(١١)

1.8K 105 8
                                    


(١١)
#لتطيب_نفسي (#روحي_تعاني٤)
-إيمان!!!
كان صوته، ظننت أنني أهذي مجددًا، ولكن حين رفعت رأسى قليلًا رأيته يمسك بدفتر المرضى، ويُطالعني بقلق وصدمة...

دنا مني أكثر، وسألني بارتباك:
-إنتِ هنا من امته؟ وازاي محدش قالي؟

أردت أن أسأله متى عاد من سفره، لكنني تمهلت فلم أرى وجهه بعد وقد تكون تهيئات ليس إلا! لذا أغلقت عيني...
نادي حاتم التمريض وأخذ يفحصني، وكنت أظن أنني إما أتخيل ما يحدث أو ربما هو طبيب أخر وأنا أتخيل أيضًا صوته.
-حرارتها عالية أوي...
-أنا حطيتلها كمادات وكمان علقتلها خافض الحراره شويه وهتنزل ان شاء الله.

قالتها وانصرفت فتنهد حاتم بحرارة وقال:
-ربنا يعافيها هي وكل المرضى يارب...

                    ********
ظل حاتم واقفًا مكانه للحظات، وهي تأن بخفوت، وتهذي باسمه بين أسماء أهلها، رمقها بنظرة خاطفة وهي راقدة في فراشها ووجهها شاحب كحال بقية المرضى، وحين نادت اسمه مرة أخرى، انحنى وهمس لها:
-أنا هنا يا إيمان.

ثم استقام واقفًا وسحب مقعد ليجلس قبالتها، دقيقة كامله يتابعها، قبل أن يناديه باقي الطاقم لحالة أخرى تحتضر، فأشار للممرضه أن تتابع إيمان وركض يباشر عمله...

وبعد إنعاش قلب أحد المرضى وعودته يتنفس وبعد توص
يله على الأجهزة مرة أخرى تنهد حاتم بارتياح تزامنًا مع ارتطام جسد إحدى طاقم التمريض بالأرض...
اندفع حاتم نحوه، وحين رفع القناع عن وجهه، قال بصدمة:
-ميسره!!!

تفحصه جيدًا وصاح يطلب المساعدة قبل أن يضعوه على الفراش وبعدما اطمأن أنه اغماءه، سقطت ممرضة أخرى فركض إليها الممرضات، صاحت إحداهن:
-مفيش تنفس ولا نبض يا دكتور...

ركض باقي الطاقم يلتفون حولها حاولوا وجاهدوا ليعود تنفسها إلى أن انتهى الأمر بتوصيلها على جهاز التنفس الصناعي...

-سكته قلبيه! كل زمايلنا اللي اتوصلوا على الجهاز ده ماتوا...

قالتها ممرضة تُطالع ميسره بشفقة، وقالت أخرى بنبرة متحشرجة:
-دي صديقة تسنيم دي لو عرفت هتروح فيها.

كان حاتم يستمع إليهما، نظر لميسره الذي يحاوط رأسه بيديه بعدما أفاق، أقبل نحوه وقال:
-أنا مقدر الضغط النفسي العنيـ ـف اللي بنتعرضله لكن وإنت بتراعي المرضى متنساش نفسك يا ميسره.

رمقه ميسره بطرف عينه ولم يعقب، فحاتم يعلم أنه لا يطيق وجوده لذا لم يُطيل الوقوف جواره وعاد يقف قبالة فراش إيمان ثم رمق الممرضة التي سقطت قبل قليل بنظرة خاطفة وبقلة حيله نظر لأعلى وقال بصوتٍ مختنق وهامس:
-يارب انجدنا يارب.

خرج من غرفة المرضى يسير بخطواتٍ مهزومة، توضأ ولكن قبل أن يصلي طلب أخيه ليطمأن على والدته وأخته، وطمئنه باستقرار حالتهما...

(لتطيب نفسي) الحكاية الرابعه من سلسلة روحي تعانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن