(١٠)

1.9K 84 6
                                    

#لتطيب_نفسي (#روحي_تعاني٤)
بقلم آيه شاكر
(١٠)
تصنمت مكاني بصدمة وأنا أزدرد ريقي وأشاهد دخولهم المفاجئ بالآلات الحادة، لا أعلم كيف تخطوا الأمن، ووصلوا إلينا، وقف أحدهم أمامي مشهرًا سلا*حه الحاد إليّ، فقلت:
-لو سمحت متقربليش أنا حامل.

ابتعد الرجل عني، وركض لغرفة المريض وهو يصيح بحرقة:
-قتـ ـلتــــــــــــوه لـــــــيــــــه...

أجفلت من صوته المرتفع، وسرت مع تسنيم نحو الغرفة التي أغلقها غيث عليهم قبل لحظات...

وبنظراتٍ مترقبة تابعنا اقتحـ ـامهم لتلك الغرفة وتفاجئنا...
كان ميسره يضغط على صدر المتوفى لإنعاش قلبه، وغيث يُحضر حقنة من الواضح جليًا أنها لم تكن سوى محلول ملح لا يشفع ولا يُغني!!

توقف ميسره عما يفعله، وقال بثقةٍ زائفة وبرسمية:
-إيه اللي بيحصل ده!! أنا كده مش هعرف أنقذ المريض.

هدر به رجل من الواضح أنه كبيرهم:
-أومال الدكتور بيقول إنه توفى ليه؟

قال غيث بنبرة مرتعشة:
-لأ دي حاله تانيه آآ... إن شاء الله ده هنلحقه وهيعيش بس... اطلعوا بره عشان نشوف شغلنا بعد إذنكم وإلا هيموت فعلًا وهتبقوا انتوا السبب... يــــــــــا أمـــــــــن.
صاح غيث بأخر جمله كأنه يستغيث...

فأشار الرجل للبقية وخرجوا، ثم بدل نظراته بيننا وهز سبابته محذرًا:
-حياته قصاد حياتكم كلكم.

رشق تسنيم بنظرة حادة وهو يكرر نفس الجملة، فقبضت تسنيم على ذراعي وهي تقول:
-آآ... إيه! أنا ماليش دعوه وبعدين أنا حامل.

وحين رأيتهُ ينظر إلي، قلت بتلعثم:
-و... و... وأنا كمان.

رمقنا ميسره بنظرةٍ لن أنساها، ربما صدمة وربما تهكم! وعاد يُكمل عمله الذي نعلم جميعًا أنه بلا فائدة...

وبمجرد خروجهم توقف ميسره وتنهد ببعض الارتياح، توجهت ممرضة نحوهما، وخاطبتهما بانفعال:
-هو إنتوا بتعملوا ايه؟

وضع غيث السرنجة جانبًا وهو يقول:
-بنكسب وقت وإلا كنا هنتفرم كلنا دلوقتي.

وقف ميسره متخصرًا يزم شفتيه بتفكير وقال:
-طيب نطلب الشرطه؟ ولا نكلم الريسه ولا هنعمل ايه!

طالعه غيث لبرهه ثم قال:
-أنا هكلم حد من أمن المستشفى متقلقوش.

قالت ممرضة أخرى «ماهي»:
-متقلقوش أولًا إحنا بالنهار ثانيًا أكيد الأمن هيجي دلوقتي وثالثًا بقا قولوا إنكم حامل زي ما تسنيم وإيمان عملوا بالظبط و...

قاطعها ميسره:
-اسكتي يا مس لو سمحتِ... والله ما بيفرق معاهم الكلام ده... ولو اتحولتوا لمتخلفين عقليًا هتتفرموا برده.

زفر غيث ضاحكًا وهز رأسه باستنكار دون تعقيب وانشغل بهاتفه يطلب النجدة، بينما أشار ميسره لتسنيم لتقترب منه ومال على أذنها، أمسك قفاها وقال:
-حامل!! حامل يا توتو؟
-والله احنا كنا بننقذ نفسنا...
قالتها تسنيم وهي تشير نحوي، فرمقني ميسرة بنظرة خاطفة وعاد ينظر لأخته، قال ساخرًا:
-بالعقل كده دي ناس مش في وعيها... لو عرفوا إنك حامل هيسيبوكِ مثلًا؟!

(لتطيب نفسي) الحكاية الرابعه من سلسلة روحي تعانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن