(١٤)

2.4K 121 31
                                    

(١٤)
#لتطيب_نفسي (#روحي_تعاني٤)
بقلم آيه شاكر
-حضرتك أنا مكنتش أعرف والله... آآ... أنا أول مره أعرف إن الشقه فيها أبراص... والله.

عاد والدها يجلس على المقعد في هدوء أو ربما صدمة...

فقالا في آنٍ واحد:
-أنا هفهمك.

لم يرد والدها وأخذ يبدل نظراته بينهما، فقالت إيمان بخوف:
-أنا آسفه يا بابا مش هعمل كده تاني والله.

ران عليهم صمتٌ ثقيل، وكل منهم يقف في مكانه  حتى نهض فجأة والد إيمان فهرولت صوب باب الشقة لتهرب، وبوثبةٍ سريعة وواسعة من والدها وقف أمام الباب قبل أن تفتحه...

وبأعين جاحظة نظرت لحاتم الذي لم يبرح مكانه ثم هرولت ووقفت خلف ظهره، وقالت لوالدها بخوف:
-والله يا بابا أنا كنت هخرج بس هو حبسني هنا...

التفت حاتم ينظر لها فهدرت به:
-قوله اللي حصل إنت ساكت ليه؟!

لم ينبس حاتم بكلمة فأضافت باضطراب:
-وأصلًا أنا... قصدي هو... لأ أيمن كان هنا ومكناش لوحدنا ولما خرج هو خرج معاه.

قال حاتم في سرعة:
-نسيتِ تقولي أهم حاجه... إن أنا مكنتش أعرف بوجودك هنا وإني كنت ناسي المفتاح في الباب وإنتِ دخلتِ من غير إستئذان.

سألها والدها:
-دا حقيقي؟!
-أنا غلطانه يا بابا، غلطانه ومعترفه بس... بس...

ابتلعت لعابها في اضطراب حين اتجه والدها نحوها دون أن يكترث لقولها، فقالت بحشرجة:
-أنا آسفه يا بابا... والله آسفه.

وقف حاتم قبالته وقال برجاء:
-يا عمي بعد إذنك عشان خاطري متعملهاش حاجه.

التفت والدها حوله وسحب مقعد في ضجر ثم جلس صامتًا هنيهة، وهما يترقبان، حتى قال بهدوء:
-اقعدوا.

جلست إيمان على بُعد مناسب خوفًا من أبيها، وحاتم جلس بالقرب منه مطرقًا حتى قال والدها:
-اخلعي نقابك يا ايمان.
-هه!
قالتها بصدمة، فرشقها والدها بنظرة حادة دفعتها لتفك رباط نقابها مرددة:
-حاضر... حاضر... أهوه هخلعه.

أسقط حاتم بصره أرضًا ولم ينظر نحوها وهي أيضًا نكست رأسها بحياء بعد أن كشفت عن وجهها، فخاطب والدها حاتم:
-ارفع راسك يا دكتور وبصلها كويس يمكن متعجبكش.

لم يستطع حاتم النظر إليها، وجه بصره لوالدها، وقال بتلعثم:
-آآ... خلينا بقا بكره بعد المغرب يا عمي.
-لأ دلوقتي يابني بصلها.
قالها باصرار، فزحف حاتم ببصره نحوها وقبل أن يرفع رأسه لوجهها أبصر يداها التي تفركهما بارتباك شديد، فعاد ببصره لوجه والدها الذي أشار له لينظر لإيمان، فنظر لها، ولم ترفع هي رأسها، فقال والدها:
-ارفعي راسك يا ايمان.

ازدردت إيمان ريقها باضطراب وهي ترفع رأسها وتنظر لوالدها وفمها يتشنج لأسفل وعيناها تبرق بالدموع، فقال والدها ساخرًا:
-هل دي تستاهل تعبك عشانها؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

(لتطيب نفسي) الحكاية الرابعه من سلسلة روحي تعانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن