سجن

39 6 8
                                    

أجتمع كل الجيران عند سماع صراخنا، كانت أمي في حالة صدمة ولم تستطع الحراك رغم أنَّ السيد هارفي كان يحاول إخراجها من حالتها، كذلك كان الرجل ذو الشعر البنفسجي كان منظر آمبر مرعبًا، سكين مغروسٌ في الجهة اليسرى أعلى بطنها وفستانها الأصفر غارقٌ في الدماء، كانت ملامحها تدل على أنها رأت وحشًا قبل أن تموت، كانت تحمل كأسًا من الشراب -فللأسف كانت مدمنة- وقد بدا من الكمية التي كانت فيه أنّها استهلكت أغلب الكأس وعلى الأغلب أنها كانت ثملة قبل أن تُقتل، كما أن البيت لم يبدو أنه أُقتُحِم.

عاد فورد و صديقه الذي اتضح أن إسمه أوليفر بعد أن ذهبا ليلتقطا إشارة ليستدعيا الشرطة ولكنهما فشِلا قائلين أنَّه لا أمل من الشبكة، نزل السيد هارفي ليذهب لمركز الشرطة لكنه عاد بعد دقائق،

قال السيد هارفي وهو يلهث: " إنَّ الباب الحديدي للعمارة مغلق"

استغرب الجميع ففي العادة يكون ذلك الباب مفتوحًا في النهار، إتجه السيد هارفي لبيته ليحضر المفتاح لكنه عاد قائلًا أنه لم يجده وعلى الأغلب أنه أضاعه في مكانٍ ما،

" حسنًا سأذهب لأحضر مفتاحي، هلّا رافقتني سيد جايك" قال زيك طالب الطب، وافق السيد جايك، وبعد دقائق عادا قائلين أنهما لم يجدا المفتاح، كان ذلك شيئا غريبًا بعض الشيء، شرع الجميع في البحث، كلٌ في منزله لكن الغريب أنه لا أحد منّا وجد المفتاح الخاص به، إجتمع الجميع في بهو العمارة وعلامات القلق بادية على وجوههم، بدأت أمي تخرج من حالة الصدمة التي كانت فيها وكذلك الرجل بنفسجي الشعر .

بدأ السيد هارفي الحديث:" حسنًا لا أفهم ماذا حدث لكن هل فُتح الباب هذا الصباح؟"

أجابت السيد بولان:" نعم لقد قمت بفتحه بنفسي لكي تصل أشعة الشمس لداخل العمارة، كان ذلك في حوالي الساعة السادسة صباحًا"

كانت الساعة في الوقت الذي إكتشفنا فيه الجثة تقريبًا العاشرة و ربع، يوم السبت أي عطلة فلم يكن أحد منّا قد خرج من العمارة بعد، تذكرت فجأة الرجل ذو الشعر البنفسجي فقلت:" إنّ ضيفة الآنسة آمبر هو أول شخص دخل العمارة اليوم ربما لم يكن يعلم فأغلق الباب وراءه "

إتجهت الأنظار إلى السيد الذي كان شاردًا ثم أفاق فجأة كأنه كان في حلم عميق، سأله السيد هارفي عن إن كان قد أغلق الباب بعد دخوله لكنه أشار بأنه لم يفعل ، طلب منه السيد هارفي أن يعرف عن نفسه ويخبرنا ببعض المعلومات عن قدومه فبدأ:" حسنًا أنا غريك، لقد كان لدي موعد مع آمبر اليوم على الساعة العاشرة ولقد قدمت إلى هنا في غضون الساعة العاشرة إلا عشر دقائق، وجدت الباب الحديدي مفتوحًا وكان الخشبي نصف مفتوح ثم صعدت إلى شقة آمبر، و... وحصل ماحصل " ، " ألم ترى شخصًا عند الباب، ربما كان يحاول قفله أو أي شيء"، أشار غريك بأنه لم يرى أحدًا ،

قال السيد جايك:" إنَّ المشكلة ليست في من أغلق الباب بل في من أخذ المفاتيح فعلى الأغلب لم نُضِع جميعنا المفاتيح في يومٍ واحد، إضافة إلى أنّ السيدة بولان قالت أنها قامت بفتح الباب على الساعة السادسة صباحًا هذا يعني أنه في هذا الصباح كانت مفاتيحنا في حوزتنا " 

صرخ غريك فجأة كأنه أفاق من غيبوبته:" لماذا لا يتكلم أحدكم عن آمبر، لقد وجدنا جثتها للتو ولا أحد مهتم"

أجابه السيد هارفي:" لن نستطيع فعل شيء لجثة آمبر علينا إحضار الشرطة ولكن أنت ترى حالتنا هذه إننا ... مسجونون "، لم يُرِد أحد تصديق تلك الحقيقة، بقينا لثوانٍ صامتين كانت تلك الثوان كالدهر إلى أن كسرها زيك قائلًا: " حسنًا سأذهب لأفحص الجثة بمعداتي المتواضعة، ربما أستطيع أن أحدد وقت الوفاة، من يرافقني؟"، كان زيك أكثرنا تماسكًا بحكم كونه طالب طب في سنته الأخيرة، لكن لا أحد آخر أراد أن يرى ذلك المنظر مجددًا إلى أن نطق فجأة آندي :" سأذهب معك " إستغربنا جميعًا فقد كانت المرة الأولى التي نسمع فيها آندي ينطق بكلمة طبيعية ففي العادة لا نسمع منه إلا الكلمات الغريبة التي لا معنى لها الذي يتمتم بها مع نفسه،

تردد زيك لكنه صعد من دون أن ينطق بأي كلمة، فتبعه آندي ثم ذهبنا جميعًا أمام بيت آمبر ننتظر زيك،

وبعد أكثر من ساعة خرج زيك من بيت القتيلة قائلًا:" إنها عملية قتل وليس إنتحارا-" قاطعه غريك :" بالطبع ليس إنتحارا أخبرتك أننا اتفقنا على اللقاء سابقا إضافة إلى أن شكل الجثة ليس شكل شخصٍ منتحرٍ أبدًا لقد لقد كانت تبدو خائفة و و -"، " نعم إني أعلم سيد غريك لكنني أردت التأكيد فقط ، حسنًا سأكمل على الأغلب فإنها قتلت بالأمس لا أستطيع أن أحدد الوقت بالضبط لكن على الأغلب فإنه مساء أمس، ربما في الليل ".

تجمدنا جميعًا ونحن نفكر بأسوء الاحتمالات، ساد الصمت لدقائق ولقد علمت أنَّ جميعنا قد فكر في نفس الشيء لكن لم يكن لأحدنا الجرأة على الكلام،

نطق السيد هارفي أخيرًا:    "يبدو أن القاتل بيننا".

سفاح عمارة 501حيث تعيش القصص. اكتشف الآن