[6]

78 23 12
                                    

قرية بضواحي فيغاس /1979

منزل جميل يقع وسط قرية هادئة اختارت الانفصال عن المدينة التي ما زالت في طور النهوض ، أربعة  أعوام منقضية اضاقت بالمنزل و أطبقت على الجو العام بشيء أشبه بالسوداوية ، ما السبب ؟ حسنا لقد مات رب تلك الأسرة أو قتل بالأصح كونه القي في بئر تبعد عن القرية ثمان أمتار فقط

لكن هذا لم يكن سبب لنفور الجميع منه بل كان يبعث فيهم التعاطف إتجاه الام الأرملة و ابنها صاحب السبعة أعوام ، طفل صغير و أعجوبة قريته بسبب مظهره المميز الذي سيكون وجبة رائعة لاي بيودفيلي في الجوار

طفل صغير يبقى ملتصقاً بقدم والدته و لا يتحرك أو يتفاعل مع محيطه الخارجي و حتما لا يتحدث مع اي احد...هل هو إنطوائي أو ابكم؟... كلا الخيارين محتملان مع إنحيازية للخيار الأول ، لم يكن بالضرورة كونه ابكماً فقد يكون خائفاً فقط من الغرباء ، خاصة بعدما شاهد احدهم يلقي بوالده في البئر و يغرقه بالماء... ثم أنه كان يبلغ الثلاثة اعوام فقط حينها

نافذة صغيرة اقرب لشق في الجدار كانت المصدر الوحيد لدخول الهواء في غرفة محدودة الإمكانيات ، غطت الام صغيرها و غنت له تهويدة نوم متأملة أن ينام و يتركها تكمل عملها ، لم يكن ابنها مزعجا و كان سيبقى في الغرفة حتى و إن لم يكن نائما فقط كي لا يزعجها

بدأ الطفل يغمض عينيه ليدخل في قاع أحلامه التي تحولت لكوابيس في الفترة الأخيرة ، نهضت الأم بعد أن تأكدت أن صغيرها خلد للنوم ، قامت بإعطائه قبلة صغيرة قبل أن تنهض

- تصبح على خير صغيري بيلموت

نهضت من مكانها و ذهبت ناحية الباب ليتبعها الآخر بعينيه ، تقلب بيلموت كثيراً يفكر بأشياء مختلفة تساعده على النوم ، لكن مخيلته لم تكن تدعمه كثيرا لأنها لم تكن تعطيه افضل الاشكال دائما و المطر بالخارج لم يكن يساعد كثيرا على نوم طفل وحده في الليل

عندما فقد الامل بالنوم انصاع لفضوله الذي بقي يلح عليه منذ فترة ليست بطويلة أن يخرج من الغرفة ، خرج يمشي على أطراف أصابعه ناحية المطبخ لكن صوتاً ما استوقفه من الغرفة المجاورة

ازداد فضوله أكثر ليعلم مصدر الصوت ، و بدون خوف أو تردد ذهب ناحية الغرفة المجاورة - غرفة والدته -اطل برأسه من الباب لينزلق شعره الأسود الطويل عن ظهره و يتأرجح في الهواء ، اقترب اكثر للداخل يحاول رؤية شيء ما...

كان لديه شك حول الأمر كان يعلم أن شيئاً خاطئاً يحدث بالداخل ، حتى بالنسبة لطفل يبلغ السابعة من العمر فهو أيضاً لم يرتح لمظهر الشخص الذي يعتدي على والدته ، اقترب اكثر ليحاول رؤية وجه المختل الذي يدّعي أنه لا يسمع صوت صرخات المرآة المحتضرة بجواره

توسعت عيناه و هو ينظر لوالدته التي تمد يدها للتحرر من المجرم الذي يطوقها بيديه ، اقترب اكثر و اكثر ليتأكد أن ما يراه ليس أحد هلاوسه المعتادة بعد منتصف الليل

a night like all night حيث تعيش القصص. اكتشف الآن