~شِطْرَنْجْ~

من الصفر

اظلمة السماء على المدينة حالما بدأت الأمطار باللهطول بغزارة.

انه امر طبيعي في هذا الوقت من السنة، سبتمبر لطالما كان شهر بداية الخريف و الأمطار و الثلوج و تسلل البرد و الصقيع الى انحاء الكرة الأرضية حسنا اغلبها.

"انظر الى المطر،خَيْطٌ مِنْ الْسَمَاءْ"

ابدى احد المارة اعجابه بخيوط المطر الغزير القادمة من السماء المعتمة، انا اؤمن حقا ان المطر من الجَنَة.

جلست على مكتبها بهدوء تقضم القلم و تحركه بين شفاهها ، الأوراق المبعثرة على المكتب تشعرها بالضيق المنظر اشبه بإعصار هادر مر بالبيت و جعله كبقايا تسونامي شمال شرقي اليابان، رفعت بسبابتها نظارتها الطبية التي اخدت الطريق المنحدر على طول جسر انفها المقلوب للأعلى.

تنهدت و مددت اطرافها، سئِمت من الجلوس و التحديق في تلك الأوراق طوال النهار، تكره كونها مهتمت بعملها جدا الى هذه الدرجة من الهوس و الجنون لكنه ليس بيدها.

وقفت بينما اخدت معها جل اكواب القهوة المنتهية من على المكتب،بقاؤها مستيقظت لوقت متأخر هكذا يزيد من تعبها،انه ذلك الأرق الذي لا يسمح لها بالنوم و الأكثر خوفها من تلك الكوابيس التي تهاجم كيانها في كل مرة تغلق فيها عينييها، لقد استسلمت عن رغبتها في النوم مند فترة...

"انا لم اظن ابدا ان الأمر كان سهلا لهده الدرجة، بيلا"

عبرت بسعادة لصديقتها عبر الهاتف في حين جمعت اغراضها من على الطاولة الخشبية وسط الغرفة،ترفع عينيها في كل مرة تصدر فيها النافذة صوتا بسبب الرياح العاتية التي تلفحها بقوة كل فترة.

~تهانينا فيوليت، تأكدي من ان تحضري النتائج للمكتب غدا عزيزتي~

ابتسمت و رمت  الهاتف جانبا على الطاولة، لقد عملت بجد للستة ايامٍ السابقة انها تحتاج لراحة.

راحة طويلة لتصفية ذهنها عن هذا الهراء المزعج، ليس و كأنها لا تحب عملها لكن انه يجعلها تشعر كأنها مكبوتة و محجوزة بين ضغط عملها و احساسها الدائم بعدم الإرتياح فقط تريد راحة نفسية في هذه الفترة انها اكبر امنياتها..

.
.
.
.
"لن اتمكن من اعطائكي عطلة في الوقت الحالي فيوليت" قال بهدوء بينما تجولت نظراته بوجهها.

ادارت عينيها، مالذي ستتوقعه منه، رمت الأوراق اليه و نظرت الى الرجل الأشقر عريض المنكبين الذي يجلس خلف مكتبه بهدوء، يحدق فيها بجدية هو يعلم بأنها تشتعل بداخلها.

"اُغلقت قضية جوناثان جيمس"
نظرت اليها عيناه الخضراء الفاتحة بإعجاب، هي بالفعل من افضل محققيه و ستظل، لطالما كانت قضايا كهذه تحديا كبيرا للباقين، عداها كانت تتعامل مع الأمر كأنه لعبة احاجي سخيفة للأطفال لطالما كان معجبا بقدراتها و حنكتها منذ بدايتها رغم انها كانت اصغر من باقي رجاله الا انها استحقت منصبها الحالي بجدارة.