البارت الرابع من نوفيلا بؤرة الانتقام، بقلم الكاتبة: نادية ستارز

83 12 0
                                    

زهرة: أقدملكم رفيقنا في الرحلة دي " عقار الفيل الأزرق" حبوب هلوسة.
تنظر ياسمين بصدمة، وتقول بدموع: أنتوا أكيد مش هتعملوا كدا!
زهرة لم تعيرها اهتمام
سمية: بس هنخليه ياخدوا إزاي؟
زهرة تنظر إليها، وتقول بابتسامة خبث: اسمها هتخليه ياخدوا إزاي، أنتِ الوحيدة اللي هتعرفي تدهولوا بشوية دلع عليه؛ هياخده
سمية بتفكير: مش هينفع أديله البرشامة هيشك، أنا هطحنها وهديهاله مع الماية
زهرة: دا اللي كان هيحصل، مجبتيش حاجة جديدة!
ياسمين: وأخرة الحبوب دي؟
زهرة: تفتكري كدا بذكائك الخارق حبوب الهلوسة أخرتها إيه؟
ياسمين: حرام عليكم مه ما بلغ الأذى مينفعش نعمل كدا، مينفعش نرد الأذى بأذى أكبر
تأخذ زهرة شهيق وزفير بعمق، وتحاول تهدئة ذاتها؛ حتى لا تغضب على ياسمين
زهرة بهدوء: لو مش عايزة تكملي دا شيء يرجعلك، بس زي ما قولتلك لو مش هتكوني معانا؛ هتكوني ضدنا، وتنظر إلى العقار ووقتها هضطر أجيب علبة تانية
تبكي ياسمين بخوف منها
سمية: أنا هروح أعمل سكين كير روتين، تمد سمية يداها حتى تأخذ العقار من زهرة؛ فتبعده زهرة عنها
زهرة: دا مش هيكون مع حد غيري، كل يوم هديكِ كوباية الماية جاهزة
تهز سمية رأسها دليل على موافقتها لكلام زهرة، ثم تدلف إلى غرفتها
زهرة تجلس بجانب ياسمين: أنتِ غلاوتك عندي أكتر من سمية، بس تعالي نفكر بالعقل ونلغي القلب شوية، عارفة هو ليه مطلقكيش لحد دلوقتي؟ لأنه مش هيلاقي واحدة هبلة يتضحك عليها زيك، وهيفضل يضحك عليكِ لآخر ثانية في عمرك، طيب إيه رأيك نعلمه الأدب الأول؛ بعدها أنا وسمية هنسيبه، وهتكوني أنتِ بس اللي معاه، ومش هيقدر يبص لواحدة تانية
ياسمين: أنا مش عايزة أكون مع واحد غشاش زيه
زهرة ببرائة: واحد زيه حرمك من الأمومة، وخدعك، وخانك، وكدب عليكِ، ودا بسبب طيبتك؛ فاستغلها، يبقى على الأقل نربيه شوية بعدها نسيبه
ياسمين تمسح دموعها بكف يديها: وهنعالجه بعدها؟
زهرة: حاضر هنعالجه، بس لما يتعب شوية
تومئ ياسمين رأسها بالموافقة: خلاص أنا وافقت
تتنفس زهرة بارتياح فهي شعرت بالخوف من أن تتفوه ياسمين أمام تميم بشيء، فإذا صار ذلك؛ سينتهي أمرها لا شك.
يأتي تميم في موعده كالمعتاد، ويجلس معهم، تستأذن منهم زهرة، وتدلف إلى غرفتها، تأخذ تلك الحباية، وتأخذ معلقة؛ تقوم بطحنها بتلك المعلقة؛ لتصبح تلك الحباية عبارة عن مسحوق،
تجلب كأس الماء وتضع بها تلك الحباية، وتقوم بمزجها جيدًا؛ حتى تختلط مع المياه، دلف تميم إلى الشرفة؛ لتأخذ سمية كأس الماء بهدوء من زهرة، وتضعه في غرفتها، وبعد أن خرج تميم من الشرفة؛ تذهب سمية إليه بدلع، وتحدثه بغنج، ثم يدلفوا إلى الغرفة
سمية: دلوقتي هوفي بوعدي من يوم لما دخلت البيت وقولتلك هسهرك سهرة حلوة
تميم: أنا سايبلك نفسي، وريني بقى هتعملي إيه
سمية بابتسامة: تعالى نرقص
