29

288 25 12
                                    

ألقى نظرة خاطفة على معصمه وفحص الوقت ثم اعطاني نظرة محرجة
"انا اسف زوجتي لكن لدي موعد عاجل أخشى ألا اتمكن من سماعك هل يمكننا التحدث مرة اخرى؟"
تساءلت عن أي موعد يتحظث من قبل كنت اعتقد أنه مجرد عمل لكن الآن بدي فكرة بشكل غريب انه ذاهب مع تلك المرأة
هل كان ذاهبا لرؤية روزالين؟
تألم صدري من الفكرة
لم اكن معتادة على رفضه
بغض النظر عن مدى أنشغاله كان دائما يخصص لي وقتاً قال أن ذلك مجاملة لأني زوجته وكان دائما صادق في كلامه
لكن الان.. .. ..
"تبدو مضطرب"
يقول أن لديه موعد لكن بضع دقائق من وقته ستكون على مايرام
لكنه يرسلني بعيداً عن عمظ لأنه لا يريد ان يكون في نفس المكان معي
أنه يتجنبني كما فعل في الشهر الماضى
عرفت لماذا
جئت عن قصد لأنني  اعرف ذلك ان افعل ما يجب فعله حتى لو اضطررت أن اتحمل البؤس
حتى لا يضطر الى تحمل مشكلة تجاهلي بعد الآن
"لن أبقيك طويلاً لذل امنحني بضع دقائق فقط"
كررت طلبي وأصلان أومئ برأسه ببطء خفق قلبي مرة اخرى بأذنه المتردد
اجبرت نفسي على الابتسام كنت ارغب بالمغادرة مع ابتسامه وليس وجهاً بدون مشاعر
"اصلان"
"نعم"
اخذت لحظة لأختيار كلماتي
هناك شيء واحد أردت ان اسأله قبل ان اتحدث
"قبل ثلاثة ايام هل كنت مشغولّا في ذلك اليوم؟ "
"قبل ثلاثة ايام؟"
رفع حاجبة كما لو كان يسأل لماذا كنت أسأل هذا
"نعم قبل ثلاثة ايام "
عبس مرة اخرى ثن اغمض عينيه كان الأمر كما لو كان يحاول تذكّر ذلك اليوم
اليوم الذي كان عيد ميلادي اليوم انتظرته فيه اليوم الذي خرج فيه من العربة مع روزالين اليوم الذي لم أنم فيه تحسباً لوصوله المتأخر
في الحقيقة كان هناك العديد من الاسألة التي اردت طرحها كانت هناك اشياء اردت ان اعرفها اكثر مما حذث في ذلك اليوم قبلته مع روزالين متى بدأ علاقة معها ماذا يريد ان يفعل بالمستقبل وغير ذلك
تسائلت عن هذه الاشياء لكني لم اجرؤ على سؤاله كنت خائفة
كانت اشياء اردت معرفتها ولكن لم يكن لدي الثقة لأستمع ألى الاجابات
ومع ذلك سألته عما حدث قبل ثلاثة ايام وكأن مجرد معرفة ماحدث في ذلك الوقت من شأنه ان يجعل الألم في قلبي يختفي
بعد صمت طويل تحدث
"لم يحدث شيء كثير"
"هل هذا صحيح؟"
"نعم ولكن لماذا تسأل عن ذلك؟ "
لايبدو أنه يتذكر أي شيء للأسف
[اذا تقول أن اليوم عيد ميلادك الحقيقي فماذا عن اليوم الذي وضعته في العقد؟]

[هذا ليس عيدميلادي]
[لم اكن اعرف ذلك]
[لا أحد يعرف]
انت الشخص الذي قال شيء لم أرغب في سماعه
[في المستقبل سأتذكر وأحتفل معك لذا لن تكوني وحيدة بعد الآن]
ياليتك لم تقل ذلك
لماذا كنت لطيفًا معي وجعلتني اتطلع الى هذا اليوم
اذا كنت ستنسى الأمر
لو لم تقل ذلك لكنت اعتز به لوحدي واحزن فيه لوحدي واحتفل فيه لوحدي
"لا شيء"
بدا غير سعيد بأجابتي الجافة
قبل ان يتمكن من الحديث اكثر أوقفته
انا هنا للحديث عن عقدنا
"العقد ماذا تقصدين؟ "
"نعم عقد زواجنا"
حاولت قدر الإمكان ان ابدو جيدة ارتجف صوتي قليلا لكن لحسن الحظ لم يلاحظ ذلك
"تتذكر اليس كذلك؟ العقد الذي كتبناه قبل الزواج"
"اتذكر"
"ثم بالطبع تتذكر محتوياتها أليس كذلك؟ "
أومأ برأسه ثم فجأة توقف عن الحركة وحدق في وجهي
ابتسمت بشكل مشرق ارتجفت زوايا فمي لكن ذلك لم يوقف ابتسامتي القسرية
اردت ان ابدو غير متأثرة بفراقة للمرة الاخيرة على الاقل لا اربد ان اكون شخصية هزلية في ذاكرته
لذلك ثبتت ارتجافي وتحدثت بصوت هادئ وواضح 
"ينتهي هذا العقد في غضون ثلاثة سنوات في اليوم الذي تبلغ فيه هيلينا لارستين الحادية والعشرين"
"قبل ثلاثة ايام كان عيد ميلادي واليوم هو عيد ميلاد هيلينا لارستين"
هيلينا لارستين التي كانت بنفس عمري بلغت اليوم الحادي والعشرين

أذاً العقد. ........
"انتهى العقد وكذلك زواجنا "
انتهى.......
تصلب كما لو كان مصدوماً من كلامي
"شكرا لك على كل شيء دوق"
انحنيت وناديته باللقب الذي لم استخدمه منذ زواجنا

"...... "
ساد صمت خانق في المكتب
تساءلت عن نوع التعبير الذي يضعة الآن
هل هو سعيد لأن اللحظة التي كان ينتظرها قد وصلت ام انه مرتاح لأني تحدثت اولا
اتمنى أن يكون محبطاً ولو قليلاً
اذا لم يكن كذلك اتمنى ان يكون عملياً ولا يظهر أي عاطفة
لانه اذا كان سعيداً فأنه سيكسر قلبي الذي كان محطماً بالفعل
"...... "
كان الصمت طويلا رفعت رأسي لأرى
لقد أذهلت من النظرة غير المتوقعة على وجه اصلان
اصلان تورديل الذي كان زوجي في يوم من الايام الرجل الذي مازلت احبه كان يحدق في وجهي بلا حول ولاقوة
مثل طفل فقد امه مثل رجل انهار عالمه
لماذا يبدو هكذا؟


في البداية تساءلت عما اذا كنت انظر الى الشخص الخطأ
اصلان الذي يتصرف كما او أنه سيفقد عالمه عندما أغادر لم يمكن موجوداً إلا في خيالي
اغمضت عيني عده مرات وفتحتهما

كان اصلان لايزال يحدق بي
"أصلان؟ "
صرخت بهدوء وسرعان ما غطى أصلان وجهه بيديه
تم اختفاء معظم وجهه تحت يده الكبيرة ومع ذلك لم يستطع إخفاء فمه وعروقه البارزة
لماذا تفعل هذا؟
لا يسعني ألا ان اتساءل عن سلوكه غير المعهود بشكل متكرر
لكني لم أستطع ان اسأل اصلان عما يفكر فيع وهو يمسح وجهه بيده الجافة
"ها"
تنهد وبعد لحظة أنزل يده وظهر وجهه
قلت لنفسي أنه اصلان بعد كل شيء خاب أملي
أردت أيضا أن اكسر قلبه أعلم اني كنت لئيمة لكن مع ذلك
بدأ اصلان بالكلام فخلصت رأسي من الافكار وركزت عليه
"انتظري انتظري يازوجتي ماذا يعني هذا فجأة؟ "

تحدث بسرعة بشكل غير معهود
"هل فعلت شيئاً خاطئاً او لا تعجبك الأقامة هنا أن ان هناك شيء لستِ راضية عنه؟ "

"لا"
هززت رأسي
لم يكن هناك شيء من هذا القبيل كنت دائما ممتنةً له واسفة
لقد اخذت منه الكثير ولا يوجد شيء يمكنني تقديمه له
لقد سببت له ضرراً اكثر من النفع لمجرد تواجي حوله
حتى لو كنت ارغب في السداد له فلن اتمكن أبداً من القيام بذلك
"اذا لماذا؟ لماذا تفعلين هذا؟"
عندما سألني عن السبب حاولت تجاهل الامر
لكن بعد ذلك قلت ما في بالي
"في الواقع سمعت محادثتك مع السيدة روزالين "
"ماذا تقصد"
شعرت بالحرج من الاعتراف بالتنصت لكن بمجرد ان تحدثت لم أستطع ان اصمت
"عندما قلت للسيدة روزالين أنك لم تتزوجني لأنك كنت تحبني"
"لقد وقعت عقد زواج معي فقط بدافع الضرورة"
"قلت أنك لا تعتقد أن الامر سيستمر كل هذا الوقت وهذا ما ازعجك"
اختنقت وانا اتحدث
عضضت شفتي وانا انظر اليه
كان بأمكاني رؤية يد اصلان ترتجف من الخجل
لكنني لن اخذ يده
لا اعرف شيء اخر لكن تلك المحادثه اثرت بي كثيرا

بغض النظر عن مدى كرهه لوجودي معه ماكان يجب ان يتحدث عني بهذه الطريقة
لا تعبر عن مشاعرك للاخرين
جعلتني سلسلة الافكار اشعر بالغثيان وقلت ما كنت احاول جاهدة اخفاؤه
"أنا اسفه لأنني كنت ازعجك من فضلك كن سعيداً معها"

يمههههههه الفصل دموع😭😭😭😭
قناة التليجرام
https://t.me/sjsjj18

ليلى واصلانWhere stories live. Discover now