المتهم الأول

27 4 1
                                    


كان الجميع في حالة من الرعب والذعر، كانت إيميلي والسيدة كارين تبكيان وكان فورد يصرخ على أتفه الأسباب، كما أنَّ زيك كان جالسًا واضعًا مرفقيه فوق ركبتيه  واصابعه متشابكة جاعلًا إياهم محاذاة أنفه ووجهه يتصبب عرقًا، أما السيد هارفي فقد كاد يحفر أرض البهو وهو يمشي ذهابًا و إيابًا، والسيد جايك مع أوليفر كانا يحاولان أن يجدا أي طريقة لفتح الباب، أما أمي وغريك فقد كانا قد خرجا لتو من حالتهما المزرية ليسمعا شيئا مرعبًا كهذا، أما أنا فكنت أحاول أن ألتقط أي إشارة، إلى أن جاء إليَّ السيد بولان وقال:" لا أمل، لقد ذهبت لغرفة الكهرباء الآن ووجدت بأن كل الأسلاك مقطوعة "، بلعت ريقي بصعوبة وأنا أرى آخر شعلة أمل تنطفئ.

"أين كنت يا فورد صباح اليوم ؟" طرح السيد هارفي هذا السؤال من دون مقدمات، بدا على فورد التوتر والغضب ثم قال صارخًا:" ماذا، هل تشك في ؟"، لتجيب السيدة بولان عن سؤاله:" إن كان هناك شخص علينا أن نشك فيه فهو أنت أيها الصعلوك المزعج "،" ما الذي تتكلمين عنه أيتها العجوز أنت هي الشخص الذي يكره الجميع في هذه العمارة" ، "ماذا هل تشك في ؟" ،

قاطعهما السيد جايك:" من غير الممكن أن تكون الخالة بولان هي القاتلة، إنها عجوز ضعيفة"، " ماذا قلت، أ أقصد أنت محق من غير الممكن أن أكون أنا القاتلة "

قال أوليفر:" ظننت بأنكم تعرفون من القاتل سلفًا " ثم أشار لعلبة البريد الخاصة بآندي -الذي كان في بيته- ، ليكمل :" إنني ضيف هنا ولا أعرفكم جيدًا، لكن من الصعب علي أن أشك في أحد منكم، لكن ... آندي هو أكثر شخص مشكوك في أمره، أقصد كونه فاقد لعقله من الممكن أن يقوم بأي شيء كهذا، إضافة إلى أنه الوحيد الذي أراد الذهاب مع زيك ليفحص جثة الضحية" بدا كلام أوليفر منطقيًا كما أن وجوه الجميع كانت تبدو أنها تؤيده، ثم أردف "زيك ماذا كان يفعل آندي عندما دخلتما لبيت الضحية " ، "لقد كان يبدو وكأنه يفحص المكان ويبحث عن الأدلة، لقد حمل بعض الأغراض بطريقة بدت أنه لا يريد وضع بصماته عليها ثم وضعها في كيس أسود، كذلك كان يقوم بالتجوال في المنزل ويتمتم بكلمات غير مفهومة "

"وهل رأيت ماوضع في الكيس؟"

"نعم، لقد وضع السكين الذي قُتلت به الضحية وكذلك الكأس الذي كان بيدها وكذلك هاتفها -"

" هاتفها !!" صرخت ، " إن كان القاتل قد خطط لقتلها مسبقًا فربما يكون قد راسلها "

قالت أمي:" على الأغلب أنَّ القاتل هو آندي فإن كان كذلك فإنه لم يخطط لقتلها مسبقًا إنما كان ذلك استرجاليًا "

وافقت أمي على كلامها، ثم قال السيد هارفي:" حسنًا إن كان آندي هو القاتل فعلينا ربطه وتفتيش منزله، كما أنه كان يريد أخذ الأدلة معه " ، " قالت إيميلي :" أظن أنَّ تصرف آندي يعود لخلفيته كشرطي سابق، فكما سمعت يحاول الشرطة إمساك الأدلة بطريقة تقلل وجود بصمات خارجية قد تخفي أو تُفسد البصمات السابقة الموجودة على الدليل"، وافقها زيك قائلًا بأنه سمع هذه المعلومة سابقًا أيضًا.

ثم قال السيد هارفي:"  إن هذا ليس مهمًا حقًا فكونه شرطيًا سابقًا لا يقلل إحتمال أن يرتكب جريمة الآن ولا سوى أنه قد فقد عقله " .

إجتمع الرجال و اتجهوا لشقة آندي وفي أيديهم حبال وبعض الأسلحة البيضاء تبعتُهم رغم منع أمي لي، إقتحموا المنزل ووضعوا آندي على كرسي وبدؤوا في تفتيش المنزل بقيت أراقب آندي الذي لم تبدوا عليه أية رغبة في المقاومة، نظر إليَّ بملامح يائسة ثم طلب مني الإقتراب، ترددت في البداية لكنه ألّح علي، مددت السكين الذي كنت أحمله وبدأت اقترب منه بخطوات ثقيلة، عندما وصلت إليه بدأ يهمس لي بكلام لم أستطع سماعه طلب مني أن أقرب أذني لأسمعه لكنني كنت خائفة فرفع صوته قليلًا ثم قال :" أنا التالي" إستغربت من كلامه ثم أكمل :" إنَّ آخر من سيسقط فينا هو الأرنب الجبان، ذلك الأرنب الذي يملك ظهر ثعلب" كانت كلماته غير مفهومة كالعادة لكن كان عندي إحساس أنه يريد أن يخبرني بشيء مهم ، ثم أضاف :" إنَّ عود القصب الصغير الذي تستهينين به، هو نفسه الذي سيصيبك بالعمى-" "سيلينا" صرخ أوليفر " ما الذي تفعلينه هنا، لا تقتربي منه " لقد كنت محتارة من كلمات آندي لكنني إبتعدت عنه، لأنه في الحقيقة لم تكن المرة الاولى التي يقول فيها كلامًا غريبًا .

إنتهى الرجال من تفتيش المنزل لكن لم يجدوا أيَّ أثرٍ للمفاتيح أو أي أدلة أخرى غير الكيس الأسود الذي كان قد أحضره من بيت آمبر، كان قد حلَّ الليل في ذلك الوقت وقد كان أغلبنا مرهقًا لما حصل اليوم، إتفقنا أن نعود جميعنا لمنازلنا ونغلق الأبواب جيدًا، كما أن غريك ذهب لبيت آمبر وأغلق الباب، و أمَّا آندي فقد أغلقنا الباب واحتفظ السيد بولان بالمفتاح، ثم ذهب جميعنا للنوم.


في صباح اليوم التالي:

إستيقظنا في غضون الساعة التاسعة على وقع طرقات متتابعة في بابنا، وقد كان السيد هارفي هو الطارق، فتحنا الباب وقد كان وجهه شاحبًا يميل للإصفرار وعيناه أخبرتنا بما سيقوله قبل أن ينطق فمه، ثم قال أخيرا وهو يتلعثم:

" لقد، لقد، لقد وجدنا آندي مقتولًا في بيته "







سفاح عمارة 501حيث تعيش القصص. اكتشف الآن