أفكاري تلحقُني، قتلتُها مرّةً وهذه هي الآن بعد مدّةٍ تعود زاحفةً نحوي بدمائها، ولا أظنّ ضخامتها إّلا تضاعفت، ولا أحسبُ غضبها إلّا احتدّ، ولا أرى قبحها إلّا ازداد.
في الصباح نهضت ميرا من مكانها بخمول على غير عادتها لتمسك رأسها بألم نعم كيف لا وقد كانت تبكي طوال الليل ارتدت ملابسها بتعب و نزلت الى الاسفل جلست بهدوء تحت نظرات جدتها و كيارا المستغربة فقد كانت تنزل بحماس و تلقي عليهما التحية لذا فجلوسها بشكل هادئ جعلهما يستغربان لتقول كيارا بمزاح " جدتي انها نهاية العالم اراهن سأشتاق اليكما " لتشاركها جدتها " وانا ايضا يا ابنتي نلتقي في العالم الآخر " لتستئذن ميرا بالنهوض " لقد شبعت زاد شعور الاستغراب لتمسك كيارا بيدها لتبتسم وتقول "مابك ؟"
نزعت يد الاخرى لتقول بصوت ممزوج ببحة " انا بخير فقط متعبة " امسكتها الاخرى بمرح محاولة ان تخفف عنها لتقول "بما انك متعبة اجلسي لن تذهبي لمكان " بينما الاخرى تقاومها لتدفعها عنها وتصرخ في وجهها "قلت لك انا بخير هل انتي صماء " وخرجت تحت نظرات كيارا الحزينة لتنهض الجدة من مكانها ربتت على كتفها لتقول " لا تنزعجي منها لابد وان هناك شيء يزعجها " لتقول كيارا بإبتسامة عكس الذي بداخلها " لا بأس جدتي سأتحدث معها مساءا لقد تأخرت الآن سأذهب " خرجت من المنزل صعدت لسيارتها وكانت طول الطريق تتذكر مافعلته ميرا فهي لا تتصرف هكذا عادة ما هذا الشيء الذي جعلها تقوم بردة فعل عدوانية كهذه على غير عادتها نثرت كل هذه الافكار لتقول "سأكلمها لاحقا لابد من وجود عذر قوي لفعلتها "اما عند ميرا فقد دخلت الى الشركة تتبعها نظرات استغراب فهي كانت تلقي التحية على الجميع وتدخل بحيوية لتنشر النشاط والسعادة في الارجاء طلبت من السكرتيرة كوب قهوة لتلمح عبر زجاج غرفتها ادوارد يمر الى مكتبه توترت لوهلة فهي لا تعرف كيف تواجهه بعد رفضها الصريح لعرض زواجه منها لا تريد ان يشعر كما لو انها جرحت رجولته نهضت من مكانها وهي تستجمع قوتها وبعد عدة محاولات مع نفسها للدخول الى غرفته دخلت اخيرا ليرفع رأسه ويقول ببرود "لماذا لم تطرقي الباب ؟" استغربت من قوله لترد بمزاح "لما هل انا غريبة حتى يجب ان ادق الباب ؟" ليقول لها " ومن تضنين نفسك ان لم تكوني غريبة خطيبتي ام زوجتي ؟" نظرت له بحرج ليقول لها بينما يتصفح الاوراق امامه " اذا لم يكن هنالك شيء مهم اخرجي لا اريد الانشغال بتفاهاتك لدي اعمال مهمة " حرفيا هي الآن تتمنى لو ان الارض انشقت وابتلعتها لتطأطأ رأسها بحزن وتخرج من غرفته تجر اذيال الخيبة نظر للباب ليقول "هكذا سيكون تعاملي معك يا آنسة ميرا الى ان تستعيدي رشدك و تقبلي بعرضي " دخلت الى مكتبها تشعر وكأنها ستنفجر من الخجل لا تصدق ان هذا نفسه ادوارد صحيح انه يتصف بالبرود معظم الاوقات لكنه لم يتكلم معها بهذه الوقاحة من قبل جلست فوق الكرسي وشربت كوبا من الماء دفعة واحدة لتقول " هل آذيته لهذه الدرجة ليعاملني هكذا ؟"