائق تقول عكس ذلك والدك مجرم لعين تسبب بالمعاناة لناس كثر.
نظرت له وقالت بألم : لنفترض أن ما تقوله صحيح ما ذنبي أنا في جرائم شخص يسمى أبي فقط في الورق لم أعش معه ولم أشعر بوجوده قط في حياتي ما يثبت أني ابنته مجرد أوراق سخيفة
أمسك يدها وقال بعنف : ذنبك أن الدماء التي تسري في دمك هي دماؤه.
دفعها بقوة وخرج من الغرفة بل وخارج القصر كله يريد الابتعاد لأقصر نقطة للمجهول... للامكان كل الاماكن لم تعد تسعه لذا لا يريد التوقف في مكان قاد سيارته بلا وجهة...أما هي فلم تستطع قدماها حملها أكثر،وقعت في الأرض مصدومة مَرّ شريط ذكريات أرادت نسيانها صورة أمها وهي معلقة في مروحة السقف وهي تبكي بقوة متشبثة بأقدامها تترجاها بأن ترد عليها و كيف كانت جدتها تغلق عينيها محاولة سحبها للخارج وهي تصرخ :أمي أرجوك ردي علي لا تتركيني وحدي، أمي أرجوك لا... لا يا الهي لا تتركها تموت.
تضاربت الذكريات في ذهنها وضعت يديها على رأسها وهي تحرك رأسها بنفي :لا أمي،... أرجوك.....أيتها الذكرى اللعينة أخرجي من ذهني لم أعد أحتمل قسوة حياتي - و كانت تبكي بحرقة - لماذا يحصل كل هذا لي مالذي اقترفته أوقفت نفسها ذهبت الى الخزانة وأخرجت وشاحا منها حملت كرسيا وقررت بأنها ستكون ٱخر لحظة لها في هذا العالم البائس، قررت بأن تنزع ذكرى وفاة والدتها من ذهنها بأن تلقى نفس النهاية... وبنفس الطريقة.
ربطت الوشاح في الثريا وربطته على رقبتها بقوة احتضنت بطنها وقالت بابتسامة مجنونة: سنذهب في رحلة يا صغيري إلى مكان لن يفرقنا فيه أحد حتى والدك لن يستطيع التطفل علينا هناك هههه لا تقلق يا ماما سنشعر معا بوخزة صغيرة ثم لن نشعر بشيء بعدها. مسحت دموعها وتأكدت من الحبل جيدا نظرت للسماء تطل من خارج الشرفة و دفعت الكرسي.