الخاتمة

107 5 0
                                    

خاتمة نوفيلا بؤرة الانتقام

بعد مرور سنتين على جميع أبطالنا، نبدأ بأول بطلة وهي زهرة.

ينفتح بابٌ كبير وتخطو زهرة أولى خطواتها تجاه الحرية، تضع يديها على عينيها إثر آشعة الشمس لتأخذ نفسها بعمق وتحمد الله عدة مرات.

زهرة: وأخيرًا شوفت الأسفلت، ثم تبتسم بسخرية: دا أنا كنت قربت أنسى شكله

ثم تحدث ذاتها بندم: ضيعت كل حاجة من أيدي، عيلتي، بيتي، سُمعتي، بقيت سوابق وياريتها في قضية عِدلة دي زنا.

ثم ترفع عينيها إلى السماء بدموع:أعمل إيه!

تغادر ذلك المكان وهي لا تعلم أين ستذهب، ولكن من المهم أنها ستُغادر.

تذهب إلى الحي الذي بهِ منزل عائلتها وتجد جميع المارة يتهامسون وينظرون إليها باشمئزاز، تتعجّب قليلًا ولا تضع برأسها فهي لم تعتقد أبدًا أنهم يعلمون أنها كانت معتقلة.

تدلف إلى المبنى الذي بهِ منزل عائلتها، ثم تدلف إلى الطابق، حتى تصل أمام باب المنزل.

تقف بحيرةٍ وتوتر، تأخذ شهيقًا عميقًا ثم تزفره بارتياح وتدق الباب بيدٍ مرتجفةٍ؛ خوفًا من ردة فعلهم عندما يروها بعد سنتين، فهم في كل تلك المدة لم يأتوا لزيارتها.

تظل تدق الباب بقوة ولكن لم تجد أحد يفتح ذلك الباب.

لتخرج أحد جيرانها وهي امرأة مسنّة.

زهرة بابتسامة: طنط فيروز

فيروز: أنتِ يا بنت، لا رحماني وأنتِ صغيرة ولا وأنتِ كبيرة؟

زهرة: فيها إيه يعني لما طفولتي كلها كانت عبارة عن إني أخبط الباب عليكِ وأجري؟

فيروز تنظر إليها بطرف عينيها: ادخلي

تدلف زهرة بتوتر وتنظر في أرجاء المكان الذي كانت به أغلب طفولتها بحبٍ.

زهرة: البيت زي ما هو من سنين

فيروز: عليكِ ندر متدخليش البيت غير لما تدخلي السجن

زهرة بتعجّب: حضرتك عرفتِ ازاي؟

فيروز تجلس على الأريكة بتعب:مفيش حاجة بتستخبى، من سنتين الشارع كله عرف، ومبقاش على سيرتهم غير الموضوع دا، وأبوكِ يا حسرةٍ عليه من القهرة اتجلط ومات، وأمك مقدرتش تستحمل وبعدها بكام شهر حصلته

تنزل زهرة دموعها من عينيها كالشلال

زهرة ببكاء حاد: أنا السبب! كل دا بسببي، ياريتهم ما خلفوني ولا جابوني على الدنيا دي، كله بسببي.

تردد كلماتها تلك عدة مرات.

فيروز: الدنيا علمتني يا بنتي الندم بعد فوات الآوان ملهوش لازمة، بس لو تعرفي تغيري حاجة للأحسن؛ متترديش؛ علشان متندميش

 نوفيلا بؤرة الانتقام.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن