/01/

390 20 3
                                    

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

نهش الأرق منـها الليلة رغم نظام نومها السّـوي، و مهما حاولت لم تستطع أن تغفو

تأفأفت بينما تغادر سريرها، ربما مشروب ساخن في شرفتها الجميلة قد يساعدها

بينما تحضر كوبا من النعنـاع، مرّ بذاكرتها أحداث اليوم

تشوي سوبين، الشاب الأكثر شهرة بكلّيـتها، ذاك الشاب الآسيوي البهي، لطالما أُُعجبت به لكنّه لا يلاحظ وجودها أبدأ

لا أحد يلاحظ أساسا

اليوم قد سمعته يتحدث لأصدقائه عن جارته الجديدة و كم أنها فتاة جميلة و لطيفة، و كـإحدى معجباته نشبت الغيرة بقلبها، لكن لا حق لها للمعارضة

بالكاد يعرفها أحد هناك، ليس لها رفقة، لا تشارك بأي نوادٍ أو تجمعات، و لا تجلس إلا بالطاولات الأخيرة، بالطبع هو لن يعرفها

تنهدت على حظها التعيس بينما تسكب الماء الساخن على أوراق النعناع و اتجهت بوجه عابس لغرفتها

لطالما عانت في الاختلاط مع الناس، و بهذا المنوال ستبقا وحيدة عازبة لا أحد يحبها أو يهتم بها

أغلقت باب غرفتها بهدوء كي لا توقظ والديها و حينها ستقلب أمها المنزل على رأسها لأنها لا تنظم نومها، ثم اتجهت إلى شرفتها لتفتحها

ما إن حطت قدمها هناك حتى التقط بصرها رجلا يجلس على سور شرفتها الواسعة، و لأنها حسبته لِـصا سارعت بالصراخ

التفت متفاجأ منها، فهو لم يسمع صوت نافذة الشرفة و هي تُفتح، اقترب يشير لها بالسكوت فزادت حدة صوتها طلبا للنجدة

"ماذا هناك!"

اِلتقطت أذناه صوت والدها فسارع للقفز من السور و هي سقطت جالسة ترتجف

اقترب والداها بسرعة منها و نطق والدها يستفسر

"ماذا حصل؟"

"لقد كان هناك... أنه... كان..."

انعقد لسانها عن الشرح فاحتضنها له يحاول تهدأتها، و لكن أمها كـالعادة لا تراعي

"ما هذا بحقك؟ لقد أيقظت كل الجيران، ألا يجدر بك أن تكوني نائمة؟ ماذا تفعلين بهذا الوقت المتأخر"

عاتبتها بينما تجمع زجاج الفنجان الذي تحطّم

لوهلة نسيت خوفها بسبب أمها فنطقت بخفوت من بين شهقاتها تكاد تسمع نفسها

"لم أستطع النوم فأردت شرب شيء ساخن لربما يساعدني و حين فتحت الشرفة وجدت رجلا بأذني قط هناك على السور و أعتقدت أنه لص"

"تسخرين مني؟ رجل بأذني قط؟ و أساسا كيف يصل شرفتك و هي في الطابق الخامس"

خرجت أمها من الغرفة بغضب من تصرفات ابنتها غير المبررة، بينما بقي والدها يحاول تهدئتها

ربما بالفعل كان هناك لص و إلا لما ستصرخ بمنتصف الليل، ابنته ليست مجنونة

"لا بس اهدأي لم يحصل شيء، ربما كان خيالا بسبب تعبك"

أومأت له بعد ان هدأت قليلا و اتّجهت لسريرها، لن يأتيها النوم الليلة

.
.
.
.
.
.
.
.

يتبع...

380 كلمة

Just call me cat || فقط نادني قطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن