anapman

32 3 1
                                    

لاأنكر شعوري بالخوف عند سماع وباء كورونا ومنذ الوهلة الأولى وقبل أن يتفشى داخل العالم بأسره كان الخوف يسايرني ولعل من يقرأ هذا فقد   اتبع قافلة المصابين بالكوفيد المستجد . فمطلع عام 2020   والاحتمالات واردة  ولم استبعد محاولات المؤامرة  عندما خرج الأمر عن سيطرته وتحديدا في أوروبا وقد برزت عيوبها للحظة ما .

المطارات تم إغلاقها والاعمال ولم يبقى من كان له عمل مستقر والشيء الوحيد المتغير أن مكاتبهم صارت داخل بيوت نومهم و البعض قد سمع إفلاسه . والبعض الآخر استرجع الوزن الذي جنى عليه عندما تم حرق تلك  السعرات حرارية بفضل الركض خارج المنزل و قوانين الحجر  صارت سجونا ولااحد يمتلك إجابة سؤال عن غد .

كان الجميع مستهترا وتحديدا في إيطاليا وخاصة في بلدانها الكبيرة أمثال ميلانو ، البندقية وفلورنسا أين يعيش بطل قصتنا .

قام بإلقاء القمامة خارج داخل سلة المهملات والصمت هالك وإذا الدنيا من حوله ترتجف  لها النفس   وعلامات الخوف بادية على حركة عينيه البارزة :الشيء الوحيد البارز من وجهه . وفي ذلك الوقت عندما عاد أدراجه إلى منزله مر من جانبه على بعد متر تقريبا  رجلا  يفتح فاهه وهو يدندن بعض من أغاني الحرية المعروفة في إيطاليا . ألقى التحية على هوسوك ليجيبه الآخر بأخرى وهو يشير إليه بضرورة إرتداء كمامة .

فضحك عليه ثم قال مبتسما

"Sono bene"

لقد شعر من كلماته بأنه يستهزئ بالوباء ليومئ له بالايجاب وهو يحذره قبل  أن يلتفت للأمام ويكمل طريقه

"Fai attenzione"

يدرك جيدا بأن أغلب مواطنين إيطاليا مستهترين وإن لم يقل جميع من في العالم  فلقد أضف 'كورونا' إلى إبادة جماعية وقد اعتاد الجميع أن لايزدعوا كون حياتهم حافلة  بالفيروسات. وكان من بينهم قبل أن تموت جارتهم  سيدة عجوز وهكذا حاله عندما يقترب إلى منزلها تعود به ذاكرته إلى لحظات حظي بالعيش معها فلقد كانت لطيفة جدا معه ومحبة للحياة وكل صباح تقوم بالعزف على الكمان وللأسف كانت من بين ضحايا فيروس 'ووهان'  كما تم الاطلاق عليه نسبة إلى أول منطقة ظهر فيها .  يتذكر بأنها اعتبرته حفيدها الوحيد  وعرف بعدما تم حرق جثتها من بين الجثث الموبوءة بأنها تمتلك عددا لايحصى من الأحفاد ولاتعرف سوى اثنين منهما .

هم بفتح الباب واقترب قطط الشارع إليه من أجل إطعامهم ولكنه قام بإلقاء كرة من جيبه محاولا إلهاءهم ثم أغلق الباب عليهم وقد اخترق صوت موائهم أذنيه .

"أعتذر أيتها القطط ولكن لايجب أن أقترب منكم  فأخاف أن يتم  نقل العدوى إلي "

و على هذه الحال كلما خرج واقترب منه قط في حالي يتربص منذ زمن لإطعامه كما اعتاد ولكنه يفر بالهرب خوفا  أن يمتلك  داخل فرائه فيروس كورونا .

رجال Où les histoires vivent. Découvrez maintenant