"لقد فكرت في الأمر لكن من الممكن أن يريد قتلنا جميعًا، ماذا فعلنا له في الأساس"
"ليس شرطًا أن نكون قد قمنا بإذائه، فربما هو شخص مريض أو مهووس بالقتل هناك أشخاص من هذا النوع، وأسوء شيء أنهم يبدون أشخاص عاديين، لكن حقيقتهم أنهم أشخاص مجردون من الرحمة، منعدموا الضمير "
اختلست بعض تقاسيم الرعب من وجه أمي رغم أنها كانت تحاول إخفاءها، ربما لكي تشعرني ببعض الأمان، لكن ما كان يخيفني حقًا هو أنني لا أشعر بأي خوف .
قضينا ليلة يملؤها الرعب غلقنا أبوابنا وتلونا صلواتنا، ولأول مرة في حياتي أصابني الأرق من التفكير، ذهبت لأمي لأجد الدموع تتسابق على خديها ولم تستطع النوم هي الأخرى، ضمتني إليها لأول مرة في حياتي، وشعرت بشعور غريبٍ في صدري، علاقتي بأمي ليست ممتازة، لا أتذكر أنها ضمتني أو قبلتني أو قالت كلمات لطيفة من قبل كما أننا لا نتحدث كأي أم و ابنتها، حقيقة احسد إيميلي وأمها قليلًا على علاقاتهما، لكننا رغم ذلك لا نتشاجر أو نسيء لبعضنا البعض، لكن الشيء الغريب أنها تأبى أن تحدثني عن ماضيها أو حتى عن أبي ثم قالت:" لقد عشت حياة تعيسة وسأموت ميتة تعيسة"
" ما الذي تتكلمين عليه يا أمي "
" لقد ولدت في حي شعبي في ضواحي موسكو"
"موسكو؟!!"
" نعم إنني روسية، روسية من أم فرنسية"
انتفضت من مكاني وصرخت:" أنتِ روسية؟!! أمكِ فرنسية؟؟!!! كيف ؟!! أقصد لماذا لم تخبريني من قبل؟"
" لم تكن حياتي مشرفة، ولم أكن فخورة بها أبدًا ولم أرد أن تعرف ابنتي الوحيدة عن تلك الحياة التي عشتها"
" أي حياة؟"
" إن الحي الذي تربيت فيه كان حيًا فاسدًا، المافيا منتشرون في كل مكان، كانت تمارس السرقة كصباح الخير ، وتشرب المخدرات كالماء، كان أبي مدمنًا وعنيفًا ولطالما ضربني أنا وأمي، لم تكن العلاقات بين فرنسا وروسيا جيدة في ذلك الوقت، فعادت أمي لبلادها، لم يكن ذلك السبب الوحيد فقد كانت تكره أبي، كنت في التاسعة آن ذاك، عشت حياة مريرة، كان الشارع هو بيتي و المنزل هو أكره مكان لي وقد قمت بعدة أخطاء، بعد انتهاء الحرب الباردة ببضع سنين بلغت سن الرشد فقررت أن أهجر روسيا وأتيت إلى هنا، ثم التقيت أباك وظننت أن فجر حياتي قد بزغ، لكنه كان فجرًا كاذبًا فلم يختلف عن أبي كثيرًا وعرفت أن قدري مع الرجال العنيفين، وبعد أن تطلقت اكتشفت أنني حامل بك، فجئت إلى هنا وقررت أن أجعلك تعيشين الحياة التي حلمت بها، لكنني لم أستطع فقد استمررت بالقيام بالأخطاء، وبدل أن أجعلك تعيشين الرفاهية، كل ما تعيشينه الآن هو كابوس كل أم، إنني حقًا آسفة لأنني جعلتك تعيشين هذه الحياة "
قاومت الدموع وأنا أقول:" أنا حقًا لا أهتم لكن لماذا لم تخبريني، لماذا لم تكلميني كأي أمٍ وابنتها لماذا لم تشتكي لي، لماذا لم تضميني وتحني علي، لا أهتم بالقصور ولا أريد حياة الملوك إنني فقط أريد أمًا تعاملني كأم، لا كشريكة سكن، أبلغ من العمر ستة عشر عامًا وأنت لم تخبريني حتى بأنك روسية وأن أمك فرنسية، ولم تخبريني أي شيء عن أبي، لا يهمني عدد الأخطاء التي قمتِ بها في حياتك لكن الشيء الذي أعلمه، أنك أخطأت هنا، لقد أخطأت خطأً كبيرًا "
أنت تقرأ
سفاح عمارة 501
Mystery / Thrillerمسجونون في عمارة واحدة، يلاحقهم قاتل مجنون، من هو يا ترى؟ وكيف سينجون منه؟