ينهض تميم، ويبدأوا في الرقص سويًا، وبعد ربع ساعة
سمية: أكيد تعبت من الرقص
تجلب كأسة الماء
سمية: اشرب يا حبيبي
يأخذ منها كأس الماء، ويقوم باحتساء القليل منها
سمية بعبس: لا اشرب شوية كمان، دا قليل أوي!
يستغرب تميم من إلحاحها على شرب الماء
سمية تشعر بقلقه لتلف يديها على رقبة تميم: مش عايزة حاجة تشغلك عني النهاردة حتى الماية، النهاردة بتاعي أنا؛ فعيزاك تشرب.
تميم: إذا كان كدا؛ هشرب
يحتسي تميم الكأسة
سمية: شوفت كدا أحسن إزاي
بعد مرور حوالي عشرين ثانية؛ بدأت مفعول تلك الحباية، وكانت في البداية غثيان، والقيء وارتفاع ضغط الدم، وهلاوس سمعية، وبصرية، وزيادة ضربات القلب، هذا ما يحدث الآن، ومع كثرة التناول؛ سيصاب باكتئاب حاد، وانفصال عن الواقع، والإصابة بمتلازمة السيروتونين؛ المسؤول عن السعادة.
يمسك تميم رأسه بوجع شديد، ثم يشعر بدوار؛ ليقع على الأرض، ويدخل في نوبة ضحك هستيري، ويبدأ بالاستماع ورؤية أشياء ليس لها علاقة بالواقع، عندما تجده سمية هكذا؛ تخرج مسرعًا من الباب، وتغلق الباب جيدًا بالمفتاح،
وكانت زهرة في غرفتها؛ تتحدث مع شادي، لتدلف إليها سمية بضحك، تغلق زهرة معه، وتنظر إليها باستغراب
سمية: مفعول الحباية دي طلع سريع فوق ما تتخيلي، أقل من دقيقة؛ وكان صعبان عليا
زهرة: حوالي عشرين ثانية
ياسمين تأتي إليهم بدموع: هو إيه الضحك اللي بيضحكه دا؟ وكمان كأنه بيكلم حد! أنا هروح أشوفه
زهرة: سمية أنا تعبت منها، شوفيلك حل معاها، وأنا هروح أصوره
سمية بحماس: ابعتيلي الفيديو لما تصوريه، تعالي يا ياسمين معايا  هحطلك ماسك فيتامين سي؛ يخلي في نضارة في وشك، بس بلاش تقلقي راحتنا كل شوية!
زهرة تدلف إلى غرفة سمية بهدوء، تأتي سمية خلفها لتقول لها أن تتركها معه دون الدلوف معها
زهرة تقف أمامه: أنت السبب في حالتك دي، فيها إيه لو كنت معايا أنا بس؟ مكنش هيحصل حاجة، لو وقفت قصاد عيلتك شوية، وتحت إلحاحك إنك عايزني؛ كانوا هيوافقوا، مفيش أهل عايزين ابنهم مش مبسوط، وأنت لو كنت بينت إن سعادتك معايا؛ كانوا هيوافقوا، ثم تكمل بسخرية وياريت لما حنيت واتجوزتني ظهرتني للناس، لا خفيتني كأني غلطة، ثم تنظر إليه بكُره وتقول: أنت السبب في حالتك، أنت المسؤول، واللي أنت فيه دا ميجيش نقطة في بحر انتقامي، ولسة يا تميم.
تخرج زهرة من الغرفة وهي حاملة بداخلها كره عميق لتميم،
زهرة تمسح تلك الدمعة التي فرت من عينيها وتقول: مينفعش تنزلي عليه، دا ميستاهلش، يوم ما أحن؛ هعمل فلاش باك لورا، وافتكر كل حاجة؛ وقتها هكرهه من تاني. تنظر إليه نظرة أخيرة قبل أن تغلق الباب وتقول: عقوبة الخاين بالنسبالي؛ الخيانة، والعذاب، مش الموت، الموت راحة للخاين، لازم الانتقام اللي يخليه يتمنى الموت.
تغلق زهرة الباب عليه، وتتركه في هلاوسه، وتذهب هي للتحدث مع شادي كما تظن أن بذلك تحقق انتقامها.

 نوفيلا بؤرة الانتقام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن