البارت السادس

11 4 0
                                    

««خرجنا بعدما ودعنا الكبار هناك.. قد استمتعت اليوم ايضا فهذه اول مرة يرافقني فيها مارك.. الى هناك... لكن لاحظت شروده الدائم في الفترة الاخيرة.... لكن كلما سألته قال أنه بخير... لكن هو ليس كذلك.. ارى الحزن في عينيه.. اتألم لالمه لكن ماعساي ان افعل انه حتى لم يخبرني مابه.... لما قد يخفي عني...»»
وقررت اخيرا ان اقطع صمتنا وشروده هذا.. لاقول: مارك.. لقد لاحظت في الاونة الاخيرة تغيرا ملحوظا انك لست بخير.. ماذا هناك؟
التفت الي بهدوء ونظر الي نظره مطولة دون ان يزيح عيناه التي لطالما كنت اغرق فيهما... تبا لما يستمر بجعلي اقع اكثر..
اجابني بنبره هادئة وكأنه يهمس: انا بخير لاعليك 
عقدت حاجبي ووضعت كلتا يداي على كتفيه وقد بلغ السيل الزبى لاردف: تحدث فقط لما تستمر باخفاء الامر مالذي حصل لك بحق.. لما تستمر بكل هذا..؟
اكتفى بابعاد عينيه عني وانزل رأسه بأسى وامسك يداي لينزلهما وهو يقول: فقط توقف لاتسألني اخبرتك اني بخير... انك تستمر بازعاجي فقط.. والان سأذهب الى اللقاء...
ذهب حقا ولم اعد ارى سوى ظهره.. وهو يبتعد.. شعرت بألم في قلبي اراه يتألم ولا افعل له شيئا.... كلامه آلمني كثيرا ... بحقه كيف ازعجه.. لكن لا يهم كل الكلمات القاسية التي قد يتفوه بها لن تغير من علاقتنا شيء انه يعني لي الكثير... ماذا عساي ان افعل الان... انظر اليه وهو يتألم وابقى اراقب بصمت.  ... تبااااا
توقفت عن محادثة نفسي وتوجهت للمنزل...»»
وجدت يوي نائمة... يبدوا انها متعبته...
استلقيت على سريري افكر بصمت... كثرة التفكير ارهقتني.. ماذا يفعل مارك الان اين هو هل هو بخير...؟ ااوه
امسكت هاتفي لعلني اجد اتصالا منه او رسالة.. لكن كل ماوجدته رسائل واتصالات من زملائي ومن اعضاء النادي وغيرها بالاحرى رسائل غير مرغوب فيها من اشخاص غير مرغوب بهم.. اشخاص.. لااعلم لكن لاعلاقة قوية بيننا مصالحهم الشخصية لااكثر.....
اتعرف مقدار الالم حينما يكون حولك العديد من الاشخاص ان تكون صديقا للجميع ولكن لاصديق لك.. تؤنسهم ولاتجد انيسا لك.. ان تصلك الاف الرسائل والاتصالات.. لكن لاحد منهم يرى روحك الحقيقية التي تتحطم ببطئ نفسك الضعيفة التي تريد الصراخ... البكاء... تكتم مشاعرك وآلامك تسترجع شريط ذكرياتك من حين لاخر لترى ان كله جانب مظلم سيء... تعيش في دوامه الماضي..... حاملا مسؤولية اكبر من عمرك... صديق الكل لكن وحيد دائما بعيد عن اي حنان الابوين... حتى اختك التي انت سند لها تبكي لك وتحكي لك.. فقط لاجلها لاتستطيع اخبارها بألمك.. التظاهر بأنك سعيد وقوي.. ان تعيش طوال حياتك تهرب من ماضيك ومن من حولك ومن مجتمعك ومن حياتك وحتى من نفسك... هكذا فقط عشت.. ليأتي اخيرا مارك ليغيرني لاجد شخصا يحبني بصدق لما انى عليه.. لجسدي المنهك وقواي المنخارة.. لروحي المتمزقه.. وآمالي المنعدمه لافكاري الانتحارية... وكلامي المحبط.... لنفسي التي اكره... والمي الذي يزداد.. يمسك يدي ولا يفلتها رغم برودتها... يعانقني رغم بروده جسدي... يربت على كتفي دون ان اخبره... يرى حزني.. دون ان اشكي له... يقرأ عيني قبل فاهي... يلاحظي عدم وجودي قبل وجودي.... يرد علي بصدر رحب حتى في انفعالاتي يتقبلني بكل مزاجاتي..... يتقبل روحي وندوبي وكل مابي يبقى رغم ان هالاتي كئيبة وروحي منهكة وشتائمي كثيرة.... يحيطني بحبه بدفئه انه كل مااملك انه كل مااريد هو فقط انا وهو بعيدا عن هذا العالم القاسي روحه المرهفه طيبة قلبه ونقاوته كطفل بريء لم يرى من العالم خبثه... كملاك....مشاعره الصادقة.... عيناه التي تفيظ براءة... نظراته الخالية من الحقد والكراهية... انه انسان بالمعنى انسان... لايحمل في قلبه حقدا لايحمل في قلبه ضغينة.. يسعد لسعادتي ويحزن لحزني يشاركني اوقاتي بكل مافيها... ... جمال عيناه حينما يناظر لي.... روحه كالمحيط... فهل تراني اغرق؟... لااعني جمال شكله... بقدر مااعني نقاوة قلبه جمال داخله انعكس على خارجه.... سبحان من ابدع في خلقه شكلا وروحا....»»
قررت اخيرا ان اذهب اليه لن اتركه يعاني في وحدته... تركت رسالة لاختي كي لاتقلق.. اخذت معطفي وتوجهت نحو المحل اشتريت طعامه المفضل... وذهبت ناحيته..
طرقت مرة اثنان ثلاث... لكن لاجدوى.. انه لايفتح... بدأت اقلق عليه اخذت اتصل... لم يرد... ارسلت رسائل عدة لكن لم اتلقى اي رد.. مرت ساعتين وانا.. انتظر امام الباب كانت اشبه بسنتين من العزلة ها انا انتظر... والقلق يأكلني... اتحرك ذهابا وايابا وانا اضغط على اصابعي ولا اعلم ماافعله الى ان لمحت احدهم يقترب واسمع وقع اقدام.. انه هو وما ان رأيت وجهه حتى صرخت: احمق لعين.. تبا لك لما لم ترد علي لقد جعلتني اقلق عليك اين كنت
رمقني بنظرة استغراب ليسأل: منذ متى وانت هنا؟ ولما اتيت؟
قضمت شفتي بغضب: منذ ساعتين.. قلقت عليك يارجل ظللت  اتصل الا انك لم تجب...
لااعلم لما لكن فجأة امتلأت عيناه... وسحبني ناحيته معانقا اياي لااعلم كم مدة من الزمن بقينا  هكذا لكني اكتفيت بالتربيت على ظهره دون انطق بكلمة شعرت وكأنه بحاجة الى الصمت اكثر من الكلام... 
فتح باب منزله اخيرا لندخل.. كان لازال صامتا... دخل غرفته ليستلقي على سىريره بصمت.. وانا كنت امام باب غرفته انظر بصمت... ليشير بيده ناحية السرير...
وبالفعل استلقيت بجانبه.... ليقترب اكثر.....انفاسه اصبجت قريبه..اسمع نبضات قلبه المضطربة.. رأسه الذي يسنده على صدري.... شعرت بالتوتر لهولة.... ثم بات صوت بكائه مسموعا شعرت بضيق في صدري وانا اسمع بكائه الذي يخترق اذناي ليؤلم داخلي....
ربما في حالات انهيار كهذه لايسعني سوى ان ابقى لجانبه.. فلم اعد اعلم مااقول..
لينطق اخيرا بصوت مبحوح: ٠ك كالفن... ارجوك لاترحل... لاتتركني
كالفن: بحقك... من قال اني سأرحل لن يفرقنا سوى الموت...
مارك: عنيت ان لاتتغير علي.. ارجوك لاتكرهني...
كالفن: اكرهك؟ ولما قد افعل ذلك اهناك من يكره من سكن قلبه
مارك: لربما تفعل لااعلم..
                     مارك في نفسه:
"" لايمكن.. بحق السماء لما قد احب رجلا لست مثليا حتى لكن لما هو سأؤذيه بهذه الطريقه سأجعله يتألم ان ادرك الامر.. الهي ماالذي يحصل لي... انا حتى لاافهمني ماذا يجري.. ايجب ان ابتعد عنه ليكون بخير... ام ان اعترف له وان انصاع لامر الواقع لكن اي واقع هذا سيتأذى كلانا.. اي منطق هذا انه مخالف لطبيعه البشرية... لكن ماذنبي ان احببته.. لم يكن لي سلطة على قلبي الذي لم لم ينبض سوى له.. لااستطيع ان ابتعد عنه انا لااحبه انا ادمنته.... انه كل مااملك ان رحلت لن اعيش بدونه لااقدر... لما انا حقير وقذر هكذا لما لااكتفي به كصديق فقط.. لكن هو صديق واخ واب وكل مالم احصل عليه كالفن... اسف حقا لكني احببتك...اني اريدك  لا اعلم كيف لكن فقط دعك لي وانا لك.... ""
                     •••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
في الصباح....
كالفن: استيقظ ايها الابله سنتأخر..
مارك: لااريد الذهاب..
كالفن: ااتعني انك ستغيب؟
مارك: اجل... دعني الان
كالفن: حسنا وانا ايضا..
نهظ مارك بعد ان كان مستلقيا وعدل من جلسته وهو ينظر الي: اذهب فقط سيتراجع مستواك على هذا النحو
كالفن: يانبقى معا يانذهب معا اختر احدهما ياعزيزي
مارك:.. لن اذهب.. سأستحم الان.. لربما اتحسن..
دخل هو ليستحم بينما ذهبت للمطبخ لاعد الافطار... لااجيد الطبخ لكن لابأس بالمحاولة...
» حينما اخذت حماما ساخنا شعرت بالراحة قليلا... لادخل واجد تلك الفوضى في المطبخ احدث اعصار؟؟ وانظر لكالفن الذي يشير للمائدة بأن اتذوق طعامه..
مارك: بحق... ماذا حل بالمطبخ.  وهل هذا طعام حتى؟ انه اشبه بسم الصراصير
كالفن: لاتحكم على الكتاب من غلافه.. تذوقه..
اخذت ملعقه لاتذوقه اخيرا.. بعد الحاح كالفن.. وياليتني لم افعل..
مارك: انه اسوء من سم الصراصير حتى
كالفن: مابك.. ليس بهذا السوء...
لكن بمجرد ماتذوقته غيرت رأيي انه اسوء من السيء بااسوء..
مارك: اسمع سأذهب الافطار من الخارج.. وانت نظف المكان
كالفن بتذمر: لا اريد انا متعب
مارك: انت من احدثت هذه الفوضى وستتحمل مسؤوليتها... وان لم اجده نظيفا سأرميك من النافذة...
قالها وهو يشير الى النافذة.. وخرج دون ان يسمع ردي
كالفن: لاااع لما انا ماكان علي ان اطبخ.. اللعنه ماهذا..
استسلمت لامر الواقع اخيرا وقررت ان انظفه.... وبعد ساعة من العمل... عاد اخيرا
مارك: ٠اوه اصبحت فتا مطيعا احسنت.
كالفن باانزعاج: هات مالديك اني اكاد اموت  جوعا...
«مر اليوم سريعا ذهبت رفقة مارك لحديقة الالعاب والى السينما... شاركنا في حملة بسيطه لافعال خيريه واستمتعنا بوقتنا متناسين ماحصل امس.. لاعود لمنزلي مرهقا... قررت اليوم ان ابيت في المنزل بما ان يوي هنا اضافة انها اصبحت تنزعج مأخرا ان اطلت الغياب عنها.. دخلت لارى انها لازالت تنتظرني لنشاهد فلما معا.. وبمجرد مالمحت شكلي.
صرخت: اهلا بعودتك يااخي... اسررع سيبدأ الفلم
مرت وقت طويل منذ اخر مرة جلسنا فيها هكذا.. كنت متكئا على الاريكه واضعا ذراعي على حافتها بينما كانت تسند رأسها على ساعدي قريبا من فڪِ..
يوي: اتعلم مأخرا... تغيرت كثيرا
كالفن: ٠ممم للافضل؟
يوي: ربما... لكن عنيت اننا لم نعد نجلس كثيرا غالبا ماتكون تدرس او مع مارك
كالفن: ماذا عنڪِ الا تقضين معظم وقتِڪ مع ايلا وجيهوب؟
رفعت رأسها ناحيتي لاستيدر نحوها نظرت الي بعمق لتجيب: لو لم تلتهي انت باشغالك لما اخذت طول وقتي معهما.. حقا قد تغيرت لم تعد تهتم لي
كالفن وهو يتنهد: صدقيني... لااتعمد الاهمال... لكن هناك اشياء تمنعني..وايضا لدي بعض الاعمال . و هناك اشياء لاافهمها بقاءك مع ايلا كونها فتاة افضل لك... والامر لمصلحتك.. ان تعتادي على غيابي فلن ادوم لڪ طويلا...
يوي: لازال الامر مبكرا لتفكر في الموضوع...
انهت كلامها بابتسامه خبيثة تعلو شفتيها..
ربتت على شعرها: لم اكن اقصد مافكرت به.. لكن حقا سيكون ضمن المستقبل....
يوي: مممم اتعلم... اريد ان اشهد زفافك.... وبسرعه وان اسمع اولادك ينادوني عمتي... اااه ووقتها تكون قد حققت حلمك واصبحت طبيبا بينما انا سأدير دارا للايتام واعتني بهم جيدا  لن اجعل اي يتيم يعاني ماعانيته.... لن يكون هناك متشردين سيعيشون جميعا بحب... وامان.. الن يكون  الامر رائعا..
كالفن: سنفعل ذلك... في القريب... فقط لنبذل جهدنا.....


مشاعر صادقة بشكل خاطئ..Wrongly honest feelingsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن