30

312 22 10
                                    


اصلان الذي صمت لتفرة طولية تردد وفتح فمه
"حسنًا هذا يعني....."
هل يحاول تقديم عذر؟
ومع ذلك لم يكمل أصلان كلامه واغلق فمه اغمض عينيه كما لو كان يعض لسانه
وقفت ساكنة في انتظار كلماته التاليه لكنه لم يتكلم
لماذا لا يقول شيئًا حلى لو كان عذرًا لا يصدق أذا قال ذلك
فأنا.....
شعرت بصدمة كما لو أن أحدهم ضربني بخفة على رأسي
غير معقول هل لدي امل
كنت امل ان يعطيني أصلان نوعًا من التفسير
لأنه لم يكن هناك حاجة ألى ذلك
لقد شتمت مدى حماقتي كدت أن اخطأ مرة اخرى عضضت خدي الداخلي مما تسبب لي ألمًا
وبينما كان ألم الوخز الذي اصابني يهدأ بدا ان أصلان اتخذ قرارًا للتعامل مع الموقف
وقف فجأة وقال لي كما لو أنه يأمرني
"لنتحدث في المرة القادمة لا غدًا سنتحدث غداً"
بدلاً من تقديم الأعذارا ومحاولة حل الموقف أختار أصلان تجنب الوضع
"دعينا نهدأ ثم نتحدث غداً"
ترك أصلان كلماته وغادر المكتب بسرعة حتى قبل الأستماع ألي
بومممم
أغلق الباب بقوة
لقد تُركت لوحدي عندما غادر المالك الغرفة وانا احدق بصمت في الباب المغلق
هل يظن اني طلبت الطلاق بسبب الغضب؟
لذلك بدلاً من تقديم الأعذار اختار أن يحافظ على مسافة كما لو كان يهدئ طفلاً
هل اعتقد اني سأستيقظ بعد ليلة من النوم وأتراجع عن قراري النتسرع؟
لا لقد فكرت بجد واتخذت قراري
"ها"
تنهدت
على الرغم من دفء هواء الصيف الذي يحيط بي شعرت بالبرد
أدرت رقبتي المتيبسة ألى الجانب كان هناك دليل على أنه كان جالس هنا قبل قليل
عندما وضعن يدي على الأريكة الباهتة قليلاً شعرت بدفء خافت المكان الذي كان فيه لكنه تركني
عندما فكرت بذلك اصبحت اكثر برودة
لم يكن هذا البرد احساساً على بشرتي لقد كانت برودة بدائية انتشرت في قلبي وجعلتني ارتجف
الشعور بالوحدة
كان الامر مألوفا جدا لدرجة أنني لم اكن على علم به حتى الآن لكنه الآن يغمرني
اخذت نفسًا عميقاً لمست جبهتي بأطراف اصابعي الباردة شعرت بالدوار
في تلك اللحظة سمت صوت ضحكات خافتة من الخارج وقفت من مقعدي كما لو كنت ممسوسة
مشيت نحو النافذة وانحنيت على الدرابزين انظر ألى الخارج أمام المدخل الرئيسي كانت هناك عربة عائلية كبيرة وكان أصلان يستقل العربة
لكن كان هناك شخص آخر داخل العربة
نظرا لأنني رأيت لمحة من الثوب الأحمر من خلال الباب المفتوح كان بأمكاني بسهولة تخمين أن الشخص الذي كان في العربة هو أمرأة
"اذن الوعد الذي ذكره كان وعداً مع روزالين"
بقيت المرارة في فمي
أصلان الذي كان يفي بوعده معها تركني ورائه لأفي بوعده

لم أكن مضطرًة للأنتظار حتى غد لمعرفة ما يريده
سأرحل
خرجت من المكتب ببطء ولكن بثبات
طوال الطريق ألى غرفة نومي لم اتوقف أبداً ولم التفت
لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للأستعداد
لم يكن لدي الكثير لحزمه في المقام الاول لأنه هنا لايوجد شيء يخصني
هذا الثوب وهذه القلادة وهذا الكتاب كلهةمن أصلان
لم اكن أرغب أن اكون مدينة له عندما أغادر
جمعت ما يخصني فقط على الرغم من وجود العديد من الاشياء في القصر ألا أن القليل منها فقط يخصني وكلها كانت تناسب حقيبة واحدة
ضحكت بمرارة لم يكن بسبب مظهري البائس الآن
كان ذلك لأننر شعرت بالحرية
لا أكاذيب ولا الغرور الذي كان محيط بي لفترة طويلة
تلاشى الثقل الذي كان يضغط على قلبي طوال هذه الفترة وأصبح التنفس سهلا
كم مضى منذ أن شعرت بهذا الشعور المنعش
أخذت نفس عميق ورفعت الحقيبة لم تبدو الرحلة القادمة صعبة
"صحيح "
قبل مغادرتي للغرفة بقليل تذكرت شيئًا كنت قد نسيته
علر الرغم من أني سأغادر الآن لكن لا ينبغي علي الاختفاء دون أن اقول شيء بالطبع بعد محادثتنا بالمكتب سابقاً يمكنه التخمؤن اني سأغادر
لكن مع ذلك يجب أن اقول وداعاً بشكل صحيح حتى لا يقلق بشأن اختفائي فجأة
بدأت في كتابة رسالة الى أصلان أبذل جهداً في كل حرف حتى لو لم يكن خط يدي جميلا مثل خطه
بعد كتابة رسالة قصيرة كتبت اسمه على الظرف
«الى عزيزي أصلان»
ترددت واخرجت ظرف أخر
وكتبت مرة اخرى
«ألى دوق تورديل»
في اسفل الظرف كتبت اسم المرسل
«من هيلينا لارستين مع امتناني»
لقد كتبت اسم هيلينا لارستين بدل ليلى فيوليت لأن الاسم المكتوب في العقد هو هيلينا والشخص الذي كتب الرسالة هي أمراة اصبحت زوجتة خلال عقد وقضت ثلاث سنوات معه
زوجتة كانت هيلينا لارستين وليست ليلى فيوليت
لذا بم اكن زوجتة أبداً
لماذا مازلت عالقة فيه حتى الآن
قطعت أفكاري وازلت اصبعي الذي كان يلامس برفق الاسماء على الظىف هيلينا و أصلان
اخرجت ورقتين اضافيتين من الدرج لم يكونوا من اجل أصلان هذه المىة سأكتب لجينا ودالتون
على الرغم من أني لا اعرف اشخاص اخرين فقد شعرت انني يجب أن اقول وداعي الاخير لجينا ودالتون فقط الشخصين اللطيفين الذين عاملوني بأخلاص أثناء وجودي هنا
لم استطع شرح الموقف المعقد خلال مواجهتهم وجه لوجن واجراء محادثه معهم لذلك مثل الجبانة قررت ان اكتب الحروف بدلا من ذلك
آمل ان ينقل هذا مشاعىي
لتبرير نفسي أضع الحروف المكتوبة في ظرف وضعتهم في مكان ظاهر حتى يتمكن من العثور عليهم بسهولة
"حسنًا الآن لقد اتنهى كل شيء "
كل ما تبقى هو المغادرة بهدوء دون تسبب اي ضرر
بعض الخدم الذين رأوني أغادر وحدي نظروا الي بشكل غريب لكن لم يحاولوا منعي
في العادة كنت سأتأذى من لامبالاتهم لكن الآن اشعر براحة غريبة

وصلت الى محطة القطار دون اي عوائق
نزلت من العربة ودخلت الى محطة القطار
"رائع "
دون وعي صرخت على  مرأى امامي
لاعجب لقد كانت المرة الأولى التي اتيت فيها ألى محطة القطار
في الماضي لم أستقى القطار عندما اتيت الى وسط المدينة مع الكونت لارستين
ذكريات ذلك الوقت عندما سافرا على طريق ريفي وعر لمدة أثنى عشر يوماً كانت غامضة
كلما فتحت عيني شعرت بالغثيان واستمررت بالنوم لذلك الذكرى الوحيده التي لدي عن تلك الرحلة هي المشقة
هذه المرة بناء على تجربتي السابقة اخترت القطار
كانت محطة القطار هذه مختلفة تماماً عن محطة القطار في حياتي السابقة
حجم القطار من الداخل مظهر القطار الاشخاص الذين يمشون بالداخل الجو كل شيئ
احببت محطة القطار في هذه الحياة اكثر
"تذكرة واحدة ألى ايريس من فضلك"
اشتريت التذكرة بدون تردد كانت الوجهة مدينة ساحلية تقع في الطرف الجنوبي حيث تقيم عائلتي حاليا
على الرغم من مرور عامين منذ أن عثر أصلان على عائلتي ورتب لهم مكان للأقامة ألا أنني لم أزورهم مطلقا
كان ذلك بسبب الشعور بالخوف

لو لاي لكانت عائلتي تعيش بسلام شعرت بالأسف على المصاعب التي مروا بها بسببي
وكنت أخشى أن يستائوا مني كنت أخشى أن منزلهم الهادئ سيتحطم بسببي كنت خائفة من شعور عائلتي اتجاهي
لذلك فقط سمعت أخبارهم ولم أقابلهم
لكن أذا غادرت قصر تورديل فلن يكون لدي مكان أذهب اليه سوى أن اكون مع عائلتي
لم أحب ان اكون انانية
شعرت بالتوتر كيف ستتفاعل عائلتي التي لم اراها منذ سبع سنوات عندما يروني
وبعد ذلك ركبت القطار لقد شعرت بشعور جيد بسبب الحياة المرهقة في قصر الكونت تدهورت صحتي بشكل كبير
وكنت أعيش في ألم كل يوم في قصر تورديل
لكن الآن لم يكن لدي صداع يؤلمني وكانت اطرافي التي دائما ثقيلة خفيفة لم يرتجف جسدي كما لو اصبت بنزلة برد
"هذا غريب"
هل اصبح جسدي مرتاح لان عقلي مرتاخ
بشعور رائع بالدهشة نظرت حولي و وجدت مقعدي الذي ذكر بالتذكرة
دخلت المقصورة الفارغة ووضعت امتعتي وجلست

على الرغم من انه لم يمر نصف يوم ألا انني كنت متعبة بالفعل
كانت هناك اشياء كثيرة حدثت
عندما كنت اقوم بتدليك قدمي المتيبسة بدا القطار بالتحرك
بينما كنت أشاهد المشهد الذي، يختفي سريعا امام النافذة ادركت أنني اغادر العاصمة حقا
"مع السلامة"
التفكير في الاشخاص الذين لن أراهم مرة أخرى جعلني اشعر بالأحباط قليلا لكن عندما فكرت في مغادرة سنترال التي كانت مليئة بالذكريات المؤلمة شعرت بالراحة
"وداعاً حقا"
اختفت المباني الشاهقة والمتخفضة وظهرت حقول واسعة
تطفو السحب الرقيقة في السماء الزرقاء
"الجو جميل "
ارحت ذقني على يدي وحدقت في الخارج بذهن شارد تشكلت أبتسامة طبيعية على وجهي
كانت ابتسامة مليئة بالفرح والسعادة أستعدتها بعد أن فقدتها منذ زمن طويل

أستمتعوا حبيباتي
لاتنسون قناة التليجرام
https://t.me/sjsjj18/
احبكم 💞

ليلى واصلانWhere stories live. Discover now